الملتقى العمراني الـ4 يستعد لتسجيل المواقع التراثية بالمملكة بالقائمة العالمية

السبت ١٥ نوفمبر ٢٠١٤ الساعة ٢:٣٣ مساءً
الملتقى العمراني الـ4 يستعد لتسجيل المواقع التراثية بالمملكة بالقائمة العالمية

سيكون ملتقى التراث العمراني الوطني الرابع الذي سيقام في منطقة عسير من ٩ إلى ١٢ من شهر صفر المقبل، برعاية إلكترونية من “المواطن”، فرصة مواتية لجملة من المبادرات الرامية لإعادة التراث العمراني في المملكة بشكل عام، وعسير بشكل خاص إلى الوجود مجددا والحفاظ عليه.

وأوضح مدير عام فرع هيئة السياحة والآثار بعسير المهندس محمد العمرة إلى أن الملتقى سيشهد إبراز المكاسب الاقتصادية والثقافية لتسجيل المواقع التراثية في قائمة التراث العالمي، وتناول الأفاق المعاصرة والمستقبلية، ودور البلديات وهيئة السياحة والآثار في المحافظة عليها وتنميتها وتوثيقها واستثمارها في هذا المجال وفي مجال الفنادق، وتفعيل الحرف التراثية في تلك المواقع، والمحافظة على المساجد والأوقاف القديمة، ودور الإعلام في التوعية بأهمية التراث العمراني.

ولفت “العمرة” إلى أنه سيتم التطرق إلى موضوع العمارة التقليدية، والعمارة النباتية في جنوب المملكة وأطر تطويرها ومتطلبات استثمار المتاحف الخاصة وتشغيل مواقع التراث العمراني.

وتابع “العمرة”: “كما سيتناول الملتقى التعليم الجامعي في التراث العمراني ومشروع الملك عبدالله للعناية بالتراث الحضاري الوطني ودور المؤسسات المجتمعية المحلية في تأهيل وتطوير التراث العمراني، بجانب عرض تجارب ناجحة في مجال تأهيل وتطوير التراث العمراني”.

من جهته، اعتبر وكيل جامعة الملك خالد، عضو اللجنة التنفيذية للملتقى الدكتور مرعي القحطاني، منطقة عسير الأولى على مستوى الشرق الأوسط في مجال التراث العمراني، بحكم تميزها وتنوعها وتعددها في هذا المجال، مؤكدا أن اختيار رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان إقامة الملتقى بها جاء إنصاف لها، متمنياً في الوقت ذاته أن يكون الملتقى فرصة على تسليط الضوء إعلاميا على التميز العمراني الفريد للمنطقة وإعادة تشكيل وعي المواطنين من خلال وضع المقارنة بينه وبين النمط الطارئ في العقود الثلاث أو الأربع الماضية والذي ليس ممن البيئة أساسا، وأن يكن بادرة لمشاريع أكبر قادمة.

وبين “القحطاني”، أن الجامعة ستطلق مبادرات ضمن مبادرات ملتقى التراث العمراني الرابع، مشيراً إلى أنها ستستضيف اليوم الأول للملتقى كاملا، وحفل توزيع جائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني والمعرض الخاص به ومعرض المشاريع الفائزة في كليات العمارة والهندسة و3 حلقات نقاش حول التراث العمراني تستمر حتى 5 مساء، مختتما حديثه بأن جامعة الملك خالد شريك أساسي في إنجاح الحدث بإذن الله تعالى بتوجيهات مديرها الدكتور عبدالرحمن الداود.

بدوره، يقول أستاذ السياحة والآثار المساعد بجامعة الملك خالد مدير فرع الجمعية السعودية للفنون التشكيلية بعسير الدكتور علي مرزوق: “إن العولمة انحرفت بأفكارنا وأفقدتنا الهوية المعمارية، ونحن بهذا القول لا نريد العودة إلى الوراء ولا نرفض بالتالي الحداثة المعمارية، بل نحاول المواءمة بينهما بما يحقق الأصالة والمعاصرة، واستغلال عناصر بناء حديثة ومستدامة، ونظراً لما تشهده المملكة العربية السعودية من تطور سريع وزيادة ملحوظة في معدلات النمو العمراني، فقد ظهرت أنماط وطرز معمارية حديثة، أدت إلى هجر تراثنا المعماري الذي ينبع من خصوصيتنا ويؤكد على تنمية شخصيتنا المعمارية بسمات محلية، مما يعمق من تجربة الانتماء إلى الوطن، ويكرس لمزيد من الثراء والوعي عند الإنسان السعودي”.

ومن الأمثلة المعمارية المعاصرة التي استلهمت التراث العمراني بمنطقة عسير: “جامع الملك عبد العزيز، وإمارة المنطقة، وقرية المفتاحة، ونادي أبها الأدبي، ومتحف عسير الإقليمي، وشركة الاتصالات السعودية، والغرفة التجارية، وفرع مبنى الخطوط الجوية العربية السعودية، ومستشفى الرحمة، المستشفى السعودي الألماني، وغيرها”.

من جانبه، يحلم ظافر بن حمسان مالك قرية بن حمسان، أن يشهد الملتقى إطلاق رحلات تراثية من قريته إلى القرى التراثية في عسير التي تصل إلى أكثر من 5 آلاف قرية، وإنشاء فندق تراثي للقروبات السياحية.

وأضاف “بن حمسان”: “نطمح الاستفادة من التجارب العالمية والعربية في إعادة تأهيل مواقع التراث العمراني لخدمة السياح، كما هو الحال في قرى المغرب بتحويلها إلى نزل ومقاهي تراثية”.

ولفت “بن حمسان” إلى تقديمه عرض ركن كامل عن البناء في عسير والفن والنقش الداخلي وتكسير الحجر بالطريقة البدائية خلال مشاركته بملتقى التراث العمراني، مبينا أن الفن المعماري القديم الذي يضم خمس نماذج، أولها البيت الحجر للمناطق الجبلية وبيت أبها وقحطان، وثانيها “الرقف “والذي ينتشر في الجزء الشرقي من عسير وخميس مشيط وبيشة وطريب والحرجة ويميزها بناء المنازل بالطين، وثالثها في البادية “بيت الشعر”، كما برز الشكل العمراني “للعشة” في تهامة الساحلية.

وختم: “من المهم استثمار الشكل القديم في البناء في مدن منطقة عسير، فالشكل الهندسي للبيت العسيري كان يراعي موضوع البرودة والحرارة والتهوية وحساباتها من كافة النواحي”.

 

تراث