“طراد العمري” يسأل “الوليد بن طلال”: من أين لك هذا؟!

الإثنين ١٠ نوفمبر ٢٠١٤ الساعة ٩:٤٧ صباحاً
“طراد العمري” يسأل “الوليد بن طلال”: من أين لك هذا؟!

انتقد الكاتب في صحيفة “الحياة” طراد العمري، خطابَ الأمير الوليد بن طلال، مؤخراً، حول انخفاض معدلات النفط والتي ستؤثر على الوطن والمواطن، مبيناً أن الأمير الوليد أقحم المواطن بقضايا ليس له علاقة فيها.
وشن الكاتب هجومه على الأمير، مشيراً إلى أنه ينتقد الوزراء الذين لا تربطه بهم علاقة، بينما يتجاهل الوزراء الذين تربطه بهم علاقة شخصية.
وواصل الكاتب هجومه، أن الأمير الوليد يستخدم المواطن كوسيلة لتحقيق أهدافه في حين أن المواطن لا يزال يبحث عن فرص عمل.
وفيما يأتي نص المقال: “يصف الكثيرون في الداخل والخارج، ومنهم كاتب هذه السطور، الوليد بن طلال بأنه رجل أعمال أو “أمير أعمال” ناجح، لكن، في الوقت نفسه وبالقدر ذاته يصفه بعضهم بأنه ظاهرة صوتية؛ وأرقامه غير منطقية؛ وآراؤه جدلية، وتصريحاته نارية، وتوقيتاتها جماهيرية، ما تناقلته وسائل الإعلام حول رأي الوليد بن طلال الحاد ضد وزير البترول، كان بكل تأكيد كبوة يلام عليها هو أولاً، ومساعدوه في العلاقات العامة والإعلام.
ما استوقفنا، أو استفزنا، في تصريحات الوليد أمران: الأول: حشْر المواطن في قضية هي أبعد ما تكون عن همومه والتأثير اليومي المباشر فيه.
الثاني: رفض الوليد بن طلال في وقت سابق نقدنا لصديقه وزير العمل في وسائل الإعلام بسبب أرقام أكثر تضليلاً وأكبر استخفافاً بعقول المجتمع، وهنا نتساءل: من أين للوليد بن طلال هذه الحماسة والاهتمام بالمواطن التي ظهرت فجأة في تصريحاته الأخيرة؟ ومن أين له تلك التصنيفات الجديدة بتقسيم المواطن إلى صنفين: مواطن “واعٍ” ومواطن غير ذلك؟ وهل يجوز للوليد بن طلال أن ينهى عن خلق ويأتي مثله، في نقد الوزراء وموظفي الخدمة المدنية؟ وأخيراً، ما بال كثير يتذرعون بالمواطن ثم نكتشف أن ذلك كان للاستهلاك فقط؟.
استنكر الوليد بن طلال على كاتب هذه السطور مطالبتنا لوزير العمل كشف الحقائق وتفسير الأرقام أمام الملأ في مقالة بعنوان: “مطلوب مناظرة مع وزير العمل” (الحياة، ٩ شباط ٢٠١٣)، فلم يمضِ أقل من ٢٤ ساعة على نشر المقالة حتى سارع الوليد بن طلال بكتابة خطاب، مدبج في أعلاه بالشعار الملكي (السيفين والنخلة)، يطالب فيه الكاتب بإلغاء المناظرة مع نسخة من الخطاب لصديقه وزير العمل، حسناً، لا بأس تنازلنا عن المناظرة وأعلنا ذلك في مقالة بعنوان: “الأمير ينقذ الوزير”، وقلنا إن الوليد: “عزيز وغالٍ.. وسنسحب طلب المناظرة؛ إنقاذاً للوزير من الورطة والتوريط، وتفداه المناظرة ووزارة العمل”. (الحياة، ٢٠ شباط ٢٠١٣) فكيف يجيز لنفسه ما لا يجيزه لغيره؟!.
لو كان الوليد بن طلال مهتماً بأمر المواطن لما نافح عن وزير العمل الذي ما فتئ يطلق تصريحات مضللة تستخف بعقول المواطنين، ونذكره بأن مجلس الشورى، قبل أسبوع فقط، ذكر بأن وزارة العمل أحد أسباب الإحباط والغبن للمجتمع. (راجع «الحياة»، ٣ نوفمبر ٢٠١٤) وهنا نتساءل: أيهما أهم للمواطن، الحصول على وظيفة بأجر مناسب وبيئة عمل صحية، أم أسعار النفط التي تخضع إلى معطيات عالمية يتضاءل فيها تأثير السعودية ولا يشعر بها المواطن بشكل مباشر؟ نجيب على الفور، ليس أكبر هم المواطن تقلبات السوق وزيادة ونقص أسعار النفط، فتلك مهمة أوكلها المواطن إلى قيادته السياسية التي يثق بها، التي استوعبت درس العقود الماضية عندما انحدر سعر النفط إلى ٩ دولارات للبرميل، وتوقفت الموازنة العامة عن الصدور، ووصل حجم الدين العام إلى أكثر من ٦٠٠ ألف مليون ريال، وها هي دولتنا اليوم -ولله الحمد والشكر والمنة- تقضي نهائياً على الدين العام، وتحقق فوائض مالية، واحتياطات نقدية تصل إلى أكثر من ٣ تريليونات ريال، فلا عليك يا أمير الأعمال الثري، لا تحمل همّ المواطن فقد كفاك بذلك عبدالله وسلمان ومقرن.
أخيراً، من حق الوليد بن طلال أن يغضب من انخفاض أسعار النفط وتأثير ذلك في أرصدته واستثماراته في العالم، ومن حقه، أيضاً، أن يستصرخ بالملك ومجلس الوزراء والمجلس الاقتصادي الأعلى، كما من حقه أن يخاطب الوزير بما شاء، فالمثل يقول “مس قلبي ولا تمس رغيفي”، لكن أن يَنهى عن انتقاد وزراء من أصدقائه، وينتقد هو وزراء ليسوا من أصدقائه بحجة المواطن، فليس ذلك من المنطق أو العدل أو الإنصاف أو المساواة، الوليد بن طلال لا يعرف المواطن، ولا يعرف أن البطالة والأجور المتدنية مست رغيف المواطن الذي لا يأتي إلا بالعمل، ولأنه لم يكتب اسمه يوماً في قوائم البطالة، ولم يسجل في “حافز”، أو “الضمان الاجتماعي”، أو “التأمينات الاجتماعية”، أو “مصلحة معاشات التقاعد”.
المواطنون، يا سيدي، هم أولئك المسجلون في تلك القوائم وأضعافهم الذين لا يزالون في قوائم البطالة، ختاماً، نقترح على الوليد بن طلال أن يتخلص من كل مساعديه للعلاقات العامة والإعلام، أما “بناءً على طلبهم” أو “ليس بناء على طلبهم”، فقد أضروا به كثيراً، مع وافر التقدير للأمير.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
  • فيصل

    كلام جدا رائع وتم ايقاف الكاتب عن الكتابة دليل على صدق ما قيل وضعف نفس المستثمرررر

  • فهد

    قد نتفق أو نختلف مع الأمير و كذلك مع الكاتب و لكن السؤال لماذا يوقف الكاتب

    هل كتب شيئا يتنافى مع الدين لا سمح الله ..

    الأمير أبدى رأيه و الكاتب أبدى رأيه الفرق الوحيد أن الأمير يقول ما يحلو له

    دون رقيب أما الكاتب و المثقف فلا أسهل من إيقافه و التضييق عليه

  • سعيد كل يوم سعيد

    قرأت للسيد طراد في الحياة ومثلها في المغمورة المطمورة(اليمامة.. رحم الله أيام الحارثي) وقلت عنه ذات يوم أنه يشبه الذين تسلقوا جدار الكتابة. بعض الكتاب .. يكتبون وهاجسهم المصلحة، وتجدهم محترمين وتناولهم منطقي، وقضية الإيقاف موجودة في جميع دول العالم المتحضر، لأنه لو ترك الحبل على الغارب لرأيت المتسلقين وقد عبثوا في البلاد وأشقوا العباد، هؤلاء يهددون كل من لايكرمهم ويفتح لهم الأبواب عنوة دون غيرهم والحمدلله أنهم قله ولكنهم يتكاثرون عندما يرون أن المستنقع قد فاز وحقق ماآربه. مع إحترامي ركوب طوفان الزعيق والمباغته واللجة بغية إصطفاف الضعاف من القطيع موضة شاعت ثم تلاشت !! شكراً جزيلاً لتلميذ التونسي السيد الذيابي وإلى ألمام لتصفية مناخ الحياة من الشوائب.. وطرد من يطارد لمصلحته البحته((!!))

  • أبو محمد

    أشهد أنك كاتب جريء ولا تخشى في الحق لومة لائم

  • فهد العبدالله

    أستاذ طراد لا عليك كلامك واضح واعطى رسالة للمواطن الواعي وغير الواعي فهم سواسيه اما من يضع سيفين ونخلة ويطلع بتصاريح يعتبرها نارية فندها مقالك والله فوق الجميع وانت قلت الحق.. ومن يسترزق من الوليد هم الوحيد ضدك تحياتي…

  • أبو فيصل

    الوليد ليس لديه اي مشاريع تنموية او صناعية بالمملكة تخدم الوطن والمواطن وتخلق فرص عمل بل لديه فندق لفورسيزن بالرياض شعاره لا للسعودة !!

  • فهد السويلم

    صحيفة الحياة تفتقد الحياء والمصداقية وتفضل مصالحها الشخصيةعلى حساب كتابها المشرفين !!!!
    مع فائق التقدير لصحيفة المواطن التي بحق هي نبص المواطن

  • أبو فيصل

    لافض فوك مقال في الصميم .

  • الساموراي الأزرق

    لامست الجرح الدامي فلابد ان نسمع صراخ المريض

  • محمد ال سيف

    كلام جميل وواقعي اثابك الله وجزاك منا خير الجزاء.

  • بن شاهر

    ادارة الناس وادارة الاموال وادارة الاسرة او المنزل تتشابة كثيرا وسوف ناخذ ادارة الاسرة كمثال :
    فهناك الاسرة الناجحة والاسرة الفاشلة
    نجد ان الاسرة مكونه من اب وام وابناء ولو رجعنا لماذا تنجح اسرة وتفشل اخرى فسوف نجد اسباب :
    1- معرفة واجبات ومسؤليات كل من الاب والام لابنائهم.
    2-التخطيط السليم للابناء وللاسرة على المدى القريب والبعيد.
    3-الحب والتفاهم والمودة والحرص من الاب والام على ابنائهم.
    4- سلامة الاب والام عقليا وصحيا ونفسيا واستقامتهم وبعدهم عن المخدرات والامراض العقلية والنفسية .
    5- تمتع الاب والام نوع من الثقافة الجيدة والتعليم الجيد.
    والاسر الفاشلة هي التي لا تنطبق عليها جميع الصفات السابقة وهي عكس ذلك.

    وهذا نوع من الادارة يمكن تطبيقه على اي شركة واي ادارة واي شيء يمكن ادارتة ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

  • متابع للواقع

    في الصميم يا استاذ طراد …. لا فض فوك .

  • أبــ بسام ـــو

    لا فض فوك يا أستاذ طراد و المواطن في كل مكان أصبح ضحية للمصالح الشخصية و للحصول على النفوذ و القوة ففي البلدان التي تدعي الديموقراطية يتسابق المرشحون للحصول على أصوات المواطنين للوصول إلى أهدافه بوعود مكذوبة و بعد النجاح تختفي الوعود تحت مسمى البند لا يسمح و هنا لا علاقة لنا بالبترول و لا بالتكرير فهمنا هو المأكل و المسكن فقط و لن نحصل عليها ما لمن يكن لنا دخل شهري يساعدنا

  • فديتك ياطراد

    آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
    ما أحوجنا إلى أمثالك
    لكن المرتزقة أكثر
    لكن الخونة أكثر
    واختلفنا ميييييييييييييييييييييييييييييييييين يحب الثاني أكثر
    أنا أكثر
    وانت أكثر

  • غير معروف

    أولا

  • deleted

    أولا / الكاتب بقوله من أين لك هذا؟! لم يقصد بها المساءله الماليه حسب ما فهمه القراء بناء على تعليقاتهم أعلا ه … بل كان الكاتب يقصد بها مداخلة ورأي سمو الامير <<< رأيه