“كورونا” يخلط أوراقَ الصحة ويبدأ قبل توقعاتها بشهرين

الأربعاء ١١ مارس ٢٠١٥ الساعة ١٠:٢٥ صباحاً
“كورونا” يخلط أوراقَ الصحة ويبدأ قبل توقعاتها بشهرين

تسبب فيروس “كورونا” في إرباك وخلْط أوراق وزارة الصحة، إذ اعترفت أن موسمه خالف توقعاتها وبدأ موسمه فعلياً قبل الشهرين المقبلين التي كانت توقعت انتشاره فيهما، فيما تراجعت الوزارة عن تصريحاتها السابقة حول ارتباط الفيروس بالإبل، إذ قال الدكتور عبدالله عسيري وكيل وزارة الصحة المساعد للصحة الوقائية والمشرف على منصة مكافحة العدوى في مركز القيادة والتحكم إن ما ذكره سابقاً من أن حوالي 90% من عينات الدم التي سحبت من الإبل تحوي أجساماً مضادة لفيروس “كورنا” جاء بناء على دراسات أجريت على الإبل على مستوى المملكة، وأيضاً هناك دراسات أخرى أجريت في دول الخليج وفي مصر”.
وأبان الدكتور عسيري أن هذه النسبة الكبيرة تشير إلى إصابة الإبل بالفيروس في مرحلة مراحل حياتها ولا تعني بالضرورة أنها جميعاً قادرة على نقل العدوى حالياً. حيث إن نقل العدوى يعتمد على وجود الفيروس فعلياً وليس الأجسام المضادة في أنف وإفرازات الإبل المصابة.
وتصل نسبة وجود الفيروس المعدِي حسب دراسات أجرتها مؤخراً كل من وزارتي الصحة والزراعة إلى ٨ ٪، لكن المشكلة الأساسية تكمن في عدم إمكانية التفريق بين الإبل الحاملة للفيروس الحي من غيرها بسبب عدم وجود أعراض واضحة على الإبل المصابة، مشيراً إلى أن الإبل الصغيرة قد تكون في بداية عمرها محمية بالمضادات التي اكتسبتها من الأمهات، ولكن مع الوقت تفقد المضادات ولا تكون لديها مناعة، وبالتالي تكون أكثر عُرضة للعدوى وتكاثر الفيروسات.
وأضاف أن موسم الإصابة بالفيروس هذا العام قد بدأ قبل موعده المتوقع خلال الشهرين المقبلين (مارس-أبريل) حيث استعدت وزارة الصحة لذلك بتكثيف الحملات التوعوية للمجتمع، بالإضافة إلى تجهيز المنشآت الصحية للتعامل مع حالات الاشتباه وتوعية العاملين الصحيين بفرز المرضى في الطوارئ والعيادات، واستخدام أدوات الحماية الشخصية، مبيناً أن التزام العاملين الصحيين بإجراءات مكافحة العدوى مهم جداً لمنع انتشار المرضى في المنشآت الصحية لذلك قامت الوزارة بحملة تدريبية شملت أكثر من 40 ألف ممارس صحي، وشكَّلت فرق مراقبة ميدانية في المناطق لزيارة المستشفيات الحكومية والخاصة والتأكد من مدى تطبيق الاشتراطات الصحية.
ودعا العسيري كافة المواطنين والمقيمين بأخذ الحيطة والحذر عند مخالطة الإبل خاصة من لديهم أمراض مزمنة، مثل أمراض الكُلى وأمراض نقص المناعة، موضحاً أن تلك الأمراض تضعهم في خطر شديد للإصابة بمضاعفات فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية.
كما دعا الجميع إلى تخفيف الضغط على أقسام الطوارئ في المستشفيات حيث إن نسبة كبيرة من زيارات الطوارئ هي بسبب أعراض يمكن التعامل معها في المنازل أو في مراكز الرعاية الصحية الأولية، موضحاً أن التزاحم في خاصة في أقسام الطوارئ هو سبب مهم جداً لانتقال العدوى بين المرضى ومن المرضى إلى الممارسين الصحيين ومن الممارسين الصحيين إلى المرضى.