هروب السفير الإيراني من صنعاء.. إقرار بفشل المشروع الفارسي في #اليمن

الأربعاء ٩ سبتمبر ٢٠١٥ الساعة ١:٢٨ مساءً
هروب السفير الإيراني من صنعاء.. إقرار بفشل المشروع الفارسي في #اليمن

فيما العاصمة اليمنية صنعاء مستغرقة تماماً في تداعيات واقعها اليومي للحرب، وفي غفلة من أهلها، استطاع السفير الإيراني سيد حسين نام التسلل من صنعاء برفقة نائبه، ويبدو أن هذا التسلل جرى بليل وتحت جنح الظلام، دون إعلان رسمي أو شعور من أحد، ولقد تعددت روايات فرار السفير الإيراني الاثنين الماضي من صنعاء، واللافت في استقراء هذه الروايات بما فيها رواية وزارة الخارجية الإيرانية، هو اتفاقها في تأكيد المغادر واختلافها في تسمية ما أقدم عليه السفير إن كانت عودة طبيعية إلى بلده لقضاء إجازة أم هروب طبقاً لحجج قوية يصعب دحضها أو تجاهلها في هذا الصدد.

ساعة الحسم
وأياً كان الاختلاف والتباين بين الرويات، فالمؤكد أن واقعة هروب السفير الإيراني تمثل فصلاً جديداً تماماً ومهم في فصول الصراع الدائر الآن في اليمن بين قوى الشرعية ومليشيات الانقلاب المدعومة من إيران؛ لما يحمله من دلالات واضحة على تيقن طهران بقرب ساعة إقرار الحسم التي تعلن فيها هزيمة الانقلابيين الحوثيين ومن شايعهم من مليشيات المخلوع على صالح، بالإضافة ما تكشف عنه الواقعة من إقرار إيران بهزيمة مشروعها في اليمن.
الفرار الكبير
في الوقت ذاته، فإن فرار السفير الإيراني من صنعاء يحتاج إلى تحليل عميق لكل المعطيات المتاحة حول واقعة الهروب الكبير؛ بغية فهم أسبابه ودواعيه، والكيفية التي جرى بها بالنظر إلى السيطرة الجوية والبحرية التامة للتحالف العربي على أجواء اليمن وسواحله.

 

تخوف طهران
وتتركز أسباب الهروب، حول خشية طهران على حياة سفيرها بعد اشتداد القصف الذي تتعرض له مواقع ميليشيات الحوثي والمخلوع على صالح، والخوف من ردة فعل الشعب اليمني حيال السفير بعدما قال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين: “إن الحكومة اليمنية استطاعت رصد وتسجيل المكالمات التي تجريها السفارة، مما أكد أن السفارة تعد غرفة العمليات العسكرية الخاصة بالحوثيين”، وهذه مقولة تدرك الأجهزة الأمنية الإيرانية تبعاتها جيداً في إطار المكابدة المأساوية لليمنيين من الحرب وحساب ردود أفعالهم المحتملة في هذا الإطار، لا سيما مع ما يلوح في الأفق من قرب دخول القوات العربية إلى صنعاء وتحريرها من قبضة الحوثيين الذين يحفظون أمن السفير والسفارة.

 

الطائرة العمانية
ومن بين الأسئلة المهمة التي تحتاج إلى إجابة، تفسير الكيفية التي هرب بها السفير الإيراني من صنعاء، وفي هذا الإطار تشير الروايات إلى أن السفير الإيراني وطاقم السفارة غادروا على متن طائرة عمانية مساء الاثنين الماضي، بالتزامن مع عودة وفد الحوثيين والممثلين عن حزب المؤتمر الشعبي، الذي يتزعمه المخلوع علي صالح، من مسقط إلى صنعاء.

 

تحذير روسيا
والمؤشرات تؤكد صحة هذه الرواية تماماً، في ضوء سيطرة التحالف على الأجواء اليمنية وصعوبة ترتيب إجراءات رسمية لعودة السفير الإيراني إلى طهران دون إذن من التحالف، ويدعم ذلك رواية صادرة عن أطراف قريبة من ميليشيا الحوثي ذكرت أن روسيا لفتت انتباه إيران إلى ضرورة مغادرة سفيرها لصنعاء بعد علمها المؤكد بقرب إعلان ساعة الصفر من قبل قوات التحالف والجيش الوطني لمعركة تحرير صنعاء.

 

المغزى والدلالات
لا تشكيك إذاً في هروب السفير الإيراني من صنعاء خاصة مع تأكيد المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم لنبأ وصول السفير بالفعل إلى طهران، فالمهم هو الوقوف أمام مغزى ودلالات فرار السفير من صنعاء حتى مع قبول نفي أفخم لتفسر مسلك السفير بأنه هروب، وإصرارها على أنه عودة لقضاء إجازة كانت مقررة سلفاً، فنفي أفخم ليس أكثر من إزالة للحرج عن طهران وحفظ لماء وجهها فقط، أما مغزى الهروب فينطوي على إقرار إيران بفشل مشروعها الفارسي الصفوي للهيمنة على اليمن، وتخطيطها لاستغلال هذه الهيمنة في تهديد أمن المملكة والإخلال بالتوازنات الأمنية في المنطقة.