“2 أغسطس”.. الذكرى حية في أذهان الكويتيين رغم مرور ربع قرن

الإثنين ٣ أغسطس ٢٠١٥ الساعة ١٢:٣٣ صباحاً
“2 أغسطس”.. الذكرى حية في أذهان الكويتيين رغم مرور ربع قرن

تبقى الأحداث بحُلْوها ومُرّها عالقة بذاكرة الإنسان مهما طال عمرها. ويتشبث بالواقعات والأزمات عبر إحياء ذكراها بتسجيل تواريخها وأيامها التي شهدت على تلك الأحداث؛ لتبقى محفورة بأذهانهم يتوارثها الأجيال، رغم مرور عقود على وقوعها، وتكون أغلبها لما اتسمت بقسوتها وشناعتها ليرفض هؤلاء محوها مع كل عام يصادف ذكرها.
2/ 8 يسترجع الكويتيون بهذا التاريخ أحداثًا مؤلمة وقاسية لا تزال تحاصرهم على الرغم من مرور 25 عامًا على وقوعها. ذكرى غزو العراق لدولة الكويت واحتلال القوات العراقية بظرف يومين دولتهم. ليستذكر الشعب الكويتي اليوم تفاصيل الحرب واللحظات الأولى التي اجتاحت الدبابات العراقية شوارع العاصمة، وعمليات النهب والحرق والقتل الذي تعرض له شعب مسالم وأعزل من السلاح، وخلّفت الدمار، وأرواح أزهقت، وجثامين الأسرى التي عادت رفات. ذاكرة الكويتيين الذين عاشوا فترة “الكابوس” الحرب التي تشبعت بالعديد من الحكايات والقصص والمواقف يسردونها لنا لتكون شاهدة على جريمة بحق الأرض والإنسان.
وعبّر عدد من الكويتيين المقيمين بمحافظة الخفجي من خلال شهاداتهم عشية ذكرى الغزو العراقي للكويت؛ فتقول “أم جراح” ذات الـ45 عامًا بأنها لن تنسى ذلك اليوم العصيب، والذي استيقظت فيه على صوت والدة زوجها تتصل بابنها في العمل وهو ضابط بالجيش الكويتي والذي استُشهد لاحقًا.
وتواصل “أم جراح” حديثها: طلب زوجي أخذ العائلة والتوجه للسعودية.. عشنا الرعب ونحن في طريقنا للهروب إلى الخفجي؛ خوفًا من ملاحقة الجنود العراقيين لسيارتنا. لا أُخفي أننا بمجرد وصولنا لمنفذ الخفجي أحسسنا بأمان يخالطه القلق على مصير زوجي رحمه الله.
وتشارك “أم ناصر القحطاني”، من منطقة الجهراء، التي هي أول من عبرتها الدبابات والجنود العراقيون. وهي التي عاصرت الشهور الثلاثة من الغزو قبل تمكنها من الخروج إلى الأراضي السعودية، والتحاقها بمن سبقوها من الكويتيين؛ فقد أسهبت في سرد جميع ما تحتفظ بها ذاكرتها من أحداث كانت شاهدة عليها من عملية نهب وسرقة للبيوت، ومن ضمنها بيت جارتها الأردنية على يد الجنود العراقيين، وتضيف: تعرضنا لحرب نفسية لا توصف أنا وعائلتي التي تم تهريبها على فترات بعد اتفاق مع ضابط عراقي مقابل المال.. ولا يمكن من الجانب الآخر نسيان مواقف بلدي الثاني المملكة العربية السعودية، وشعبها وملكنا فهد بن عبدالعزيز- رحمه الله- حينما فتحوا لنا الحدود والدخول من غير إثبات أو أوراق رسمية.
ويضيف “محمد” الذي كان يبلغ إبان الغزو 22 سنة وهو الطالب بكلية الحقوق أنه لم يرَ أبشع من صور الانتهاكات البشرية والإنسانية التي شهدها؛ فقد مُنع من استكمال علاج أخته من ذوي الاحتياجات الخاصة، وأضاف: حاولوا تكرار اعتقال أخته؛ بحجة التحقيق تارة، وبحجة أنها مشتبه فيها بنشر منشورات ضدهم، وما كان منا إلا مفاوضتهم وخروجنا مقابل إعطائهم أثاث المنزل.
وتختم “تحرير” أن الغزو هو الكابوس الذي لا يمكن نسيانه من ذاكرة الكويتيين حتى بعد مرور 25 عامًا.. حفظ الله المملكة وشعبها وحكامها، ورحم الله حبيب الكويتيين الملك فهد بن عبدالعزيز.