مواطن لوزير النقل: سأبقى حجة عليك حتى تقتص من طريق “الحريضة- محايل”

الخميس ٢٣ أكتوبر ٢٠١٤ الساعة ١١:٢٠ صباحاً
مواطن لوزير النقل: سأبقى حجة عليك حتى تقتص من طريق “الحريضة- محايل”

وجّه مواطن، رسالة إلى وزير النقل، يشكو فيها من معاناة المواطنين ومآسيهم مع طريق الموت، “الحريضة- محايل عسير”، والذي حصد أرواح برئية، ويتّم أطفال ورمّل نساء، كما وجّه نسخة من رسالته إلى مدير الطرق والنقل بمنطقة عسير المهندس علي بن مسفر.

وقال المواطن في رسالته: “من طفلة أحاطت بها فاجعة الأسى والألم لم يكتب لها أن تكمل قطف زهور الحياة البريئة، أكتبُ إليك معالي الوزير ليس من على طاولتي الوردية ولا بمرسمي الذي تقصف من جور مبراتي وإنما من برزخ الحياة الأخرى، أكتبُ بحبرٍ من دمي الذي وقع على طريق (الحريضة- خميس البحر- محايل) معاهدة الاتفاق بأنني لن أظل الطفلة الوحيدة من أطفال هذه البلدة الأبرياء التي سيشبع سعار أسفلته المتصدع دمها وبقايا أشلائها المتناثرة على جنباته”.

وتابع المواطن: “معالي الوزير، روحي تبلغك السلام وتقول لك تذكرني، عندما تقلب دفاتر أطفالك، عندما تصفق لهم، عندما تقبلهم وأستسمحك أيضا أن تنظر إلى دفاتري المخضبة بالدماء المتناثرة على قارعة هذا الطريق، معالي الوزير هل أحسست بالمفارقة؟”.

وأضاف المواطن: “من على مقعدك المخملي وأنت ذاهب ذات صباح إلى مكتبكم الفاخر تذكر عندما تغازلك خيوط شمس العاصمة الذهبية في ذلك الطريق ذي المسارات الأربعة وأنت تسير في بحبوحة من الأمن والسلامة لا تقابلك سوى واجهات الأبراج الزجاجية وألوان الأزهار والنخيل، تذكر كم كلفت كل هذه المترفات مقارنة بطريقي المسعور الذي أصبح قضية أبرياء يحصد منهم كيف شاء”.

وأردف المواطن: “يامعالي الوزير، تذكر قبل أن تصل إلى مكتبك قبل أن تلهيك رائحة العود وتنميقات المتزلفين أن هناك أطفالاً مثلي كتب لهم أن يغادرون منازلهم في ذات الساعة التي تودع فيها أطفالك نحو الحافلات الفسيحة والطرق المريحة، يودعهم أمهاتهم وآباؤهم وقد خالط الطموح دموع من الألم من توجسات العودة التي غدت أشبه بالمستحيل لولا الإيمان بالقدر هناك تأمل أن الغاية والهدف كان واحداً لكن الوسيلة والسبيل يختلفان كثيراً”.

وقال المواطن: “يامعالي الوزير، أطمئن فسيلهوا أطفالك بتعداد شجيرات النخل وأعمدة الإنارة في جزيرة طريقهم الفسيح هناك في العاصمة وسيتمتعون بالمناظر البهيجة والمباني العالية فلا تكترث، لن يغمضوا أعينهم خوفا مثلي كما كنت أفعل عند مواجهة الشاحنات المثقلة بأطنان الموت، لن ترهبهم ظلمة الطريق ولن ترعبهم منحنياته الخطرة وأوديته الموحشة”.

وتابع المواطن: “يا معالي الوزير، أن كنت تظن أن مفهوم معادلة الأمن لديك هو الأمن من الحرب فقط ، فقد أخطأت فإن ما يقض مضاجع الأطفال في غزة والبصرة وسوريا هو تماماً ما يقض مضاجعنا هنا في الجنوب، فصوت القصف واحد، وهول المصيبة واحد، ونتيجة الحادثة وحسرتها واحدة، إلا أن العدو مختلف فعدوهم يمتلك صواريخ تحلق في السماء
أما عدونا فهي صواريخ تمشي على العجلات”.

واختتم المواطن: “يا معالي الوزير، إن مشاعل قد رحلت إلى ربها ولحقت بمن سبقها من ضحايا هذا الطريق لكنها تركت لك بصمة مؤبدة على قارعة هذا الطريق المسعور ( الحريضة – خميس البحر – محائل)، حبرها دم طاهر وورقها إسفلت متصدع وقلمها أشلاء ممزقة وحطام من جمجمة متهشمة، ستبقى هذه البصمة توقيعاً خالداً يحمل أكبر دليل على قيمة البشر في هذه المنطقة، كما يحمل وصمة عار سيتقلدها كل مسؤول تنصّلَ عن أمانته وباع ضميره بإغراءات الدنيا الفانية، سأبقى حجة عليك معالي الوزير حتى تقتص لي من هذا الطريق”.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
  • بو تالا

    عظم الله أجركم . وبيض الله وجهك على هالمقال الأروع من رائع والظاهر إن مسؤولي النقل بعسير ما يعرفون محايل وطرقه

  • ابو صالح

    ياليل ياخط محايل

  • سعيد القحطاني

    عظم الله اجر اهلها
    ويمكن ان معاليه يعتقد ان
    (طريق الجنائز )وهو طريق الحريضه محايل لايقع في داخل مملكتنا الغالية
    ولكن على كل مسؤول أن يعلم انه سوف يأتي اليوم الذي لن يستطيع ان يقدم مبرارته او يملك سلطة النظام فيه
    وهو يوم الحساب الذي يقتص فيه ربنا من القرناء للجماء وهي بهائم ليست عند الله اكرم من البشر..فهذا ميزان العدل

  • م م الراشدي

    إن لم يتحرك الوزير بعد هذه الكلمات التي تحطم الصخر فأقول عظم الله أجر ….

  • رأي مهتم

    فعلاً هو طريق الموت والحوادث فيه يوميا بسبب منعطفاته الخطرة وتحويل جميع الشاحنات علية ..

  • جابر عسيري

    شكرا على هذا المقال وهذه هي معاناتنا مع هذا الخط ولكن لاحياة لمن تنادي ؟؟؟؟!!!!

  • شاكر سليمان احمد شكوري

    لقد اسمعت لو ناديت حيا

  • شاكر سليمان احمد شكوري

    لقد اسمعت لو ناديت حيا ورحم الله اﻻموات فقد احب الله لقاءهم فاستضافهم شهداء والوزر علي من تسبب وشكرالله لمن لفت الانظار ولعل وعسى