مدير الطرق والنقل بعسير: طريق الحريضة- محايل مطروح للترسية

الأحد ٢٦ أكتوبر ٢٠١٤ الساعة ٨:٠٣ مساءً
مدير الطرق والنقل بعسير: طريق الحريضة- محايل مطروح للترسية

مدير عام الطرق والنقل بمنطقة عسير المهندس علي بن سعيد بن مسفرتلقت صحيفة “المواطن” صباح اليوم تعقيباً من مدير عام الطرق والنقل بمنطقة عسير المهندس علي بن سعيد بن مسفر على خبر نشر يوم الخميس الماضي تحت عنوان: “مواطن لوزير النقل: سأبقى حجة عليك حتى تقتص من طريق الحريضة- محايل”.

وقدّم المهندس علي بن سعيد تعازيه الحارة لذوي الطفلة “مشاعل” التي لقيت مصرعها على طريق “الحريضة- محايل”، موضحاً أنّ طريق “محايل- بحر أبو سكينة- الحريضة” تم تصميمه ليصبح مزدوجاً، إضافة إلى اعتماده في ميزانية هذا العام لتنفيذه، مؤكداُ أن الطريق مطروح للترسية.

وكانت “المواطن” نشرت رسالة جسّدها مواطن على لسان الطفلة “مشاعل” التي لقيت مصرعها على طريق “الحريضة- محايل عسير”، موجّهة إلى وزير النقل ونسخة منها إلى مدير الطرق والنقل بمنطقة عسير المهندس علي بن سعيد مسفر، يشكو فيها من معاناة المواطنين ومآسيهم مع طريق الموت، “الحريضة- محايل عسير”، الذي حصد أرواحاً بريئة، ويتّم أطفالاً ورمّل نساءً، وقال المواطن في رسالته: “من طفلة أحاطت بها فاجعة الأسى والألم لم يكتب لها أن تكمل قطف زهور الحياة البريئة، أكتبُ إليك معالي الوزير ليس من على طاولتي الوردية ولا بمرسمي الذي تقصف من جور مبراتي وإنما من برزخ الحياة الأخرى، أكتبُ بحبرٍ من دمي الذي وقع على طريق (الحريضة- خميس البحر- محايل) معاهدة الاتفاق بأنني لن أظل الطفلة الوحيدة من أطفال هذه البلدة الأبرياء التي سيشبع سعار أسفلته المتصدع دمها وبقايا أشلائها المتناثرة على جنباته”.

وتابع المواطن: “معالي الوزير، روحي تبلغك السلام وتقول لك تذكرني، عندما تقلب دفاتر أطفالك، عندما تصفق لهم، عندما تقبلهم وأستسمحك أيضاً أن تنظر إلى دفاتري المخضبة بالدماء المتناثرة على قارعة هذا الطريق، معالي الوزير هل أحسست بالمفارقة؟”.

وأضاف المواطن: “من على مقعدك المخملي وأنت ذاهب ذات صباح إلى مكتبكم الفاخر تذكر عندما تغازلك خيوط شمس العاصمة الذهبية في ذلك الطريق ذي المسارات الأربعة وأنت تسير في بحبوحة من الأمن والسلامة لا تقابلك سوى واجهات الأبراج الزجاجية وألوان الأزهار والنخيل، تذكر كم كلفت كل هذه المترفات مقارنة بطريقي المسعور الذي أصبح قضية أبرياء يحصد منهم كيف شاء”.

وأردف المواطن: “يا معالي الوزير، تذكر قبل أن تصل إلى مكتبك قبل أن تلهيك رائحة العود وتنميقات المتزلفين أن هناك أطفالاً مثلي كتب لهم أن يغادروا منازلهم في ذات الساعة التي تودع فيها أطفالك نحو الحافلات الفسيحة والطرق المريحة، تودعهم أمهاتهم وآباؤهم وقد خالط الطموح دموع من الألم من توجسات العودة التي غدت أشبه بالمستحيل لولا الإيمان بالقدر هناك تأمل أن الغاية والهدف كان واحداً لكن الوسيلة والسبيل يختلفان كثيراً”.

وقال المواطن: “يا معالي الوزير، أطمئن فسيلهو أطفالك بتعداد شجيرات النخل وأعمدة الإنارة في جزيرة طريقهم الفسيح هناك في العاصمة وسيتمتعون بالمناظر البهيجة والمباني العالية فلا تكترث، لن يغمضوا أعينهم خوفاً مثلي كما كنت أفعل عند مواجهة الشاحنات المثقلة بأطنان الموت، لن ترهبهم ظلمة الطريق ولن ترعبهم منحنياته الخطرة وأوديته الموحشة”.

وتابع المواطن: “يا معالي الوزير، إن كنت تظن أن مفهوم معادلة الأمن لديك هو الأمن من الحرب فقط، فقد أخطأت فإن ما يقض مضاجع الأطفال في غزة والبصرة وسوريا هو تماماً ما يقض مضاجعنا هنا في الجنوب، فصوت القصف واحد، وهول المصيبة واحد، ونتيجة الحادثة وحسرتها واحدة، إلا أن العدو مختلف فعدوهم يمتلك صواريخ تحلق في السماء، أما عدونا فهي صواريخ تمشي على العجلات”.

واختتم المواطن: “يا معالي الوزير، إن مشاعل قد رحلت إلى ربها ولحقت بمن سبقها من ضحايا هذا الطريق لكنها تركت لك بصمة مؤبدة على قارعة هذا الطريق المسعور (الحريضة- خميس البحر- محائل)، حبرها دم طاهر وورقها إسفلت متصدع وقلمها أشلاء ممزقة وحطام من جمجمة متهشمة، ستبقى هذه البصمة توقيعاً خالداً يحمل أكبر دليل على قيمة البشر في هذه المنطقة، كما يحمل وصمة عار سيتقلدها كل مسؤول تنصّلَ عن أمانته وباع ضميره بإغراءات الدنيا الفانية، سأبقى حجة عليك معالي الوزير حتى تقتص لي من هذا الطريق”.

xcv