خادم الحرمين: المملكة تصدّت للإرهابيين ولاحقت خلاياهم في مهدها

الأحد ٢٢ فبراير ٢٠١٥ الساعة ٨:٠٩ مساءً

أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود- حفظه الله- أن المملكة تصدّت فكرًا وممارسةً بكل حزم للإرهاب، مشيرًا إلى أن الأجهزة الأمنية تصدّت للإرهابيين بلا هوادة ولم يتوانَ رجالها البواسل عن ملاحقتهم وتفكيك شبكاتهم وخلاياهم في مهدها.
وأضاف خادم الحرمين– حفظه الله: علماؤنا الأفاضل تصدَّوْا بالرد الحاسم على ما يبثّه الإرهابيون من مسوغات دينية باطلة يخدعون بها الناس، وبيّنوا تحذير الإسلام من العنف والتطرف والغلو في الدين وتحزيب الأمة والخروج على ولاة أمرها، وأن الوسطية والاعتدال والسماحة هي سمات الإسلام ومنهاجه القويم، وأن من حاد عن هذا المنهاج لا يمكن أن يخدم الأمة ولا يجلب لها إلا الشقاء والفرقة والبغضاء.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها نيابةً عنه- حفظه الله- الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة اليوم، في حفل افتتاح المؤتمر العالمي الإسلام ومحاربة الإرهاب الذي تنظِّمه رابطة العالم الإسلامي بمقرها في مكة المكرمة.
وفيما يلي نص كلمة الملك سلمان بن عبدالعزيز– حفظه الله:
“الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله..
سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي المملكة رئيس المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي..
معالي الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي أمين عام الرابطة..
ضيوفنا الأفاضل الحفل الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الحفل الكريم..
يطيب لي أن أرحِّب بضيوف المملكة العربية السعودية، وأحيِّي الحضور الكريم في هذا المؤتمر الذي يشرف بانعقاده على صعيد أم القرى مهبط الوحي بخاتم الرسالات السماوية على الرسول المصطفى- صلوات الله وسلامه عليه- وفي أفيائها القدسية بجوار البيت العتيق والكعبة المشرفة.
وإنكم لتجتمعون اليوم على أمر جلل يهدد أمتنا الإسلامية والعالم أجمع بعظيم الخطر؛ جراء تغوُّل الإرهاب المتأسلم بالقتل والغصب والنهب وألوان شتى من العدوان الآثم في كثير من الأرجاء، جاوزت جرائمه حدود عالمنا الإسلامي، متمترسًا براية الإسلام زورًا وبهتانًا وهو منه براء.
وفضلًا عن الخسائر الفادحة في الأرواح والبنيان والشتات وتقسيم الأوطان، فإن الخطر الأعظم على أمتنا أن هؤلاء الإرهابيين الضالين المضلين قد أعطوا الفرصة للمغرضين المتربصين بالإسلام حتى في الدوائر التي شجّعت هذا الإرهاب أو أغمضت عينها عنه أن يطعنوا في ديننا القويم الحنيف، ويتهموا أتباعه الذي يربو عددهم عن المليار ونصف المليار بجرم هذا الفصيل السفيه الذي لا يمثل الإسلام من قريب أو بعيد.
وقد سوّغت جرائمهم المنكرة تجريد الحملات العدائية ضد الأمة ودينها وخيرة رجالها وترويج صورة الإرهاب البشعة في أذهان الكثير من غير المسلمين على أنها طابع الإسلام وأمته، وتوظيفها لشحن الرأي العام العالمي بكراهية المسلمين كافة، واعتبارهم محل اتهام ومصدر خوف وقلق، فضلًا عن الحرج والارتباك الذي تعرضت له الدول الإسلامية ومنظماتها وشعوبها أمام الدول والشعوب التي تربطها بنا علاقات تعاون؛ حيث كادت هذه العلاقات تهتز وتتراجع في إطار موجة من الضيق بالمسلمين والتحامل عليهم جراء هذه الجرائم الإرهابية.
الإخوة الأكارم..
المملكة العربية السعودية كما تعلمون لم تدَّخر جهدًا في مكافحة الإرهاب فكرًا وممارسةً بكل الحزم وعلى كل الأصعدة، فعلى الصعيد الوطني تصدت أجهزتنا الأمنية للإرهابيين بلا هوادة ولم يتوانَ رجالها البواسل عن ملاحقتهم وتفكيك شبكاتهم وخلاياهم في مهدها، وبذلوا أرواحهم في سبيل ذلك، وكذا تشارك قواتنا الجوية في التحالف الدولي لمواجهة الإرهاب.
كما تصدّى علماؤنا الأفاضل بالرد الحاسم على ما يبثّه الإرهابيون من مسوغات دينية باطلة يخدعون بها الناس، وبيّنوا تحذير الإسلام من العنف والتطرف والغلو في الدين وتحزيب الأمة والخروج على ولاة أمرها، وأن الوسطية والاعتدال والسماحة هي سمات الإسلام ومنهاجه القويم، وأن من حاد عن هذا المنهاج لا يمكن أن يخدم الأمة، ولا يجلب لها إلا الشقاء والفرقة والبغضاء.
وأسهم الباحثون لدينا في الجامعات وغيرها بتقديم بحوث ودراسات رصينة عن ظاهرة الإرهاب وتحليل أهداف الجماعات الإرهابية ووسائلها وخططها وإبراز أخطارها الجسيمة على المجتمعات وكشف صلتها بالمخططات العدائية للأمة وكيفية تسخيرها لتنفيذ تلك المخططات عن علم أو عن غفلة وغباء.
وقامت مؤسساتنا الإعلامية المتنوعة بتعرية الإرهاب وتسليط الضوء على جرائمه وتنظيماته وشخصياته وكشفت للناس عن سلوكهم وأهدافهم وأساليبهم في إغواء الأغرار واستقطابهم.
وعلى الأصعدة العربية والإقليمية والإسلامية وضعت المملكة يدها في أيدي الأشقاء لمواجهة الظاهرة الإرهابية أمنيًّا وفكريًّا وقانونيًّا، وكانت هي الداعية إلى إقامة مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية يدرأ الفتن ويجمع الأمة بكامل أطيافها على كلمة سواء.
كما عملت المملكة على مكافحة الإرهاب مع المجتمع الدولي من خلال المؤتمرات والمحافل والهيئات الدولية، وكانت هي الداعية لإنشاء مركز للحوار بين أتباع الديانات والثقافات، والمؤسِّسة والداعمة للمركز الدولي لمكافحة الإرهاب بالتعاون مع الأمم المتحدة.
وعلى الرغم من تحقيق هذه الجهود وغيرها في الدول الإسلامية نتائج جيدة، إلا أن الإرهاب ما زال يعبث بجرائمه هنا وهناك، خاصة في الأوطان العربية والإسلامية التي تعرضت لاهتزازات وقلاقل.
الإخوة الأفاضل..
أمام هذا الخطر الداهم الذي يتمدّد وتتداعى آثاره وتتنامى شروره يومًا بعد يوم وتستعصي مواجهته الحاسمة فرادى، وإدراكًا من المملكة العربية السعودية لواجباتها ومسؤولياتها تجاه أمتنا الإسلامية جاءت رعايتي لعقد هذا المؤتمر في إطار رابطة العالم الإسلامي لتشكيل منظومة إسلامية جماعية تتصدى لتشويه الإرهاب صورة الإسلام والمسلمين في العالم، وتدرأ خطره العظيم على كيان أمتنا الإسلامية، بل وعلى العالم أجمع بوضع خطة إستراتيجية فاعلة نلتزم بها جميعًا لمكافحة هذا الداء الوبال الذي هو صنيعة الفكر المتطرف لهؤلاء الجهّال والعملاء، واستلاب ساحة الفتيا الشرعية من غير أهلها وليّ عنق النصوص الأصيلة لخدمة أغراض أصحاب هذا الفكر الدنيوية وتهييج مشاعر النشء والعامة واستدرار عواطفهم الدينية بمبررات ما أنزل الله بها من سلطان.
وإني إذ أثمِّن عاليًا تجاوب هذه القمم الفكرية الإسلامية للدعوة وتداعيها إلى هذا المؤتمر بعلمها وخبراتها وإخلاصها لقضية الأمة الراهنة أؤكد لكم أن أمتكم الإسلامية وكل شرفاء العالم على ثقة تامة بأن تصدر عن مؤتمركم الموقَّر نتائج عملية تُعطي دفعًا منظمًا وقويًّا للجهود المبذولة على مسار التصدي لهذه الظاهرة الدخيلة على عالمَيْنا العربي والإسلامي، وتقطع الطريق على الذي يستغلون هذه الآفة لخدمة أغراضهم ومآربهم على حساب مصالح أمتنا وأمن شعوبها واستقرار دولها وازدهار أوطانها، وأن تؤسسوا لبرامج ومشاريع تتعاون فيها إعدادًا وإنجازًا كافة الجهات الرسمية والشعبية في عالمنا الإسلامي، تسهم في رفع مستوى الوعي لدى الأمة بأخطار الإرهاب وأضراره وبسلبيات التقاعس عن التصدي له أو اتخاذ مواقف حيادية منه، وبيان أن ذلك يطيل في عمره ويثقل كاهل الجهات القائمة على مواجهته، وأن على الجميع- أفرادًا ومؤسسات- مضاعفة جهودهم في مواصلة مكافحة الإرهاب فكرًا وسلوكًا، ومحاصرة الإرهابيين حيثما ثقفوا، والتحذير من تقديم أي عون لهم أو أي من ألوان التعاطف معهم.
الحفل الكريم..
أختم بالشكر لكم جميعًا ولرابطة العالم الإسلامي بقيادة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ رئيس مجلسها الأعلى وأمينها العام الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي على ما تقوم به من جهود مباركة في معالجة قضايا الأمة المعاصرة، وعلى رأسها قضية مكافحة الإرهاب، ونشر ثقافة الوسطية والاعتدال والحوار التي يدعو إليها ديننا دين الرحمة والسلام والأمن والأمان، سائلًا المولى جل وعلا لمؤتمركم التوفيق والسداد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
  • جميلكو

    إجتث الله خوارج العصر الإخوان من جذورهم _ متغلغلون في المفاصل متسنموا قيادة مفاصلها _ بورك سمو الأمير ممدوح بن عبدالعزيز كشف إخوان الداخل بالإسم نفر نفر بتغريدته بموقعه بتويتر _ وقناة البصيره الفضائيه نشرت فضائحهم وكشفتهم إسما وصوتا وصوره حمى الله بلادنا من مكايدهم وشرورهم وطهر الله بلادنا ونظفها منهم

  • أبوعبدالرحمن سعيد عمر باعوم

    حفظك الله يا ملك سلمان ياولد عبدالعزيز آل سعود
    اللهم احفظ السعودية و أهلها
    اللهم احفظ رجال امننا وقويهم على كل عدو مخرب