بطل العالم في الخطابة لـ”المواطن”: تَغَلّبت على “التأتأة” على مسرح المدرسة

الثلاثاء ١٥ سبتمبر ٢٠١٥ الساعة ٥:٤٤ مساءً
بطل العالم في الخطابة لـ”المواطن”: تَغَلّبت على “التأتأة” على مسرح المدرسة

لم يدُر في خلد الشاب محمد عبدالله القحطاني الذي عانى منذ الصغر صعوبة التحدث والمشاركة في الإذاعة المدرسية بسبب “التأتأة” التي لازمته حتى اليوم، بأن يكون في يوم من الأيام بطل العالم في الخطابة (التوستماسترز) لعام 2015، وأن يسلط الضوء عليه كأفضل متحدث، بعد أن بلغ الخامسة والثلاثين من العمر.

 

وقال “القحطاني” لـ”المواطن”: “الحمد لله استطعت التغلب على التأتأة خلال مراحل دراستي برغم سخرية زملائي؛ لكن في المرحلة الثانوية نصحني أحد الزملاء بأني إذا أردت أن أتغلب على مشكلة التأتأة؛ فعلي الوقوف أمام الناس والتحدث، وبالفعل بدأت أشارك في الإذاعة المدرسية، وعلى الرغم من رؤيتي لبعض الناس وهم يضحكون عليّ؛ لكني استمررت بالمشاركة حتى تمكنت من تخفيف التأتأة أكثر وأكثر”.

 

ودرس “القحطاني” الابتدائية والمتوسطة والثانوية في محافظة أحد رفيدة في منطقة عسير، وأكمل تعليمه من خلال بعثة أرامكو إلى جامعة أريزونا في الولايات المتحدة الأمريكية، ويعمل كمحلل أنظمة المعلومات في أرامكو.

 

تكريم خادم الحرمين خطوة للأمام

وتحدّث بطل العالم في الخطابة محمد القحطاني حول زيارته لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والتكريم الذي حظي به مؤخراً؛ مبيناً أن “كلماته -حفظه الله- عند مقابلته كانت من أجمل الكلمات التي سمعتها وهي المحفز في الاستمرار في بناء منظومة من الخطابيين في المملكة مستقبلاً”.

 

جاء ذلك خلال احتفالية تكريم نظّمها الناشط الاجتماعي الشيخ عبدالرزاق التركي الداعم لنادي التوستماسترز بالمنطقة الشرقية، أمس الأول، بفندق المعيبد بالخبر بحضور رئيس جمعية العمل التطوعي بالمملكة نجيب الزامل ونخبة من المسؤولين ووجهاء المجتمع والإعلاميين.

 

“القحطاني” يطالب بتخصيص مسابقة عالمية باللغة العربية

وعن كون لغة المسابقة بالإنجليزية، أشار “القحطاني” إلى أن هناك مسابقة تقام مرة في العام على مستوى المملكة باللغة العربية، وأخرى باللغة الإنجليزية والفائز في اللغة الإنجليزية يرشح للمشاركة في المسابقة الدولية على مستوى العالم؛ مطالباً بتبني مسابقة دولية في الخطابة باللغة العربية.

 

وتابع: “الخطابة عندنا كعرب في دمائنا منذ زمن النبي صلى الله عليه وسلم؛ فلماذا لا تكون هناك مسابقة باللغة العربية تشارك فيها دول الخليج وجميع الدول العربية، وتتبناها السعودية أو تقام كل عام في دولة معينة، ويكون لها تغطية إعلامية، والفائز يتوّج كأفضل خطيب عربي”؛ منوهاً بوجود أكثر من 250 نادياً للخطابة (توستماسترز)، و40 منها باللغة العربية.

 

غياب الرعاية لخطباء العربية

وانتقد “القحطاني” غياب رعاية ودعم أندية الخطابة بالمملكة من الجهات الحكومية والخاصة، والذي ينذر بتلاشي حظوظ كثير من الشباب السعودي بفرصة المشاركات العالمية.

 

على الجانب الآخر تسعى الجهات الحكومية -وخاصة من شارك مسؤولوها في هذه الاحتفالية- لتبني برامج مخصصة للخطابة والإلقاء ودعم المواهب الشابة؛ من خلال الدخول في شراكات دائمة مع نادي المنطقة الشرقية للخطابة (التوستماسترز)، والعمل على دعم الشباب الذين يجيدون فن الخطابة، ووضع خطة عمل طويلة المدى، ومن أبرز هذه الجهات: مكتب رعاية الشباب، وصندوق الأمير سلطان لتنمية المرأة بالمنطقة الشرقية.

 

من جهة أخرى، أوضح منظم التكريم الناشط الاجتماعي عبدالرزاق التركي، أن “هذا التكريم جاء للاحتفاء بأحد أبطال المملكة؛ حيث إن تكريم خادم الحرمين الشريفين والحديث مع محمد القحطاني وتهنئته بالفوز، أسعدنا، وكان محفزاً لنا جميعاً لعمل ما يليق بقيمة المنجز؛ معلناً أن الأشهر المقبلة ستشهد نقلة نوعية في نادي “التوستماسترز” بالمنطقة الشرقية، بعد أن أبدت العديد من الجهات التعامل مع النادي في إقامة دورات تطويرية في فن الخطابة، والعمل على إنشاء جيل يجيد الحديث مع الآخر”.