النقل العام.. سوء تخطيط ومشاكل

الثلاثاء ٣ مارس ٢٠١٥ الساعة ٩:٤٠ صباحاً
النقل العام.. سوء تخطيط ومشاكل

تذكرة طيران درجة أولى لكل راكب في القطار أجدى من تطوير القطارات. ذلك كان رأي المسؤولين في النقل قبل ثلاثين عاما ، ذكره غازي القصيبي-رحمه الله- في كتابه (حياة في الإدارة) . فماذا يقولون الآن؟ سوء التخطيط أوصل النقل لدنيا إلى الكارثة التي نعيشها . 

أما المشاكل التي نتجت عن غياب وسائل النقل العام في المملكة فأكثر وأعمق من أن يشملها مقال واحد بل كتاب . هنا سأذكر أهم المشاكل فقط دون تفصيل ،كما وعدت في المقال السابق.
لا يختلف إثنان أن حوادث السيارات كارثة الكوارث في المملكة ، فنحن نتصدر دول العالم في نسبة الحوادث وعدد الوفيات والإصابات حتى صنفت طرقنا كأخطر الطرق في العالم. ولا شك أن خسائرنا البشرية سنويا بالوفيات والإعاقات والإصابات المختلفة تؤرق المجتمع والحكومة على السواء، ولا يمكن مقارنة تلك الخسائر الفادحة بأي مشكلة أخرى أبدا.
لكن الهدر المالي الضخم سواء على المستوى الحكومي بإنشاء وصيانة الطرق ،والمليارات المهدرة في دعم الوقود وعدم الإستفادة من تصديره كأهم سلعة وطنية ، أو على مستوى المجتمع في شراء وسائل النقل وصيانتها ، كل ذلك يكلف الناتج المحلي مليارات الريالات سنويا كان بالإمكان الإستفادة منها في مجالات أخرى .
أما هدر الوقت فحدث ولا حرج، ففي المدن الرئيسة لا يستطيع المرء قضاء حاجتين مختلفتين في يوم واحد ، والمشوار البسيط هو الذي يستغرق ساعة من الزمن ، لذلك الوفاء بالمواعيد لا يستطيعه أي أحد . وهدر الوقت نتيجة الإزدحام، يكلف الحكومة والقطاع الخاص والمواطن العادي مبالغ كبيرة جدا سنويا ، بل إنه يرفع تكاليف كثير من السلع والخدمات .
أما الصحة ، فلا شك أن المقيم في المدن السعودية الرئيسية يعاني الأمرين نفسيا وجسديا بسبب الإزدحام ومشاكله ، ويؤثر الإزدحام كذلك على قدرة ورغبة الناس على المشي ما أدى إلى مشاكل صحية كثيرة كالسكر والضغط .
والتلوث من المشاكل الصحية والبيئية الناتجة عن غياب النقل العام ، لكثرة السيارات وتحديدا القديمة والمتهالكة.
وتأتي المشاكل الأمنية كأحد أهم المشاكل الناتجة عن غياب النقل العام ، وهي كثيرة ومتعددة لكن أعتقد أن جرائم العمالة السائبة التي تستخدم فيها سيارات قديمة ورخيصة مع رخص الوقود تعتبر أخطر تلك المشاكل ، وغياب النقل العام أضعف الرقابة على تنقلات العمالة المخالفة داخل وخارج المدن .
أختم بمشكلة المشاكل التي شاركنا في نقاشها كل العالم وهي مشكلة قيادة المرأة للسيارة، فما كانت لتأخذ هذا البعد من الجدل والصراع بين اطراف القضية لو أن النقل العام لدينا يعمل بفاعلية ، وما كنا لنقيم سرادقات عزاء طوال العام الدارسي للمعلمات .
فهل نرى قريبا تفعيلا للنقل الجماعي داخل المدن إنتظارا لإكتمال شبكة النقل العام بمتروات المدن الكبيرة وقطارات المناطق ، أم أن مسؤولينا لازالوا يرون تذكرة الدرجة الأولي أجدى من تطوير وسائل النقل العام؟

@abdulkhalig_ali تويتر
[email protected]

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • عبدالرحمن بن سلمان

    أشكرك جدا … أستاذ عبدالخالق ،
    لقد وضعت يدك على الألم ، وبطريقة صحيحة.
    أتمنى لك كل التوفيق .

  • نوح

    ويش الحل