بلاتر في عين العاصفة والأمر في صالح الأمير علي

الجمعة ٢٩ مايو ٢٠١٥ الساعة ٤:٢٥ مساءً
بلاتر في عين العاصفة والأمر في صالح الأمير علي

يمر فيفا في وقت عصيب فعلًا بعد انقسام عالمي بين تأييد سيب بلاتر في انتخابات اليوم وتأييد منافسه الأردني الأمير علي.
افتتح اليوم الجمعة المؤتمر العام الخامس والستين للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، على إيقاع فضيحة فساد مدوية هزت أركانه في اليومين الماضيين، ودعا جوزيف بلاتر، رئيس فيفا الحالي، قبل ساعات من التصويت على انتخابات الرئاسة إلى تضامن الاتحاد الدولي ووحدته، مصرحًا أمام ممثلي 209 اتحادات وطنية: “نمر في أوقات عصيبة، فقد ألقت الأحداث الأخيرة بظلالها على فيفا وعلى مؤتمرنا، وأدعوكم إلى إزاحة هذه الظلال ورفع المعنويات، ولا نستطيع أن ندع سمعة فيفا تتلطخ بهذا الشكل. والمتهمون بالفساد ليسوا كل فيفا، وأدعوكم اليوم إلى إبراز روح الفريق في كل منكم كي نستطيع أن نمضي إلى الأمام”.
أضاف بلاتر في افتتاح المؤتمر: “إنه كفاح ضد الفساد والتلاعب بنتائج المباريات والتمييز، وهي آفات ما زالت موجودة في اللعبة التي نحبها”.
قاعدة التصويت
وفي الانتخابات اليوم، يسعى بلاتر لرئاسة فيفا في ولاية خامسة، وهو مقتنع بأنه الوحيد القادر على إعادة الثقة بهذه المؤسسة التي هزتها فضيحة فساد كبرى، رغم أنه يتعرض لهجمات من كل الاتجاهات، ورغم أن الفضيحة هذه ترفع من حظوظ منافسه الأمير الأردني علي بن الحسين (39 عامًا)، الذي يرى في نفسه مرشح التغيير.
وكان بلاتر قال سابقًا إن المتهمين بالفساد جلبوا العار والذل إلى كرة القدم، “وهذا الأمر يتطلب اتخاذ قرارات من قبلنا لأننا لا نستطيع أن نسمح بتلطيخ سمعة كرة القدم وفيفا أكثر وأكثر، يجب أن يتوقف هذا الأمر فورًا”.
ويجري الانتخاب على قاعدة الصوت الواحد لكل من الاتحادات الـ209. ويضم الاتحاد الأوروبي 54 عضوًا لكنه لا يملك إلا 53 صوتا نظرا لعدم اعتراف فيفا بجبل طارق. وتملك أفريقيا 54 صوتًا، وآسيا 46 صوتًا، وكونكاكاف 35 صوتًا، وأوقيانيا 11 صوتًا، وأميركا الجنوبية 10 أصوات. ويحتاج بلاتر والأمير علي إلى ثلثي أصوات 209 أعضاء، إذا أراد حسم المنصب في الجولة الأولى من التصويت، بينما تحصل الجولة الثانية اسم الفائز بأغلبية الأصوات.
مطالبات باستقالة بلاتر
ويحشد كل من المرشحين أصواته، فالاتحاد الأوروبي لكرة القدم عقد اجتماعًا طارئًا لمكتبه التنفيذي الخميس وطالب بتأجيل الانتخابات 6 أشهر بسبب الأحداث المتلاحقة التي قد تظهر خبايا جديدة في فضائح الفساد، لكنه عاد ووافق على المشاركة في الاقتراع بعد رفض القارات الأخرى التأجيل. وأكد ميشال بلاتيني، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، أن أغلب أعضاء الاتحاد سيصوتون للأمير علي بن الحسين، مطالبًا بلاتر بالاستقالة في أعقاب الفضيحة، من دون أن يستبعد انسحاب الفرق الأوروبية في المستقبل من البطولات التي ينظمها الاتحاد الدولي في حال إعادة انتخاب بلاتر رئيسًا لفيفا.
وهدد البريطاني ديفيد جيل الذي انتخبه الاتحاد الأوروبي لشغل منصب أحد نواب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، بمقاطعة اللجنة التنفيذية اعتبارًا من السبت في حال إعادة انتخاب بلاتر لولاية خامسة.
وعلق رئيس الاتحاد الهولندي مايكل فان براغ، الذي انسحب مع النجم البرتغالي السابق لويس فيغو من سباق الترشح لرئاسة فيفا لصالح الأمير علي بن الحسين: “ديفيد جيل رجل أحترمه بشكل كبير. أريد أن أرى هذا النوع من الشجاعة”.
وكان الإنجليز من أبرز المطالبين برحيل بلاتر بعد أن خسرت بلادهم حق استضافة مونديال 2018 لمصلحة روسيا، ومن المقرر أن تعقد اللجنة التنفيذية لفيفا السبت اجتماعًا استثنائيًا لاتخاذ قرار حول توزيع مقاعد القارات في مونديال 2018 في روسيا، علمًا أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون دعم الدعوات إلى استقالة بلاتر.
إرحل
ونشرت صحيفة اندبندنت على صدر صفحتها الأولى: “أوروبا تقول لبلاتر: ارحل، وإلا قاطعنا كأس العالم”.
وقالت الصحيفة إن الاتحادات الأوروبية المحلية هددت بمقاطعة كأس العالم 2018 إذا أعيد انتخاب سيب بلاتر، كما عبرت الشركات الراعية للاتحاد عن قلقها العميق بشأن التهم التي يواجهها فيفا.
وتضيف إندبندنت: “من بين التهم الأكثر خطورة التي وجهت إلى مسؤولين في الاتحاد الدولي لكرة القدم مزاعم بان جنوب أفريقيا دفعت رشوة بقيمة 10 ملايين دولار لضمان تنظيمها نهائيات كأس العالم 2010، لكن الحكومة الجنوب أفريقية قالت إنها لم تدفع هذا المبلغ لأي أحد”.
وأشارت الصحيفة إلى أن بلاتر يحظى بدعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يتهم الولايات المتحدة بالتدخل في شؤون الاتحاد الدولي لكرة القدم في محاولة لنزع حق تنظيم نهائيات كأس العالم 2018 من بلاده.
وتقول إن الكثيرين يعتقدون أن بلاتر رفض التنحي لثقته في الفوز بالانتخابات، لكن التوقعات تميل إلى فوز منافسه الأمير علي.
مع الرئيس
جدد الشيخ أحمد الفهد الصباح العضو المنتخب حديثا في الاتحاد الدولي لكرة القدم، الذي يرأس اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية (أنوك) والمجلس الأولمبي الآسيوي، دعمه لبلاتر، قائلًا: “نحن ضد كل أشكال الفساد وندعم أي إجراءات لمكافحته شرط أن تجري حسب الأصول، ولا يمكن اتهام أحد حاليًا حتى انتهاء التحقيقات”، مبديًا استغرابه توقيت التوقيفات التي حصلت: “لماذا تمت الأحداث ليلة انعقاد مؤتمر فيفا وانتخابات الرئاسة وليس قبل أسابيع، فالأشخاص أنفسهم كانوا موجودين في فلوريدا حيث مقر كونكاكاف، وفي وأماكن أخرى”.
أضاف: “أذكّر أنه في كأس العالم 1994 التي فازت باستضافتها الولايات المتحدة على المغرب بنتيجة 10 – 7، لم يتكلم أحد إن هناك شبهات فساد، وجميع القارات احترمت النتيجة والتزمت الصمت، ولو فازت إنجلترا باستضافة مونديال 2018 بدلًا من روسيا، والولايات المتحدة بمونديال 2022 بدلًا من قطر، هل كنا سنرى المشهد الحالي ضد روسيا وقطر؟”.
وقال إنه من الصعب أن يعاد التصويت لاستضافة مونديالي 2018 و2022 لأن روسيا وقطر قامتا بالكثير حتى الآن على صعيد البنية التحتية للاستضافة.
وأعلن الاتحاد الأفريقي دعمه لبلاتر، وؤكدًا أنه يراقب باهتمام الأحداث الواقعة الآن في أسرة كرة القدم، ويؤكد التزامه العمل والتعاون في حماية القيم الأخلاقية التي تشكل أساس ممارسة الرياضة وإدارتها، علمًا أن اسم عيسى حياتو، رئيس الاتحاد الأفريقي، واسمي اثنين من الأعضاء البارزين باللجنة التنفيذية للمنظمة، وردت ضمن لائحة من 10 أعضاء في اللجنة التنفيذية بفيفا ترغب السلطات السويسرية في استجوابهم حول مزاعم تتعلق بشراء الأصوات خلال الاقتراع على ملفي كأس العالم في روسيا وقطر.
انقسام في آسيا
آسيويًا، ثمة انقسام بين داعمين لبلاتر وآخرين للأمير علي. ونقلت الشرق الأوسط عن الدكتور حميد شيباني، أمين عام الاتحاد اليمني، تأكيده التصويت للأمير الأردني. وكانت الإمارات وعمان وسوريا لمحت إلى دعمها الأمير علي وهو الموقف الذي ربما تسير عليه دول عرب شمال أفريقيا مصر وليبيا والجزائر والمغرب وتونس وربما السودان، بينما سبق أن أعلنت اتحادات السعودية وقطر والكويت والعراق ولبنان دعمها لبلاتر من قبل أن يتقدم المرشح العربي بملفه.
وقال أحمد عيدن رئيس الاتحاد السعودي، إن مصلحة الكرة السعودية مرتبطة بالموقف الآسيوي المساند لبلاتر، وليس من صالحها أن تخرج عن هذا السياق.
ووفقا لما ذكرته إيلاف تأسف خالد البوسعيدي، رئيس الاتحاد العماني، للمواقف العربية الرافضة لدعم الأمير علي بن الحسين، وقال لـ”الشرق الأوسط”: “كنا نأمل توحد كافة الاتحادات العربية لدعم المرشح العربي، لكن المصالح هي سبب الانقسام”.