يا مسؤولي التعليم.. أنقذوا أبناءنا من هذه المهزلة الغذائية

الأربعاء ٢٦ أغسطس ٢٠١٥ الساعة ٨:٢٠ صباحاً
يا مسؤولي التعليم.. أنقذوا أبناءنا من هذه المهزلة الغذائية

لا يزال ملف تغذية طلاب المدارس بالمقاصف المدرسية يشكّل تحدياً لوزير التعليم عزام الدخيّل والذي لم يُنفَّذ منذ أعوام، كما أن عدم تسليم المدارس لشركات معروفة غذائياً يشكل علامة استفهام كبيرة، فدخلها قد ينافس كبريات المطاعم أو الأسواق الغذائية، فالوزارة تضم قرابة 5 ملايين طالب وطالبة ما يعني حسابياً أن دخلها اليومي أضعاف هذا العدد، ولا تزال تغذيتها هزيلة وفقيرة!!
وتبقى الأسئلة الحائرة سيدة الموقف حول من المستفيد من التأخير في الاهتمام بصحة أبنائنا في مدارسهم ؟ وما السبب في جعل مدير المدرسة يستجدي ويطلب رضى عامل أو متعهد المقصف الآسيوي خشية هربه وترك المقصف مجرد غرفة خاوية على عروشها وربما تكون من ” الهنجر ” أو ” الزنك “؟
هل يملك مدير المدرسة صلاحيات لاشتراطات معينة في نوعية المعروضات وجودتها بدلاً من ترك الأمر لمزاج العامل والذي حتماً يبحث عن الربح المادي فقط وبالتالي يريد الأرخص؟ وإن كانت له هذه الصلاحيات بالفعل وخالفها العامل فماذا لديه من عقوبات تجبر العامل على الإذعان والالتزام ؟
ما جهات الرقابة والسلامة والصحة التي يخضع المقصف لتفتيشاتها المفاجئة خاصة وأن المعلمين ومديرهم غير مختصين في الجوانب الصحية وليس لديهم تمرُس على حِيَلِ عمالة البوفيهات والمطاعم كالجهات الرقابية المختصة؟
هل يعلم المسؤولون أن هناك طلاباً لديهم أمراض وتحسس من عدة أكلات، وأن برنامجهم الغذائي يقتصر على وجبات محددة كمرض السكري والضغط أو أمراض الكوليسترول وعدم القدرة على الحركة والسمنة أو الأنيميا وغيرها ؟ وماذا قُدِّم لهم ؟ وماذا يستطيع مدير المدرسة أن يقدم لهم من خلال المقصف وهل ذلك بقوة سلطته أم برأفة العامل؟
ويَبرز السؤالان المهمان: لو قُدِّر لأصحاب المعالي أو السعادة بالوزارة زيارة المدرسة ليومٍ كامل هل سيأكلون من مقصف المدرسة ويشربون من الماء الذي يُباع لديهم وهو من أردى أنواع الشركات وأرخصها ؟ وهل أنت راضٍ عن تغذية أبنائنا بهذا الشكل يا وزير التعليم؟
المواطن” سلَّطت الضوءَ على بعض جوانب إهمال المقاصف المدرسية بعدة مدارس موزعة على عدة مناطق تعليمية، والتي كانت سيئة في مجملها من حيث العرض والتخزين والتصنيف أو نوعية هذه المعروضات والتي تقتصر على الشيبس والشوكولاتة والمشروبات الغازية والشطة والساندوتشات الباردة، خاصة وأنها لا تناسب وجبة الإفطار والتي يعتبرها أخصائيو التغذية أهم الوجبات الغذائية على الإطلاق.
كما وأن أغلب المقاصف بالمدارس لا تلتزم بأسعار بيع المواد الغذائية بالأسواق والتموينات التجارية والتي تمارس الجبرية والاحتكار في كثيرٍ من حالاتها، فلا يُسمح للطالب بالخروج وقت الفسحة للإفطار خارج المدرسة، ولو أحضر إفطاره معه من منزله مع بداية الحضور للمدرسة فلن يأتي وقت الفسحة وهو لا يزال صالحاً للتغذية فقد يصبح متعفناً وقد يكون متسمماً في حينه، كما أن هذه الـمقاصف لا تراعي جودة السلع من ضمن خياراتها فنجد أرخص وأسوأ أنواع المياه والعصائر وحتى الشاي هو الخيار الوحيد أمام الطالب ولا يعلم من يرى هذه الفوضى الغذائية التموينية أن الطالب يشتري هذه البضاعة الكاسدة بأغلى مما يجد به الأفضل جودةً بالأسواق المجاورة ولو من أسوأ ” بقالة “.
* الربح المادي:
ولي الأمر عبدالقادر إلياس قال لـ “ المواطن “: للأسف التغذية بالمدارس أصبحت تبحث عن الربح المادي أكثر من جودة المنتج وصحة المتلقي وبكل أسف أن ذلك على مرأى ومسمع من وزارة التعليم بل وبمباركة منها ونحن مجبورون على ذلك، فبقاء أبنائنا في المدارس قرابة 6 ساعات يجبرهم على الأكل مما يتفضل بها بائع المقصف عليهم ”
* مؤسسات تغذية:
وبينت الأكاديمية أريج الشهري: هذه الوجبات غير صحية ويفترض أن تتعامل المدارس مع مؤسسات توفر وجبة متكاملة وبسعر مناسب ومن الأفضل أن يتم التواصل مع الأهل لتحديد ما إذا كان في رغبتهم احتساب الطفل ضمن وجبات المقصف أو أنه سيوفر له وجبته من المنزل حتى لا يكون هناك هدر لأن الوجبات الصحية لا تحتوي مواد حافظة وكل مرحلة عمرية لها احتياجاتها
وأضافت: الشيبس والحلويات والعصائر المنكّهة هي ما يتناوله أطفالنا والمشكلة أنهم لا يتناولون المأكولات بعد أن يتم تسخينها وجُلّ تغذيتهم كرواسون أو ساندوتش مغلّف وعصير مصبوغ بلون ومنكّه صناعياً بماء وسكر.
وتابعت: الوجبات المشابهة لوجبات إفطار صائم لو يتم توفير مثلها للطالب فهي أفضل من الحالية ومن المفترض أن تكون مدارسنا المستقبلية بها مطعم على شاكلة مطاعم المستشفيات وليس مجرد مقصف.
واقترحت حلولاً ومنها: مؤسسة تهتم بتوفير الوجبات ولابد من وجود أخصائي تغذية يتابع صحة أبنائنا وإذا توفرت المساحات والميزانية فلابد من وجود مطعم متكامل لخدمة الطلاب خلال فترة تواجدهم بالمدرسة وذلك سيسهل إذا ما تم توزيع فترة الإفطار على أوقات مختلفة، فإفطار كامل المدرسة بشكل هجوم في وقت واحد على المقصف والساحة منظر غير حضاري وهذا حل مؤقت حتى يتم توفير المطاعم داخل المدارس.
* هذه طرق الأكل المفيد:
وقالت الدكتورة هنيدة خالد الغامدي أخصائية التغذية بمستشفى الملك فهد بالباحة: يُعَد طلاب المدارس أهم فئة في مجتمعنا، وعليه يجب الاهتمام بصحتهم العامة والتغذية خاصة، والتغذية السليمة مهمة جداً في هذه المرحلة ففيها يتم بناء الجسم، ووجبة الإفطار هي أهم وجبة في اليوم وخصوصاً أن إعدادها في المنزل يضمن نظافتها بالمقارنة بالوجبات الغذائية المعدة في مقصف المدرسة، ورغم الفوائد العديدة لها ومنها تنمية العقل وزيادة معدل الذكاء والنشاط إلا أن بعض الأمهات تهملها لضيق الوقت أو لعدم وعي الأم واهتمامها بهذه الوجبة.
وأضافت ” مع العودة للمدارس ومقاصفها تعود العادات الغذائية السيئة ومع أول يوم دراسي يتغير النمط الغذائي المتبع قبل الدراسة حيث تتغير العادات الغذائية للطلاب بجنسيهم، ومن الملاحظ على طلاب وطالبات المدارس ظهور آثار سوء التغذية.
وحول المقاصف المدرسية وما تحويه بيَّنت الغامدي ” يوجد نوعان من المدارس (مدارس معززة للصحة – مدارس لم تتبع هذه الخطوة بعد)، والنوع الثاني من المدارس تحتوي مقاصفها على ” الشيبس – الشوكولاتة – العصائر المعلبة – المشروبات الغازية – الساندوتش – الفطائر) بجميع أنواعها. وتعتبر جميعها مضرة بالصحة وتحتوي على نسب عالية من الدهون والسكريات والمواد الملونة والمواد الحافظة وغير مفيدة، حيث إن لها علاقة بزيادة معدل السمنة وتسوس الأسنان وفقر الدم، ولا تخلو المقاصف المدرسية من حالات التسمم الغذائي ويرجع سبب ذلك لعدم اتباع الطرق السليمة والصحيحة في تحضير وإعداد الوجبات بالإضافة إلى سوء حفظ الوجبات وجعلها عرضة للفساد نتيجة أعدادها بعدة ساعات قبل استهلاكها.
وعن بعض الحالات المرضية التي تحتاج لأغذية محددة بينت ” للأسف لم تدرج بعض الشركات الممولة للمقاصف المدرسية في قوائمها وخياراتها لإعداد الوجبات الخاصة بمرضى السكر وحساسية القمح حيث إن هذه الفئة من المرضى في أمس الحاجة للوجبات الملائمة لحالتهم المرضية مثل (العصائر الخالية من السكر – الفطائر الخالية من القمح –ساندوتشات مناسبة لكل منهم – منتجات الحليب القليلة الدسم أو الخالية الدسم – الفواكه والعصائر الطازجة ).
وأضافت ” تعتبر المرحلة المتوسطة مرحلة انتقالية وهي مرحلة (المراهقة والبلوغ) وتحتاج هذه الفئة إلى غذاء متكامل لأنها تتطلب قدرا من الطاقة وضروريات النمو ومن أمثلة الأغذية المحتاجة إليها (النشويات وتعتبر مصدر مهم للطاقة – الحليب ومشتقاته وهو مصدر للكالسيوم والفوسفور الضروري في هذه المرحلة – الخضراوات والفواكه وهي تحتوي على الفيتامينات والأملاح المعدنية مثل الحديد وفيتامين ” C ” وهي ضرورية لمنع الإصابة بفقر الدم. والماء ومن الملاحظ في هذه المرحلة امتناع الفتيات عن تناول وجبة الإفطار للمحافظة على قوامهن ورشاقتهن وأقدامهم على تناول الشيبس والشوكولاتة.
ونوهت أخصائية التغذية “بالنسبة لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية “كورونا” وعلاقتها بطلاب المدارس والمقاصف المدرسية أنوه بشده على القيام بالفحوصات الشاملة لجميع العاملين في المقاصف المدرسية من طلبة أو عاملين والتأكد من خلوهم من الأمراض المعدية وتنظيم سير الطلاب أثناء شراء الوجبات وأخذ الحذر والحيطة في عدم لمس الأسطح وتوفير وسائل النظافة الشخصية وتأمين المعقمات وحاويات المهملات في كافة مرافق المدرسة.
وأردفت ” أنصح الأمهات سواء العاملات أو ربات البيوت بتجهيز سلة غذائية تحتوي على جميع العناصر الغذائية التي يحتاج إليها طفلها والمفضلة لديه حيث تحتوي السلة الغذائية على (ساندويتش معد منزلياً – حليب أو لبن – ثمرة من الفواكه – تمر – عصير). وبهذه الطريقة تضمن الأم حصول ابنها على جميع المغذيات التي يحتاج إليها بالإضافة إلى نظافة الوجبة. أيضاً لا نغفل دور الوالدين في تشجيع أبنائهم على تناول وجبة الإفطار وإيضاح أهميتها لهم، لذلك من الضروري أن يتناول الأهل أو أحد الأبوين على الأقل الفطور مع أطفالهم وأن يتحدثوا خلال الوجبة عن يومهم الدراسي وإنجازاتهم ومشاريعهم المستقبلية والتسلية والمرح وبذلك يصبح وقت الإفطار وقت مميز لدى الطفل وحينها سيسارع لتناول وجبته الصباحية يومياً مع الأهل.
وختمت الغامدي بقولها: الاتفاق والشركات المختصة بتزويد المقاصف بالأغذية أن تكون وجباتها صحية وخالية من المواد الحافظة واستبدال المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والعصائر المصنعة بمنتجات الحليب بالإضافة إلى تحضير فطائر وساندوتشات صحية في محتواها خالية من الدهون محضرة بشكل يومي واستبدال الشوكولاتة والشيبس بالفواكه والعصائر الطازجة والتمر.
* مسبب للأمراض:
أما استشارية طب الأسرة والمجتمع الدكتورة أمل مرداد فقد أبدت عدم رضاها بالكلية عن كل ما يُباع بالمقصف المدرسي وقالت ” أنا غير راضية بتاتاً عن وجبات المقاصف المدرسية فهي غير صحية وتعزز العادات الغذائية السيئة”.
وأضافت ” وقت الفسحة قرابة الساعة العاشرة، فهذا سيئ جداً لأن معظم الطلاب يخرجون دون إفطار فيفترض أن تبدأ وجبة الإفطار ما بين السابعة ونصف إلى الثامنة ونصف، ثم وجبة خفيفة من الحادية عشرة وحتى الحادية عشرة وربع ويفترض تغيير اسمه إلى مطبخ مدرسي بدلا من مقصف، ويتم إعداد وجبات صحية طازجة فيه.
وتابعت: الوضع الحالي هو السبب الأساسي لانتشار العادات الغذائية الخاطئة وما يتبعها من أمراض مثل السمنة – النحافة – فقر الدم حساسية الجسم بأنواعها (إكزيما، ربو) – النزلات المعوية – قلة التركيز وفرط الحركة – التشتت الذهني – ضعف المناعة – ارتفاع معدلات الإصابة بمرض السكري بنوعه الثاني وغيرها من الأمراض.
وقالت استشارية طب الأسرة: لو كنت مسؤولةً عن التغذية بوزارة التعليم لأوليت الأمر عناية ولأوكلته لأهله، شركة مختصة بالتغذية المدرسية يقوم عليها أطباء وأخصائي التغذية، المتخرجين والعاطلين عن العمل، تعد قوائم طعام أساسية تناسب احتياجات الأطفال العمرية في مراحلها المختلفة وتأمين أخصائي تغذية بكل مدرسة تحت إشراف طبيب أسرة يقوم بتقييم وضع كل طالب على حدة ويحدد فئات غذائية كل بحسب احتياجها، وتعد قوائم خاصة إضافية تهتم باحتياجات معينة كمرضى السكر أو نقص الحديد وفرط الحركة وغيرها وتكلف الشركة بإنشاء وتجهيز وتشغيل مطعم مدرسي متكامل تعد فيه الوجبات وفق الشروط الصحية وقواعد التغذية السليمة بأيدٍ مدربة وجودة عالية.

المقاصف-المدرسية (4)

المقاصف-المدرسية (3)

المقاصف-المدرسية (8)

المقاصف-المدرسية (6)

المقاصف-المدرسية (2)

المقاصف-المدرسية (2)

المقاصف-المدرسية (1)

المقاصف-المدرسية (4)

المقاصف-المدرسية (7)

المقاصف-المدرسية (6)

المقاصف-المدرسية (5)

المقاصف-المدرسية (1)

المقاصف-المدرسية (7)

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
  • علي بن محمد ال شوهان

    الغذائية ماكو مشكلة المشكلة في النقل االمدرسي

  • ص ص ص

    من اول يوم وابني. بالمرحلة المتوسطة. يشتكي من. المياه الحارة. واسعار. الكاكاو. دبل. وغيرها. شركات همها الربح. وليس صحة ابناءنا. وعماله قذره

  • نوال الغامدي مرشدة طلابية

    بالفعل موضوع يستحق الاهتمام وللأسف الشديد هذا مايحصل في مدارسنا وكم أتمنى ان يخصص خمس دقائق من الحصص الأولى أو الثانيه لبرنامج التمر والحليب للصفوف الأولية او المرحله الابتدائيه باكملها

  • أ ب ت

    ما أكثر الضجيج وأقل الحجيج.

    عندما تمنح صلاحية توفير المستلزمات الغائية لمدراء المدارس من الجنسين ، هذا يجعل حدوث حال من الاستغلال واللا مبالاة بالتغذية الصحية للطلاب، فيعاد بيع الشبس والبيبسي والحلويات ذات “الأصباغ الملونة” والتي تعد عاملاً مسببا لفرط الحركة وتشتت الانتباه للطفل، عدا ترسباتها على الكبد.
    توفير المستلزمات الغذائية الصحية والمناسبة ليس بالأمر العسير اطلاقاً ولا هو مستحيل. وخصوصا أن الطلاب سيتناولون وجبة الغداء الرئيسية في بيوتهم بعد الدوام. المشكلة عندما نركز على توفير المال والربح المادي ولو على حساب صحة الآخرين. الحل إذا لم يصدر من الجهة صاحبة القرار،فببساطة يجب على أولياء الأمور عدم اعطاء أبنائهم المال للشراء من المدارس، وإنما تعويدهم على الأخذ من البيت ،بتوفير الوجبة الصحية الملائمة من البيت، وشراء عصير طبيعي (وليس صبغ ونكهة وسكر)أو حليب، وحتى الماء يجب توفيره لهم من البيت.