حراج التدريب

الخميس ٢ أكتوبر ٢٠١٤ الساعة ٣:١٨ صباحاً
حراج التدريب

هل تحول قطاع التدريب في المملكة إلى حراج يبيع فيه من لا يعرف إلى من لا يدري؟

فالتدريب سوق ضخم يدر ملايين الريالات سنويا.
لأن القطاعات الحكومية تخصص من ميزانياتها للتدريب مبالغ كبيرة جداً سنويا ، لرفع كفاءة موظفيها وجعلهم يواكبون أفضل طرق العمل في مجالهم، وتعويض الفجوات الكبيرة بين احتياجات العمل ومخرجات التعليم الجامعي والعام. والقطاع الخاص سبق الحكومة في اعتماد التدريب حلا لجسر الفجوة بين التعليم ومتطلبات العمل، ولرفع كفاءة الإنتاجية لموظفيهم. فكل مؤسسة خاصة تدرك انها لن تستطيع المنافسة بدون الإستمرار في تدريب موظفيها.
وأخيرا أدرك عامة الناس أهمية التدريب في رفع كفاءتهم الحياتية عملياً واسرياً وشخصياً.
لذلك ارتفع الطلب على التدريب في السنوات الأخيرة بشكل كبير جدا، وأصبحت إعلانات الدورات التدريبية من أكثر الإعلانات انتشاراً في مختلف وسائل الإعلان.
ولأن سوق التدريب بهذا الحجم الكبير من الطلب والعوائد والمالية جعل التلاعب والغش فيه بحجمه وكبره واغراءه.
والصور الأكثر انتشاراً للغش في مجال التدريب هي، أن يكون المدرب غير مؤهل وغير كفء لأن يكون مدربا ، وعلى الرغم من خطورة هذه الحالة إلا أنها موجودة وبكثرة في عالم التدريب، فتصفح سريع لمواقع التواصل الإجتماعي لمن يصفون أنفسهم بمدرب معتمد تظهر الأعداد الكبيرة جدا لهم، فمجرد دورة لمدة أيام تجعل من أحدهم مدربا معتمدا بكل بساطة .
أما الصورة الثانية فدافعها جشع المدرب أو المعهد الذي يتعاون معه المدرب، فيطرق المدرب مجالا ليس له وفن لا يجيده، مستخدماً مهاراته التدريبية للتغلب على ضعفه المعرفي في ذلك المجال. وتعد هذه الصورة كذلك من الصور المنتشرة للغش في التدريب خصوصاً مع مشاهير المدربين.
أما الصورة الثالثة فتتمثل في الشهادة غير المعترف بها رسميا أو مهنيا ، خصوصاً بعض شهادات التدريب عن بعد. ومن الغش في هذا الجانب إعطاء شهادات بمسميات كبيرة والدورة لا تغطيها، المهم في ذلك المال للمدرب أو المعهد وحصول المتدرب على الشهادة.
ومن مجالات الغش برأيي، الدورات الجماهيرية اليوم واليومين، وحقيقتها محاضرات عامة، فلا يمكن للمدرب مهما بلغت براعته أن يوصل أي مهارات للمتدربين في مثل تلك الدورات لكل أولئك المتدربين. فالاعداد الكبيرة تجبر المدرب على أسلوب الإلقاء الذي لا يعد تدريبا بل محاضرة.
أما أسباب إنتشار الغش في مجال التدريب إلى جانب اغراءته المادية فيمكن ارجاعها إلى ضعف الرقابة على هذا القطاع الذي أخذ في التوسع كثيرا.
ثم جهل بعض المتدربين بما يجب أن تكون عليه الدورة وما يجب أن تحتويه وعدم معرفتهم بالمدرب الماهر بعيدا عن سفسطة الكلام وجمال العروض التقديمية.
ثم الغلاء الفاحش لدورات المدربين المتخصصين الاكفاء ، جعل غير القادرين يلجأون إلى مدربين غير اكفاء أو غير متخصصين.
كما أسهمت بعض معاهد التدريب في تفشي الغش طمعا في الربح بدفع المدربين المطلوبين جماهيريا إلى تنكب كل فن وكل مجال، بل إن تلك المعاهد تعمل على تسويق غير الاكفاء من المدربين اما لعلاقة بهم أو إذا شعرت بقبولهم جماهيريا.
فهل نرى تصحيحا لهذا القطاع

@abdulkhalig_ali تويتر
[email protected]

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • fayez

    اشكرك على المقال الجميل الذي يحكي واقع مهم نعايشه يومياً .
    باختصار
    من دخل في غير فنّه أتى بالعجائب

  • علي العمري

    مبدع كعادتك يالحبيب

  • عامر الاحمدي

    وافق شن طبقة، فمن لا يعرف وجد متدربا لايريد ان يعرف وانما يريد شهادة يضيفها لسيرته الذاتية.