تقرير “إندبندنت”: بعض السعوديات يفضلن “العزوبية” لمتابعة دراستهن وطموحاتهن

الخميس ٢٢ يناير ٢٠١٥ الساعة ٢:٠٩ مساءً
تقرير “إندبندنت”: بعض السعوديات يفضلن “العزوبية” لمتابعة دراستهن وطموحاتهن

نشأ جيل شاب في السعودية يطمح في التحكم بمسيرة حياته بنفسه، وبمقدوره أن يتخذ القرارات المتعلقة بتعليمه وعمله وحتى زواجه، هذا ما جاء في تقرير نشرته صحيفة “إندبندنت” البريطانية، التي قالت: إن الظاهرة تثير حالة من عدم الارتياح والتي ترى فيها تحدياً للتقاليد التي تقوم عليها المملكة.
ويشير التقرير إلى عدد من الحالات التي اُستطلعت آراؤها، ومنها آنا الفطاني، التي تحلم بمسيرة وظيفية باهرة وحياة مختلفة عن حياة المرأة السعودية التي يمثلها جيل والدتها ممن تزوجن مبكراً وبزواج تقليدي.
وتحلم الطالبة، التي تدرس في مرحلة الماجستير في جامعة “جورج تاون”، أن تصبح وزيرة سعودية للعمل، وهي جزء، كما يقول التقرير، من ظاهرة متزايدة بين الفتيات السعوديات اللاتي اخترن عدم الزواج في سن العشرين أو الثلاثين، مفضلات متابعة الدراسة وتحقيق باقي الطموحات، وفق التقرير.
وتنقل الصحيفة عن “الفطاني” قولها: “أنا وصديقاتي وصلنا إلى نقطة محددة حول ما نريده”. وأضافت: “أريد شخصاً أثق به. إذا أردت عمل أمر فسأجد المساعدة منه أو أمضي به وحدي”.
ويبين التقرير أن المرأة السعودية تقف وسط محور مجتمعي، بين دفع الحكومة نحو دور للمرأة وتعليمها وحقها في العمل، وبين قوانين تقول إن المرأة لا يمكنها السفر أو الدراسة في الخارج، أو الزواج أو العلاج دون إذن من وليها (والدها أو زوجها، وفي غيابهما أحد إخوتها).
ويضيف التقرير أن العدد المتزايد بين الفتيات غير المتزوجات قد أثار قلقاً لدى المشايخ، الذين ردوا بالدفع باتجاه تشجيع الزواج المبكر، وحذروا من مخاطر ومضار “العنوسة”، ما قد يقود إلى ارتكاب الرذيلة.
وتوضح “إندبندنت” أن الفتاة في السعودية تتزوج في بداية العشرينيات من عمرها. ولكن إحصائية قامت بها وزارة التخطيط الاقتصادي أظهرت عام 2011 أن 1.5 مليون امرأة سعودية فوق الثلاثين لم تتزوج.
وتشير أرقام الحكومة إلى أن هناك 3.3 مليون امرأة في سن الـ30، في دولة عدد سكانها يزيد على 20 مليون نسمة. وفي حال عدم تغيير أرقام وزارة التخطيط الاقتصادي فإن نسبة 45% من النساء السعوديات سيكن عازبات. وفي الوقت الذي تتفق فيه الناشطات السعوديات المدافعات عن حقوق المرأة مع هذه الأرقام، فإن بعضهن يشككن في دقة أرقام الحكومة، بحسب الصحيفة.
وتذكر الصحيفة أن المرأة السعودية تؤدي دوراً مهما في الحياة العامة، خاصة في قطاع التعليم، وتقول وزارة العمل إن هناك أكثر من 400 ألف امرأة عاملة في السعودية، مقارنة بـ 55 ألفاً أو أقل في عام 2009. وتزيد نسبة الطالبات على الطلاب في الجامعات السعودية.
ويرى التقرير أن التعليم يؤثر على موقف المرأة من الزواج. وتقول أستاذة دراسات تاريخ المرأة السعودية، هتون الفاسي: “لم يعد بإمكانك التحكم بمواقفهن”.
وتلفت الصحيفة إلى أن الفتيات يتحدّين القواعد المعمول بها في الزواج ومقابلة عريس المستقبل.
وترى المدونة تماضر اليامي أن الإنترنت قد تفوق على التقاليد، فقد منحت غرف الحوار ووسائل التواصل الاجتماعي السعوديين والسعوديات الفضاء لإقامة علاقات والتعبير عن استقلالية، بحسب الصحيفة.
وتختم “إندبندنت” تقريرها بالإشارة إلى أن بعض المعلقين السعوديين، مثل داود الشريان والمحللة النفسية فوزية الهاني، قد انضموا للذين حذروا من مخاطر العزوبية. وخصص الشريان حلقة خاصة من برنامجه، الذي يقدمه على قناة إم بي سي، لمناقشة الوضع. وحمل هو والهاني الحكومة مسؤولية هذه الظاهرة، حيث قالا: إن الشُّبان لم يعد بإمكانهم الزواج بسبب المهر الكبير.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
  • عطيف

    التجاره بالمراه هو السبب !