الإرهاب في اليمن من #القاعدة إلى #داعش لجيش عدن أبين.. فتش عن المخلوع

الأحد ١١ أكتوبر ٢٠١٥ الساعة ١٠:٢٥ مساءً
الإرهاب في اليمن من #القاعدة إلى #داعش لجيش عدن أبين.. فتش عن المخلوع

ما أن وقع التفجير الإجرامي الذي استهدف مقر الحكومة اليمنية في عدن الأسبوع الماضي، ونجا أعضاؤها بأعجوبة من موت محقَّق، حتى تسابقت جماعات إرهابية لتبنّيه، وبعد تتبع خيوط الجريمة وفق ما صرّح به وزير الخارجية اليمني رياض ياسين أن السيارة المفخخة التي نُفّذ بها الحادث الثلاثي هي إحدى مركبات وممتلكات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، الأمر الذي كشف جليًّا مدى العلاقة الوثيقة بين “صالح” وتلك التنظيمات على مدى العقود الماضية.الارهاب-في-اليمن
مظلة نشاطات القاعدة
فمن بين آلاف الرسائل التي عُثر على أرشيف منها لزعيم القاعدة أسامة بن لادن في منزله الذي قُتل فيه، كانت إحداها التي يوصي فيها زعيم التنظيم في اليمن أبو بصير الوحيشي أن اليمن “بمثابة مظلة للنشاطات الجهادية”، ويرى ابن لادن في رسالته أن يكون ملاذًا آمنًا للقاعدة وهادئًا لبناء جيش احتياطي للتنظيم، ويحذّر ابن لادن ألا يكون هناك تسرّع إطلاقًا لإسقاط نظام المخلوع، الذي يرى منه مظلّة ساترة لتمدُّدهم، داعيًا أن يكون أحد قادة التنظيم البارزين من الجنوب اليمني.
الزواج والشهود!
هذه الوصايا تبعث كرسائل مشفّرة، وفي مضمونها قرارات تُسَلَّم عن طريق مبعوثين سريين وبشفرات متعارف عليها، ولا تُسَلَّم للطرف الآخر إلا في ظروف أمنية محكمة؛ حتى لا يتم اصطيادهم بطائرات بدون طيار، ويُعتد بهذه الرسائل وتُنَفَّذ بكل تفاصيلها.
وكشفت هذه الرسالة وغيرها مما يشابهها جانبًا من العلاقة الوثيقة بين التنظيم الإرهابي والمخلوع صالح، في بلدٍ انتشر فيه الفقر والإرهاب؛ لتتأكد أكثر من ملامح أن هذا الزواج الكاثوليكي بينهما استمر طويلًا دون انفصال، وبرزت إرهاصات ونذر ووقائع ودلائل تُبيّن جوانب كثيرة.
ومن أحد شهود هذا التزاوج ما فجّره مؤخرًا ما يُعرف بـ”مخبر القاعدة” على قناة “الجزيرة” عن لقاءات زعيم التنظيم ناصر الوحيشي في اليمن بابن أخي علي عبدالله صالح رجل الاستخبارات الأول في حكومة صالح، وتدبير عدد من التفجيرات داخل وخارج اليمن، بدعم وتمويل من الأخير؛ بهدف إخافة شعبه، وترويعهم واستجلاب الدعم الدولي من ناحية أخرى.
جيش عدن أبين
وعُرف عن زعماء التنظيمات الإرهابية في اليمن علاقاتهم الوثيقة بالرئيس المخلوع، فبعدما كان قد خاض حروبًا ستة مع الحوثيين، ويصفونه بزعيم الإرهاب، عادوا إليه موالين، وهيّأ لهم الأسلحة، وخطط الانقلابات والاغتيالات، وهو من يصنع هذه الجماعات ويدعم توحشها، ولهدف أن يشتت استهداف ضربات التحالف التي ضيّقت الخناق عليه، ظهر الأسبوع الماضي بشكل مفاجئ طرف إرهابي غير الحوثيين، عبارة عن ابن جديد للإرهاب، ويدعى تنظيم “جيش عدن أبين” تبنى بعد “داعش” التفجيرين اللذين استهدفا مقر الحكومة اليمنية في عدن؛ مما يحيل التهم إلى المخلوع.
ووفقًا لتقارير إخبارية، كان علي صالح قد استخدم زعماء من القاعدة لخوض حربه في التسعينيات؛ لضم الجنوب، وفي حروبه الستة مع الحوثيين، إضافة لاستنكار المجتمع الدولي من حادثة هروب قادة تنظيميين في القاعدة من سجونه في ٢٠٠٦م، متذرعًا لوسائل الإعلام بأنهم حفروا خندقًا أسفل السجن عن طريق ملاعق الأكل، حتى وجدوا منفذًا من أسفل السجن للهرب.
ويواجه المخلوع الآن قرارًا من الأمم المتحدة ٢٢١٦ بملاحقته وتضييق الخناق عليه وحجز أمواله، لكن ما زال يمارس الحرب ضد شعبه ويهجرهم ويقتلهم، رافضًا الانصياع لقرارات الأمم المتحدة.
ويخشى مراقبون من عملية غدر وخيانة توهم المجتمع الدولي بعد حادثة تفجير مقر خالد بحاح، حين بعث برسالة إلى الأمين العام بان كي مون يفيده عشية التفجير الإرهابي أنه سيطبق قرارات ٢٢١٦، سيما وأنه والحوثيين جُبلوا على الخداع والتمويه والغدر السافر.