“المعلمي” .. دبلوماسي سعودي يعود بانتصار من مجلس الأمن

الأربعاء ١٥ أبريل ٢٠١٥ الساعة ١٠:١٢ صباحاً
“المعلمي” .. دبلوماسي سعودي يعود بانتصار من مجلس الأمن

يمثل قرارُ مجلس الأمن الدولي رقم (2216) بشأن اليمن، الذي تم إقراره يوم أمس تحت البند السابع، والذي ركز على الكفِّ عن استخدام العنف وسَحْب الحوثيين قواتهم والالتزام بالمبادرة الخليجية، أمراً مبهجاً لدول الخليج والشعب اليمن، وقف خلف انتزاعه رجالٌ صنعوا التاريخَ بداية من دور المملكة الريادي في بداية اللازمة باليمن مروراً بصناعة تحالف عربي إسلامي ضد مليشيات الحوثي وانطلاقة “عاصفة الحزم” التي وجه بها خادمُ الحرمين الشريفين حفظه الله – ومروراً بذلك يبرز الدورُ الذي قامت به دولُ مجلس التعاون ومندوبوها في مجلس الأمن في انتزاع القرار وامتناع الدُّب الروسي عن التعليق على القرار وبإجماع دولي.
وصانِعوا التاريخ تستعيدهم الذاكرة مع مرور الزمن ويظلون راسخين في العقول ويُتذكر جميل صنعهم، وما قام به عبدالله يحيى المعلمي مندوب المملكة العربية السعودية في الأمم المتحدة هو إنجاز يُضاف للوطن ويفاخر برجاله المخلصين الذي تربوا تحت قيادة توفِّر لهم كافة احتياجاتهم وتبهر بهم العالم.
السفير المعلمي يراه المراقبون أنه يتمتع بدبلوماسية فريدة، وعلاقات مميزة في المجتمع الدولي ومع مندوبي الدول في المجلس، ورصانة في الحديث، وقدرة على الإقناع أثبتتها كثيرٌ من المواقف، يبرز منها فوزُ المملكة بعضوية دائمة في مجلس الأمن، كذلك متابعته الحثيثة لمختلف القضايا العربية التي تُطرح بالمجلس ونضاله المستمر فيها، مع تلك النجاحات الباهرة للمعلمي كان لا بد من قراءة سيرته الوظيفية والعلمية.
المعلمي وهو من رجال ألمع بمنطقة عسير  ولد في محافظة القنفذة غادة الجنوب ذات السواحل الشاطئية الجميلة، حيث حمل عام 1371 هـ ولادة عبدالله يحيى المعلمي، تتدرج في المناصب القيادية وبدأت خطواتُ النجاح تظهر ملامحها في سنوات حياته الأولى، وتقلد مناصب مهمة في الداخل والخارج تراكمت في مسيرته خبرات هائلة أعطته إمكانية هائلة جعلته محطَّ أنظار الجميع كمندوب للمملكة في مجلس الأمن الدولي، المعلمي حصل على درجة ماجستير العلوم الإدارية من جامعة ستانفورد 1983م، وقبلها بكالوريوس العلوم في الهندسة الكيميائية من جامعة ولاية أوريجون 1973م، كما قام بعدد من الدورات التدريبية في جامعة هارفارد وجامعة جرينوبل في فرنسا وفي عدد من الجامعات والمؤسسات بالمملكة العربية السعودية، عمل في سفارة المملكة بدولة بلجيكا لمدة خمس سنوات من عام 2007 حتى عام 2011 م، كذلك تقلَّد منصبَ أمين محافظة جدة من 2001 حتى 2005، وشارك أيضاً في عضوية لجان بالقطاع الحكومي والخاص، وقضى 4 أعوام بمجلس الشورى في الفترة من 1997م حتى 2001 م.
وبالعودة إلى قرار مجلس الأمن الذي صدر يوم أمس نجد تصاريحَ المعلمي بعد صدور القرار كانت مُتزنةً وعقلانية وتعكس أنك أمام شخصية فذة وعبقرية فريدة تُجبرك على الاحترام، حيث أكد في تصريح عبر إذاعة الأمم المتحدة أن قرار مجلس الأمن هو انتصار للشعب اليمني، وهو دليل على وحدة مجلس الأمن في مواجهة، التمرد غير الشرعي التي قامت به مليشيات الحوثي بدعم من قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، والقرار رسالة واضحة إلى الكل أن مجلس الأمن لن يقف عاجزاً أمام هذه التطورات، البعض شاهدوا في الأسابيع الماضية كيف تدرَّج الحوثيون في التمدد واختراق الشرعية، إلى أن وصلوا إلى حالة لا يمكن القبول بها.