“التواضع” و”طيبة القلب” و”الهيبة” صفات نسجت قصة رواية والد السعوديين

الأحد ٢٥ يناير ٢٠١٥ الساعة ١٢:٣٢ مساءً
“التواضع” و”طيبة القلب” و”الهيبة” صفات نسجت قصة رواية والد السعوديين

تقف الكلماتُ في حيرة لرصد أحداث وفصول رواية والد السعوديين وفقيد الأمة، المغفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وتقف في سرد طويل لمجريات قصة يعرف تفاصيلها شعب السعودية بأكمله، إذ يصف البعض “تواضعه” ولين جانبه بتلقائية فريدة، تلتقطها الكاميرات حباً وولاءً له، منذ المشهد الأول الذي سجلت أحداثه في 2002 عندما كان ولياً للعهد آنذاك، وزار الأحياء الفقيرة في مدينة الرياض، ودخوله منازل المواطنين وتفقد أوضاعهم بنفسه، وتطمينهم بوصول كل حاجاتهم إليهم من دون عناء وفقاً لتقرير نشرته صحيفة “الحياة”.
وتعود ذاكرة الشعب السعودي الذي أحب مليكه في مشهد آخر عام 2013 عندما تعرض لوعكة صحية، وخرج في خطاب يطمئن به شعبه المحبّ في وصف مرضه، مازحاً: “يقولون إنه انزلاق ويقولون إنه عرق النسا، النسا ما جانا منهم إلا كل خير هذا عرق فاسد”، ووسط شعور الفرح الغامر بسلامته آنذاك، يعود مشهد قديم في 2011 عندما افتتح إحدى الأسواق التجارية الكبيرة في المنطقة الشرقية، وسار حاملاً بيده “البطاطس” يأكل ويبتسم، ويشارك الناس أحاديثهم في المجمع من دون كلفة أو مسافات.
ولم تقف “طيبة قلب” الملك على المواطنين، بل امتدت لحمامة السلام التي امتثلت أمامه في مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرياضية بمدينة بريدة، في احتفال أهالي منطقة القصيم بزيارة الملك فهد رحمه الله للمنطقة منذ شهر شعبان 1408هـ، إذ أمسك بها ثم أطلقها في الفضاء، ويأتي مشهد دموع المغفور له الملك عبدالله الماطرة لكل حدث مؤلم يمس أبناءه من الشعب هي سيدة الموقف، ففي 2010 وفي زيارته التاريخية لمنطقة القصيم استقبل أبناء الشهداء الذين ارتوت أرض الوطن بدمائهم الزكية، اللقاء كان أبوياً رحيماً وعطوفاً، لم يتمالك الملك الإنسان نفسه وهو بين أطفال رجال أمن الوطن الذين رحلوا بعد أن سجلوا البطولات، إذ ذرفت عيونه الدمعَ خصوصاً حينما اقتربت منه الطفلة السعودية أمجاد، ابنة شهيد الوطن محمد غزاي المطيري.
ويتكرر أيضاً عندما استقبل الملك عبدالله جثمان شقيقه ونائبه الثاني بالدموع أمام العالم بأجمعه، ليثبت حقيقة طيبة قلبه وأبوته لأشقائه وشعبه حقيقة واضحة لا جدال فيها، ومن مشاهد تواضعه زياراته المتكررة للمرضى في المستشفى للاطمئنان عليهم وممازحتهم والإشراف على حاجاتهم.
إذ علق صحته على صحة شعبه المحب له، بعبارة يرددها الصغير قبل الكبير وتتزين بها لوحات الشوارع العامة في كل مدينة عندما قال: “دامكم بخير أنا بخير”.