المفتي : الطعن في أئمة الإسلام الأعلام علامة زيغ في القلب

السبت ١ نوفمبر ٢٠١٤ الساعة ٩:٠٧ مساءً
المفتي : الطعن في أئمة الإسلام الأعلام علامة زيغ في القلب

أوضح سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أن الطعن في أئمة الإسلام الأعلام الذين تلقت عنهم الأمة بالقبول، هو علامة زيغ في القلب ، مؤكدًا أن من زعم أن صيام عاشوراء أكذوبة لا يخلو من هذين الحالين، حاثًا عموم المسلمين على الصيام يوم من غدٍ الأحد التاسع من محرم وكذا الإثنين يوم عاشوراء ، قائلا سماحته عن صحيح البخاري :” نحبه ونقدره ونرى العمل به واجبًا والطعن فيه إما لجهل أو ضلال ” .
جاء ذلك في حديث لسماحته في برنامجه الأسبوعي ” ينابيع الفتوى ” الذي تبثه إذاعة نداء الإسلام من مكة المكرمة .
وقال سماحة المفتي في مستهل حديثه: شهر محرم هو أول شهور العام الهجري، لما أراد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يضع تاريخًا لدولة الإسلام بحث مع الصحابة رضوان الله عليهم فاتفق رأيهم جميعًا على أن محرم هو مبدأ العام لأنه وقع بعد حج بيت الله الحرام فجعلوه أول العام واتفق الصحابة على ذلك، بأن محرم أول شهور العام الهجري هذا أمر لا إشكال فيه .
وأضاف سماحته: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قدم المدينة مهاجرًا فرأى اليهود يصومون اليوم العاشر من محرم، فسألهم لماذا؟ قالوا هذا يوم أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فيه فرعون وقومه فصامه موسى شكرًا لله فنحن نصومه شكرًا لله فقال صلى الله عليه وسلم: “نحن أحق و أولى بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه” ؛ حقًا إن أمة محمد صلى الله عليه وسلم أولى بالأنبياء كلهم، قال جلّ وعلا (إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين) فأمة محمد صلى الله عليه وسلم يؤمنون برسالات جميع الأنبياء ويعتقدون أنها حق وأنهم أدوا ما أوجب الله عليهم ونصحوا أمتهم كما بين الله ذلك في الكتاب العزيز.
فدلنا ذلك على استحباب صيام هذا اليوم شكرا لله على إنجاء موسى وقومه لأننا أولى بموسى من من كفر به من اليهود، فنحن أولى وأحق بموسى كما قال صلى الله عليه وسلم الذي صام هذا اليوم وأمر بصيامه فدلنا ذلك على استحباب صيام هذا اليوم، وهو اليوم العاشر من محرم الذي سيوافق إن شاء الله يوم الإثنين هذا العام لأن هذا الشهر كما أعلنت المحكمة العليا ثبت دخوله يوم السبت فيوم الأحد هو اليوم التاسع ويوم الإثنين اليوم العاشر، ونصوم إن شاء الله يوم الأحد ويوم الإثنين، النبي صلى الله عليه وسلم استمر في صيام يوم عاشوراء فقط، فلما كان في آخر حياته تمنى إن عاش إلى قابل ليصومنّ التاسع فتوفي صلى الله عليه وسلم قبل أن يصوم اليوم التاسع وقال لأصحابه (صوموا يومًا قبله أو يومًا بعده خالفوا اليهود) وجاء في حديث أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة الماضية) وقال ابن عباس رضي الله عنهما (ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم يوما يتحرى فضله على الأيام إلا هذا اليوم) يعني اليوم العاشر، إذًا فلنصمه طاعة لله وقربةً نتقرب بها إلى الله.
وفي رد لسماحته على من يزعم أن صيام عاشوراء أكذوبة قال : أما ما يقول هذا القائل بأن الأحاديث في هذا الشأن أحاديث مكذوبة، وأنه لا صيام بأدلة عقلية كل هذا كذب وافتراء و دجل، فإن البخاري رحمه الله كتابه قد أجمع المسلمون على إمامته وقال بضعهم (ما تحت أديم السماء – بعد كتاب الله تعالى – كتاب أصحّ من صحيح البخاري) أجمع المسلمون على تلقيه بالقبول والرضا وإن اختلفوا في بعض الأشياء الجزئية لكن في الجملة فكتابه الصحيح كتاب عظيم جدًا، أما دعوى الكذب والباطل فهذا أمر مجمع على أنه فساد، من يزعم أن في البخاري أحاديث مكذوبة وأن الأحاديث صيام عاشوراء مكذوبة فكل هذا من ضلاله ، أو جهله وشكه في هذا الدين ؛ لأن صحيح البخاري متلقى بالقبول ، أجمع المسلمون على قبوله وقبول أحاديثه، وتصحيحه وأنه كتاب حق وهدى، وأن الإمام البخاري تحرى فيه الدقة في كل أحواله، يقول شيخ الإسلام رحمه الله: ( كل من عارض البخاري فالحق مع البخاري على من عارضه) فكل من عارض البخاري فالحق مع البخاري فيما ذهب إليه.
وختم رئيس هيئة كبار العلماء حديثه بقوله: إن التعرض لهؤلاء الأئمة بتجهيلهم أو الشك في أحكامهم على الأحاديث والتعرض لهم يدل على زيغ في القلب لأن هؤلاء أئمة هدى، كما قال الله جلّ وعلا ( والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم) فنحن نحب البخاري وصحيح البخاري ونقدره، ونرى العمل به واجبًا والطعن فيه إنما عن جهل جاهل أو نفاق منافق نسأل الله السلامة والعافية ، فإن المسلمون أجمعوا على قبوله وتلقيه بالقبول من أولهم إلى آخرهم ولم يقم أحدٌ منكرًا عليه، قد يكون ثمة خلاف في شيء من الجزئيات لكن البخاري تلقاه المسلمون بالقبول، وكما قال الشيخ تقي الدين : (وكل من عارض البخاري فالحق مع البخاري) ” .