(ذلك الأسد في براثنه)

السبت ٢٨ مارس ٢٠١٥ الساعة ٨:٣٥ مساءً
(ذلك الأسد في براثنه)

حينما علم الخليفة عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- أن يزدجرد الثالث يدعو الفرس لتجمع جموعها وتحشد جيوشها لحرب العرب المسلمين والتوجه للمدينة المنورة، قام بأخذ رأي الصحابة، فأوصى الناصحون للخليفة بتولية سعد بن أبي وقاص، لقيادة العرب والمسلمين، فكانت القادسية، ثم سقوط الإمبراطورية الساسانية وعاصمتها المدائن، وقد سُمِّي النصر حينها فتح الفتوح.
وبقيت ذكريات سقوط المدائن ماثلة في وجدان الفرس، يتحيّنون الفرص بين فينة وأخرى للانقضاض على بلاد العرب، وإعادة مجد الإمبراطورية الساسانية، وعاصمتها المدائن، وبقيت هذه الأماني والطموحات تراود الفرس منذ ذلك الحين، ولم يروضهم الإسلام، الذي اعتنقوه، فكان يخبو ويختفي تحت رماد العنصرية الفارسية، هذا الفكر الفارسي سبق الثورة الإسلامية في إيران، وبقي كما هو بعدها، رغم التلبّس بالدين، والتظاهر بالحرص على قضايا المسلمين.
لقد استخدمت إيران الطائفية أكبر استغلال، فظلمت السنة داخلها، وأشعلت نيرانها ببلاد العرب، في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين؛ وذلك لإضعاف العرب، والسيطرة عليهم، ووجدوا من يخدمهم بغباء، بعد أن منّوهم بالسلطة والهيمنة، فباعوا ضمائرهم، واستقرار بلدانهم ومصير شعوبهم، بوعودٍ زائفة، وما يَعِدُهم الشيطان إلا غرورًا.
ومنذ شاهد العالم آية الله الخميني وهو يهبط من طائرة الخطوط الفرنسية قادمًا من باريس في بداية الثورة، والملالي بإيران يمنّون أنفسهم بخروج الإمبراطورية الساسانية من تحت عباءة “الخميني”.
إن عاصفة الحزم، قصمت ظهر ملالي إيران ومن مالأهم؛ إذ لم يجتمع العرب في تاريخهم الحديث كما اجتمعوا هذه المرة، فأذهلوا العالم، وبعثوا السعادة في قلوب الشعب العربي الذي كاد أن يفقد الأمل في نصرة حكامهم لقضاياهم، فاستعادوا الأمل في العزة والقوة، وتغيرت بذلك مواقف دول ما كانت ترى في العرب إلا الخذلان، فاحترمت قرارهم، وأيّدت إجراءاتهم، وهابت سطوتهم.
لقد جاء الملك سلمان ليحطم آمال الفرس في إعادة المجد الساساني، وليقطع الأيادي التي تمتد لبلادنا العربية، وهو دور قامت به المملكة في البحرين مع أشقائها بدول مجلس التعاون، وهاهي تقطع اليد الأخرى العابثة بأمن اليمن واستقراره، وسيطرد العرب الفرس عن العراق، وسوريا، ولبنان، بعد أن رأوا سلمان (ذلك الأسد في براثنه) قد خلق بأعجوبة التأييد الإقليمي والإسلامي والدولي، في سابقةٍ عزّ أن تجدها في مثل هذه الظروف العصيبة.
إن ما تشدّق به قاسم سليماني، وغيره من القيادات الإيرانية، من التباهي بتمدد إيران في بلاد العرب، قد أصبحت أحلام ليل، تبددت مع أولى الضربات لعاصفة الحزم، فأصبح الطامعون كأنْ لم يغنوا فيها بالأمس.
مستشار إعلامي

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • زينب جمال الدين فلمبان

    اللهم أنصر جنودنا البواسل