آل طالب : تتبع الخلافات الفقهية والاستدلال بشواذ الآراء من أعظم الفتن

الجمعة ٢٧ فبراير ٢٠١٥ الساعة ٤:٥٥ مساءً
آل طالب : تتبع الخلافات الفقهية والاستدلال بشواذ الآراء من أعظم الفتن

أكد فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ صالح بن محمد آل طالب أن الشرع لا يهبط لمستوى تفريط الإنسان حتى يبرر له كسله وعصيانه ، فالشرع لايتبع هوى الناس ، بل الشارع يطالبهم أن يرتقوا إلى عز الطاعة ويعلوا إلى سمو التعبد , ولكن النفس وهي تتراخى عن العمل بالتدريج وتتفلت من الواجبات وتنحدر عن قمة الامتثال شيئاً فشيئا , لتحاول أن تجد لها تفسيرا مريحا يبرر لها تراخيَها وتفريطَها ، وهذه حقيقة نفسية معروفة .
وشدد فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد الحرام أن من أعظم أبواب الفتن في هذا الجانب ، تتبع الخلافات الفقهية والاستدلال بشواذ الآراء ومالا يعتبر من الأقوال ، حتى عطلت الأحكام باسم الخلاف وانتهكت الحرمات باسم الخلاف ، وانكسرت عزائم المتعبدين فكسلوا عن الطاعات ، وانشغلوا بفضول المباحات ، واجترؤوا على المكروهات وهي باب المحرمات بل ولج بعض الناس في أبواب الحيرة والاضطراب بالاحتجاج بالخلاف في مواجهة النص ، فكلما تليت عليه آية أو حديث أو ذكر له حكم تعلل بأن فيه خلافا ، وكأنما نسي أن الله تعالى أنزل علينا هذا الكتاب لنحكمه في الخلافات ، فوظيفة الكتاب هي الهداية ورفع الخلاف وبيان الحق ، فنتعبد الله بتحكيم الوحي في الخلاف ، لا أن نحتج بالخلاف على وحي الله , فعَكَسَ المهازيل هذا المفهوم ، وتحججوا بالخلاف لأجل الهوى ، وهان عليهم الحرام إذ علموا أن في تحريمه مَن خالف , فأين الرضا والاحتكام إلى الله .
واستطرد فضيلته قائلا : إنها فتنة من فتن العصر ، وإن من يتتبع الخلافات وشذوذ الأقوال يصنعُ لنفسه دينا مليئا بكل الشهوات ، بعيداً عن مراد الله وهدي رسوله , فاتباع الخلاف هو طريق لاتباع الهوى ، ومخالف للرضا .
وشدد على أنه على الأمة أن تأخذ أوامر الله بجد وحزم ، وأن تبتغي بها مراقي العز بعزم ، وأن لاتنظر للأحكام على أنها تكاليف تحتال لها بالتخفيف ، فإن أحكام الشرع مهما عظمت فهي ليست أثقالا ، بل هي أسباب قوة ، كالنسر المخلوق لطبقات الجو العليا ، ويحمل دائما من أجل هذه الطبقات ثقل جناحيه العظيمين .
وقال الشيخ صالح آل طالب : مما ينبغي أن يتعلمه الناس ويبثَّ فيهم نداءات الإيمان، ومواعظُ القرآن، ومعاني الورع والعفةِ والتقوى والخوفِ من الله ومراقبته.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
  • جميلكو

    نعم الإخوان الإرهابيون تغلغلوا المفاصل تسنموا قيادة مفاصلهال _ ظاهرهم سلفي وباطنهم إخواني _ عاجلا لا آجلا تطهر بلادنا منهم إجتثهم الله من جذورهم