الولايات المتحدة تنسِّق الجهود مع دول الخليج واليمن ضد الحوثيين

السبت ١٨ أبريل ٢٠١٥ الساعة ٥:٢٣ مساءً
الولايات المتحدة تنسِّق الجهود مع دول الخليج واليمن ضد الحوثيين

أكدت الولايات المتحدة اليوم تنسيق جهودها مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية واليمن لمحاربة الميليشيات الحوثية وحلفائها؛ من أجل إعادة القيادة الشرعية إلى اليمن، معربة عن قلقها إزاء التدخلات الخارجية على الساحة اليمنية.
وقالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى- آن باترسون- في مقابلة مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا): إن الولايات المتحدة توفر الدعم اللوجستي والاستخباراتي للتحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية لمحاربة الحوثيين، مشيرة إلى وجود تنسيق لجهود التحالف بين دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة واليمن.
وأضافت: “إننا نشارك بشكل ملحوظ” في عملية (عاصفة الحزم) التي بدأت في الـ26 من مارس الماضي بناء على طلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وكان وزير الدفاع الأمريكي- أشتون كارتر- أعلن قبل يومين “مساعدة السعوديين على حماية أراضيهم وشن عملية من شأنها أن تؤدي في النهاية إلى التوصل إلى تسوية سياسية في اليمن”.
وكانت العملية العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن بمشاركة 10 دول من أجل حماية الشعب اليمني قد تلقت دعمًا سياسيًّا بتبني مجلس الأمن الثلاثاء الماضي القرار رقم 2216 الذي أدان العمليات العسكرية التي شنتها الميليشيات الحوثية ضد الحكومة الشرعية وفرض عقوبات ضد الميليشيات وزعيمها، بالإضافة إلى نجل الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
ودعا القرار 2216 الذي اعتمد الثلاثاء الماضي بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة إلى استئناف العملية السياسية في اليمن على أساس مبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وآلية تنفيذها ونتائج مؤتمر الحوار الوطني.
كما أعربت “باترسون” عن القلق إزاء الدور الإيراني في اليمن قائلة: إنه “يقلقنا جميعًا ويقلق السعوديين بسبب مصالحهم الإستراتيجية التي تتأثر مباشرة بما يحدث في اليمن”.
وقالت المسؤولة الأمريكية: إن إيران “تلعب دورًا واضحًا لزعزعة الاستقرار في اليمن، وهو ما يقلقنا جميعًا، ويقلق السعوديين؛ لارتباط مصلحتهم الإستراتيجية بما يحدث في اليمن بصورة مباشرة”.
وأشارت أيضًا إلى أهمية حرية الملاحة عبر مضيق باب المندب للمنطقة وللعالم أجمع، موضحة أن قوات التحالف التي تقصف المنشآت العسكرية المحتلة من قبل الحوثيين حريصة في الوقت نفسه على ضمان انسياب الملاحة في هذا المضيق الإستراتيجي.
كما تطرقت “باترسون” إلى الحديث عن “الكارثة الإنسانية المروعة” في سوريا، والتي أدت إلى مقتل ما يقرب من 250 ألف شخص وتشريد ملايين آخرين داخليًّا أو في بلدان مجاورة، وقالت: إنه لا تلوح في الأفق أية مؤشرات على حل الأزمة السورية التي دخلت عامها الخامس.
وبينت أن الوضع على أرض أصبح أكثر تعقيدًا مع ظهور تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وضرورة تقديم الدعم للمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في مسعاه للتفاوض على تسوية سياسية بين الحكومة والمعارضة.
وقالت: “سنواصل الضغط من أجل التوصل إلى حل سياسي تحت إشراف الأمم المتحدة” يُستبعد فيه الرئيس بشار الأسد “الذي يتوجب عليه الرحيل”.
وأوضحت أن الولايات المتحدة تدعم ما تعتبره المعارضة المعتدلة لمحاربة عناصر قوات النظام السوري قائلة: “إننا نفعل أشياء عديدة مثل تدريب القوى المعتدلة وتجهيزها”.
وفي هذا الصدد أكدت “باترسون” أن بلادها لن تدعم إزالة جميع أركان النظام السوري قائلة: إنه يتوجب عدم المساس بالدولة السورية؛ حتى لا يوجد فراغ أمني، إلا أن المشهد لابد أن يخلو من بشار الأسد ومستشاريه المقربين.. وعلى المعارضة أن تبقى على اتصال دائم بالدوائر القريبة من الأسد؛ لحثه على التخلي عن السلطة”.
ويعاني الشعب السوري منذ اندلاع الصراع في مارس 2011، والذي أدى إلى فرار ما يقرب من أربعة ملايين لاجئ إلى دول الجوار كالأردن ولبنان وتركيا والعراق ومصر؛ ما أدى إلى خلق كارثة إنسانية واسعة النطاق.
وفيما يتعلق بالوضع في العراق أشادت السفيرة “باترسون” بجهود رئيس الوزراء حيدر العبادي في مسعاه لتحقيق المصالحة بين مختلف المجموعات العرقية والدينية في بلاده، والتي ستؤدي في النهاية إلى التصدي لتهديدات تنظيم (داعش).
وقالت: إن “(العبادي) يحاول تقليل الصراعات بين السنة والأكراد والشيعة وتقليص حجم الصراعات على الأراضي العراقية في مهمة شاقة للغاية”.
وفيما تقوم قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بشن غارات جوية ضد مواقع (داعش) في أنحاء مختلفة من العراق مثل الفلوجة وبيجي وتكريت والموصل والرمادي قالت “باترسون”: إن هذه الجهود حققت “تقدمًا وإن كان بطيئًا بعض الشيء”.
وأضافت: “أرى أن تلك الجهود تسير في الاتجاه الصحيح”، مبينة أن المعركة الأخيرة في تكريت أظهرت قدرة العراقيين على طرد (داعش) من المدينة بعد حصولهم على دعم من القصف الأمريكي.
كما أشارت إلى صمود قوات التحالف في العراق وسوريا وتمسكها بأهداف الحملة العسكرية كوقف تدفق المقاتلين الأجانب وتجفيف منابع (داعش) المالية من تهريب النفط.
وأشادت في هذا السياق بتعاون الكويت والسعودية في دعم التحالف الدولي لمواجهة (داعش)، بالإضافة إلى تركيا التي أسهمت في قطع تدفق المقاتلين الأجانب من الحدود التركية وخفض تدفق النفط من (داعش)، إلى جانب “الدور الكبير” الذي لعبته إيران ضد (داعش) في العراق”.
وحول الملف النووي الإيراني بعد اتفاق الإطار الذي تم التوصل إليه بين طهران ومجموعة (5+1) في سويسرا مؤخرًا وصفت “باترسون” المحادثات القادمة بأنها “صعبة للغاية.. لاسيما وأنها مليئة بالتفاصيل التي يجب تسويتها”.
وقالت: إن “اتفاق الإطار سيسهم في وقف تخصيب إيران لليورانيوم، والحد من عدد أجهزة الطرد المركزي ووضع منشآتها النووية تحت عمليات تفتيش دولية مقابل رفع العقوبات المفروضة على طهران”.
على صعيد آخر أشادت “باترسون” بدور مصر في المنطقة، واصفةً إياها بأنها “حليف إستراتيجي وتجاري للولايات المتحدة”، ومشيرة في هذا الصدد إلى حرص الولايات المتحدة على إقامة علاقات مع الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وأوضحت أن ذلك كان السبب وراء قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما برفع الحظر عن مبيعات المعدات العسكرية إلى مصر قبل أسبوعين، والتي شملت طائرات (إف 16) وصواريخ هاربون ودبابات من طراز أبرامز (إم 1 إيه 1)، إلى جانب مطالبة الكونغرس بتقديم مساعدات مالية سنوية إلى مصر بقيمة 1.3 مليار دولار.
وفيما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط قالت “باترسون”: إن بلادها ترى أن حل الدولتين هو الحل الوحيد القابل للاستمرار على المدى الطويل لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأوضحت أن وزير الخارجية جون كيري يأمل في أن يؤدي استئناف الجهود الرامية إلى عودة الإسرائيليين والفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية، مؤكدة أن “الولايات المتحدة ترى أن حل المشكلة الفلسطينية يمثِّل أهمية للمنطقة بأسرها”.
يُذكر أن “باترسون” اجتمعت خلال زيارتها الأخيرة إلى الكويت قبل يومين مع رئيس مجلس الوزراء بالإنابة ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ خالد الجراح الصباح ووزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ووزيرة الدولة لشؤون التخطيط والتنمية هند الصبيح وعدد من رجال الأعمال.