الكاتب علي الموسى: المجتمع فقدَ الثقة فيما تقدمه #المجالس_البلدية

الثلاثاء ٢٥ أغسطس ٢٠١٥ الساعة ١١:٠٧ صباحاً
الكاتب علي الموسى: المجتمع فقدَ الثقة فيما تقدمه #المجالس_البلدية

قال الكاتب الصحفي علي سعد الموسى، إن قلة عدد الناخبين المسجلين وضعف الإقبال، لا يعكس شيئاً بأكثر مما يعكس فَقْد المجتمع للثقة فيما يمكن أن تقدمه لهم فكرة المجالس البلدية من تغيير في واقع حياتهم اليومية.
وأضاف الموسى، في مقاله بصحيفة “الوطن”، “أنه على بعد أمتار قليلة من منزلي، وعلى ناصية الشارع العام، جاءت إلينا أمانة مدينتي بلوحة دعائية عملاقة تدعونا فيها إلى المشاركة بالانتخابات البلدية”.
وتابع: “جهاز الأمانة الغالي العزيز جاء إلينا بإغراء لوحة انتخاب دعائية وهو ذات الجهاز الموقر الذي لم يأتِ إلى حارتنا من قبل في شيء من خدماته البلدية. هو ذات المجلس البلدي الذي تكلمت من قبل مع بعض أعضائه الكرام لأطلب منهم زيارة زاوية مهملة في هذه المدينة ثم اكتشفت أنهم مجرد زوار “طاولة” رسمية لاجتماعات المجلس البلدي المحنطة، هم بالحرف الصريح أعضاء طاولة إملاء لا حصة تعبير”.
وعلل الكاتب فقد المجتمع برمته حماس الذهاب إلى انتخابات المجلس البلدي، قائلاً: ” أولاً هذا الرقم الملفت للانتباه للدلالة على هذا الفتور المجتمعي الواسع نحو فكرة المجالس البلدية، حيث إن أمانة العاصمة المقدسة لم تسجل من أرقام الناخبين في الأيام الثلاثة الأولى لافتتاح التسجيل سوى 187 ناخباً في مدينة يسكنها مليون مواطن يحق لهم الترشيح والترشح”.
ولفت أن هذا الرقم الفقير المخجل لا يعكس شيئاً بأكثر مما يعكس فقد المجتمع للثقة فيما يمكن أن تقدمه لهم فكرة المجالس البلدية من تغيير في واقع حياتهم اليومية.
وأكد أن اليوم بكل وضوح وصراحة يتم قطف “جناية” ما حصل في أول دورة انتخابية لفكرة هذا المجلس لا من الوعود البراقة فحسب، بل من الاستعراض “المدرسي” لقوائم “الذهب والألماس” التي كانت تفاخر بانتصاراتها ونفوذها المجتمعي وكأننا يومها نتنافس على مجالس الدعوة والإرشاد أو نقابات جمعيات سلفية أو إخوانية.
وشدد على أن المجتمع أذكى وأكثر نباهة من الصراعات الفكرية فقد استوعب التجربة، وهو يريد أفكارا لفتح محاور تنموية جديدة على ضفاف كل مدينة.
وأردف المجتمع يريد أن يرى الرصيف وأعمدة النور وردم الحفر ونظافة الشارع وبقية الخدمات التي تقع في صميم عمل المجلس البلدي، فهو ما زال ذكياً بما فيه الكفاية ولم ينس أبداً برامج المرشحين في الدورة الأولى ولهذا بدأ يعاقبها بالغياب الجماعي في الدورة القادمة.
وأشار إلى أنه في كل دورة فكر شخصياً بالترشح لعضوية طاولة المجلس البلدي ثم تقاعس، موضحاً أن ذلك لسببين: الأول، “أنني لا أملك طاقة الحشد العددي لاجتياز المنافسة”، والثاني: “أنني لا أمتلك ما يكفي لتكلفة الدعاية أمام منافسين تدفع عنهم “مدارسهم” المختلفة لإثبات الوجود”.
وشدد على قدرته على الفوز بالمقعد لو أنه حشد مجرد أهله وأبناء عمومته من حملة اسمه الأخير في رأس المقال، وهذا رقم يكفي للبرهان على الموت البطيء لفكرة الانتخاب والمجالس البلدية.