بعثة حقوق الإنسان العربية: #الحوثيون سبب مآسي اليمنيين

الخميس ١٧ سبتمبر ٢٠١٥ الساعة ١٢:١٥ صباحاً
بعثة حقوق الإنسان العربية: #الحوثيون سبب مآسي اليمنيين

أنهت لجنة حقوق الإنسان العربية “لجنة الميثاق”- مؤخرًا- مهمة ميدانية استهدفت الاطلاع على أوضاع حقوق الإنسان في الجمهورية اليمنية خاصة مدينة عدن، بوصفها دولة طرف في الميثاق العربي لحقوق الإنسان، إثر تلقي اللجنة دعوة من الحكومة اليمنية.
وأوفدت اللجنة خلال الفترة من 11 إلى 13 سبتمبر 2015 بعثة لزيارة مدينة عدن؛ للاطلاع على واقع حالة حقوق الإنسان فيها، على خلفية ما شهدته من أعمال عسكرية من أطراف الحرب الدائرة بين قوات الحكومة والمتمردين على الشرعية، والذين كانوا سببًا في كل مآسي الشعب اليمني.
وقد اطلعت البعثة- في إطار ولاية اللجنة- على مدى تمتع المواطنين اليمنيين في مدينة عدن بحقوقهم وحرياتهم التي كفلها الميثاق العربي لحقوق الإنسان، وتم إجراء لقاءات مع كل الأفراد والمؤسسات ذات الصلة بعملها وتحقيق غايات مهمتها.
ووقفت البعثة أمام العديد من القضايا المتعلقة بأوضاع حقوق الإنسان في مدينة عدن، والمآسي الإنسانية والبنيوية التي رافقت الأعمال الحربية بسبب القنص والقتل للمواطنين والتدمير للعمارات والأبنية والمنازل السكنية والمنشآت الخاصة والعامة وغيرها، وتأسف البعثة لوقوع انتهاكات جسيمة لأحكام الميثاق العربي لحقوق الإنسان، وتبين من خلال الجولات الميدانية للجنة واللقاءات التي أجرتها خلال زيارتها وشهود العيان الذين التقتهم أنها ارتُكبت من جانب قوات التمرد “الحوثي وحلفائهم” ضد المدنيين أثناء حصارهم ومن ثم سيطرتهم على مدينة عدن.
وتؤكد البعثة على أن هذه الهجمات والقصف العشوائي للمناطق المأهولة بالسكان المدنيين في أحياء مدينة عدن، علاوة على عدم التمييز بين المدنيين والمحاربين، قد أدّى إلى قتل وجرح وتشريد الآلاف من المدنيين وتدمير البنية الأساسية المدنية في انتهاك جسيم لقوانين الحرب، وستعمل اللجنة على توثيق هذه الانتهاكات؛ حتى لا يفلت مرتكبوها والمخططون لها من طائلة الملاحقة لارتكاب جرائم حرب والإفلات من العقاب.
والبعثة قلقة جدًّا للممارسات غير الإنسانية لهذه الميليشيات ومخالفتها للقانون الدولي والإنساني، والتي شملت التعذيب والإعدام خارج القانون والاعتقال التعسفي والعديد من حالات الاختفاء القسري والتجنيد الإجباري للأطفال ضمن هذه الميليشيات وأعمال التخريب والسلب والتهجير القسري للمدنيين وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين لها في المناطق المحاصرة.
وتنظر البعثة بقلق إلى تفاقم الوضع المعيشي بمدينة عدن جراء توقف الخدمات العامة وتدمير البنية التحتية لها، وبخاصة في الكهرباء والمياه والصحة والتعليم والصرف الصحي وانتشار الأوبئة كحمى الضنك، وتؤكد على أهمية سرعة العمل لإعادة الخدمات العامة للمواطنين وبناء المؤسسات واحترام سيادة القانون وحقوق الإنسان. كما تشيد بالجهود المبذولة في سبيل إعادة التيار الكهربائي وإمدادات المياه، وتشغيل المستشفيات العامة وإعادة العملية التعليمية بعد توقفها وتشيد بجهود العون والإغاثة المكثفة من الدول المشاركة في التحالف المساند للحكومة اليمنية لعودة الحياة إلى طبيعتها في مدينة عدن، ولاحقًا في كل المدن التي شملتها الحرب.
وتشعر البعثة بقلق جراء تفاقم الوضع الأمني والإنساني في الجمهورية اليمنية وبروز مشكلة اللجوء والنزوح، وتناشد الدول العربية والمؤسسات والهيئات الدولية والمجتمع الدولي إلى زيادة حجم الإغاثة الإنسانية المقدمة للشعب اليمني بعامة واللاجئين والنازحين بخاصة.
وترحّب اللجنة بلجنة التحقيق الوطنية التي أنشأتها اليمن للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان والتي ستعمل باستقلالية كاملة، آملة أن يكون لأعضائها الذين تم اختيارهم من الشخصيات التي عُرفت بالجدية والاستقلالية والعمل القضائي والحقوقي الأثر الكبير في الوصول إلى الحقائق.
ومن جهة أخرى تناشد اللجنة مجلس الجامعة العربية والمجتمع الدولي أيضًا لمواصلة الجهود الرامية إلى إيجاد حل للأزمة الإنسانية المتفاقمة في اليمن، واستعادة السلام والوحدة الترابية، والاستقرار المنشود في الجمهورية اليمنية.