خبير إستراتيجي لـ”المواطن”: صمود عدن وتحريرها من الحوثيين انتصار لـ#عاصفة_الحزم

الخميس ٢ أبريل ٢٠١٥ الساعة ١١:٢٠ صباحاً
خبير إستراتيجي لـ”المواطن”: صمود عدن وتحريرها من الحوثيين انتصار لـ#عاصفة_الحزم

أكد الخبير العسكري الإستراتيجي اللواء سيد الجابري أن صمود عدن وعدم سقوطها بيد الحوثيين يُعتبر خير شاهد على نجاح عمليات عاصمة الحزم.
وبيّن في حديث خاص لـ”المواطن” أن عدن يجب أن تعزز صمودها عن طريق إفشال أي محاولات لاحتلالها من قبل الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس اليمني المخلوع.
وحذر “الجابري” الإعلام العربي من تأجيج وتصوير الوضع في اليمن على أنه خلاف طائفيّ مذهبي، موضحًا أن الإعلام العربي دفع الحوثيين إلى أحضان إيران كهدية، مشيرًا إلى أن طهران تبنتهم واستغلت تردي أوضاعهم الاقتصادية كورقة ضغط لتنفيذ أجندتها لمحاولة تقسيم الوطن العربي والعودة به إلى ما قبل حرب 1973.
وشدد “الجابري” على أهمية التحلي بالصبر والحكمة والرويّة ، مثمنًا حكمة الملك سلمان بن عبدالعزيز لفتح باب الحوار مع أطياف المجتمع اليمني.

وفيما يلي نص الحوار :

•• تقسيم الوطن العربي إلى 34 دولة
أفاد الجابري أن دول الغرب تسعى من خلال إيران لتشتيت الوطن العربي، خاصة الدول ذات الثقل السياسي والإقليمي والاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط، وما يشاهد للمشروع في سوريا والعراق وليبيا واليمن ولبنان خير شاهد على هذا الاستعمار الذي يقسم الدول العربية كمصر والسودان والعراق ولبنان وسوريا والخليج واليمن إلى 34 دولة بتفويض من إيران التي تلقى الدعم لتنفيذ هذا المشروع، بزرع الفتن الطائفية وإيقاد نار المذاهب الإسلامية لاصطدامها مع بعض.
وأضاف أن الشعب المصري تدارك بتاريخ 30/ 6 المخطط الذي كان يهدد مصر وأفشل جانبًا كبيرًا من المشروع الغربي.
وأفاد أنه بعد فقدان الثقة في الإخوان سعت إيران لإبراز ودعم “داعش” في العراق وسوريا وتسببت الغارات الجوية المصرية على خلفية نحر الأقباط المصريين الـ21 في ليبيا لخلخلة صفوف التنظيم؛ ما سمح لتقدم القبائل العراقية لتحقيق انتصار واستعادة مدن عراقية، كاشفًا أن ورقة الحوثيين استُغلت ضمن هذا المشروع الذي تنفذه إيران في المنطقة، كما هو حزب الله في لبنان وسيطرتها من جهة أخرى على مجريات المشهد السوري، فتسعى هنا لسحب دول الخليج لحروب أهلية وإيجاد نوع من هذه التقسيمات.

•• الحروب السنية والشيعية
الخبير-العسكري-الإستراتيجي-سيد-الجابريأشار الخبير الإستراتيجي إلى ضرورة تفادي الحروب السنية والشيعية، وهو ما سيكون أسوأ من الحرب العالمية الثانية على المنطقة، مبينًا أن مثل هذه الحروب من شأنها إفقاد العرب مكاسب ما بعد حرب 1973، فإيران تحاول إيقاظ هذا النوع من الحروب الطائفية مستخدمة الذراع الحوثي للدخول في هذه الصراعات رغم أنهم أقلية لا يتجاوزن 10% من الشعب اليمني.

•• انزلاق الإعلام العربي
وحذر “الجابري” الإعلام العربي من تصوير وتأجيج ما يحدث في اليمن على هو أنه حرب طائفية بين السنة والشيعة، مؤكدًا أن ما يجري من خسائر في سوريا والعراق وغيرها هو بسبب ذلك، معوّلا على استغلال الورقة الاقتصادية في اليمن لإجبار الحوثيين على التقهقر وتسليم الأسلحة وفتح الحوار معهم كمكوّن سياسي.

•• توقيت عاصفة الحزم
وبين أن توقيت عاصفة الحزم كان مناسبًا رغم استقواء الحوثيين وتلقيهم دعم مادي ومعنوي من إيران، مفيدًا أن استمرار الضربات الجوية أدى إلى تدمير مواقع الحوثيين؛ ما سيحقق المأمول منها وتطويق هذا التمدد وتحجيمه ومن ثم إخماده.

•• الحرب الأهلية في اليمن
دعا الخبير الإستراتيجي إلى عدم التدخل البري؛ حتى لا تتحول الأمور إلى حرب أهلية تحاول إيران من خلالها سحب دول الخليج لمصيدتها.
وأضاف: لدينا تجارب على الأرض بعدم نجاح التدخل البري، كما في العراق وسوريا ولبنان التي عانت ويلات الحرب الأهلية، كاشفًا أن أمريكا الدولة العظمى فشلت في حروبها البرية في أفغانستان؛ لطبيعة تضاريسها الجبلية التي لا تفرق كثيرًا عن اليمن، لافتًا إلى أن الانجرار لحرب أهلية سيمهّد المسرح للتدخل الغربي.

•• الحصار الجوي والبحري
وأشاد الخبير الإستراتيجي بخطة عاصفة الحزم وإحكام قبضتها على الجو والبحر واستخدام عامل الضربات الجوية وإغلاق المنافذ البحرية لمنع أي دعم إيراني أو دخول مقاتلين من التنظيمات الإرهابية، محذرًا من القيام بإنزال بري مهما كانت الأسباب، مقترحًا بأن يستعاض عن التدخل البري باللجان الشعبية والجيش اليمني الموالي للرئيس عبد ربه منصور.

•• القوات المصرية
ولفت الجابري إلى أن دخول القوات المصرية في هذا التحالف زاد من الثقل العسكري للعملية، خاصة وأن الدول المشاركة في التحالف تسعى لتحقيق هدف وحيد، وهو إعادة الاستقرار إلى اليمن بحكومته الشرعية.

•• مدة عاصفة الحزم
وتوقع “الجابري” ألا تمتد عاصفة الحزم أكثر من ثلاثة أشهر؛ وذلك لعدة عوامل، أبرزها عدم التدخل البري من دول التحالف، إضافة لتشديد الحصار الجوي والبحري وما تعانيه اليمن من ظروف اقتصادية ستكبد ميليشيات الحوثي خسائر فادحة، منوهًا بأهمية استغلال الجانب الاقتصادي والسياسي، إضافة إلى الجانب العسكري للإجهاز على الحوثيين واستعادة شرعية اليمن.

•• الملك سلمان
وأشاد “الجابري” بكلمة الملك سلمان بن عبدالعزيز حين قال: إن باب الحوار للإخوة في اليمن ما زال مفتوحًا في حال التزموا بالمواثيق والعهود وتسليم السلاح، وأشار “الجابري” إلى أن الحوار مطلب أساسي لإنهاء الأزمة، مستشهدًا بما صرح به وزير خارجية اليمن بأن ما يجري في اليمن ليس حربًا طائفيًّا، وأن على الحوثيين تسليم أسلحتهم والعودة للحوار.

•• علي عبدالله صالح والقبلية
ولفت الجابري إلى أن من أدخل اليمن في هذا النفق المظلم من الصراعات هو علي عبدالله صالح الذي استخدم القبلية لتفريق النسيج اليمني وتأجيج الخلافات؛ ما دفع الجنوبيين للمطالبة بالانفصال، مشددًا على أهمية تكوين اتحاد فيدرالي يدير الجنوب والشمال في اليمن وينزع فتيل القبلية منها.

•• صمود عدن
كشف “الجابري” في ختام حديثه لـ”المواطن” إلى أن صمود عدن معوّل رئيسي لنجاح وتحقيق جانب كبير من أهداف عاصفة الحزم، مبينًا أن بقاء عدن صامدة هو مكسب إستراتيجي، وما يجري من استماتة للحوثيين للاقتتال حول أسوارها خير دليل على أهميتها لديهم ولدى إيران، مطالبًا بضرورة تكثيف الغارات الجوية وصد أي محاولات لإسقاط المدينة.