مفاوضات الـ8 ساعات بفيينا.. لا اتفاق على مصير #الأسد واجتماع جديد خلال أسبوعين

الجمعة ٣٠ أكتوبر ٢٠١٥ الساعة ٩:٣٠ مساءً
مفاوضات الـ8 ساعات بفيينا.. لا اتفاق على مصير #الأسد واجتماع جديد خلال أسبوعين

أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، انتهاء الاجتماع الدولي حول سوريا، الذي بدأ صباح الجمعة في فيينا بعد ثماني ساعات من المفاوضات، بنقاط توافق وخلاف؛ على أن يُعقد اجتماع جديد خلال أسبوعين.

وقال “فابيوس”: “لقد تطرقنا إلى كل المواضيع حتى الأكثر صعوبة منها. هناك نقاط خلاف؛ لكننا تقدمنا بشكل كافٍ يتيح لنا الاجتماع مجدداً بالصيغة نفسها خلال أسبوعين”.

وقال وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، لدى قراءته بيان فيينا: إن المشاركين في الاجتماع اتفقوا على الإبقاء على سوريا موحدة، وإن المحادثات بين المعارضة ونظام الأسد يجب أن تقود لدستور وانتخابات.

وأكد كيري: “اتفقنا على أن وحدة سوريا وبقاء مؤسساتها عنصر جوهري”.

وقال كيري: إنه اتفق مع كل من “لافروف” و”ظريف” على أن سوريا تحتاج إلى خيار آخر، وهذا يتطلب العمل مع كل الفصائل، ويجب إنهاء الاقتتال، وهذا هو مغزى الاجتماع برغم خلافاتنا.

وأضاف كيري: “لهذا أعلن الرئيس أوباما تصعيد الحرب ضد داعش في شمال سوريا؛ حيث ستنسق مجموعة قوات خاصة محدودة العدد بين المعارضة السورية وقوات التحالف ضد داعش”، كما أنه “لا سبيل لمحاربة داعش خارج المرحلة الانتقالية السياسية”؛ حسب كيري.

ومن جهته، قال وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف بشأن المحادثات: “اتفقنا على محاربة داعش والجماعات الواردة في قائمة الأمم المتحدة”؛ مؤكداً بقوله: “لم نتفق على مصير الأسد؛ فهذا شأن الشعب السوري”؛ حسب تعبيره.

وقبل ذلك، نقلت وكالات أنباء روسية عن وزير الخارجية العراقي قوله الجمعة: إن فيينا ستستضيف الاجتماع متعدد الأطراف بشأن سوريا الأسبوع المقبل.

وأضاف الوزير أن “محادثات الجمعة حول حل الأزمة السورية أخفقت في الاتفاق على دور الرئيس السوري بشار الأسد في العملية السياسية”.

وجاءت هذه التصريحات الأولى من لقاء جَمَعَ ممثلي 17 دولة بينها الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وإيران؛ محادثات غير مسبوقة في فيينا الجمعة لبحث مصير الأسد.

وتوافد أعضاء الدول المشاركة في الاجتماع الموسع حول سوريا، إلى مقر الاجتماعات في فيينا، والدول هي: (السعودية، وروسيا، والولايات المتحدة، وتركيا، وفرنسا، والعراق، والأردن، ولبنان، وإيران، ودول من الاتحاد الأوروبي).

والتقى الأطراف الدبلوماسيون الرئيسيون في الملف السوري بينهم السعودية وإيران، لأول مرة الجمعة في فيينا؛ لبحث فرص إيجاد تسوية سياسية للنزاع المستمر منذ أكثر من أربع سنوات في هذا البلد.

وفي منعطف دبلوماسي لافت في الأزمة السورية، تُشارك إيران (حليفة نظام دمشق) في محادثات فيينا؛ مما يشكل مؤشراً إضافياً على عودة طهران إلى “صفوف الأسرة الدولية” بعد بضعة أشهر على توقيع اتفاق حول برنامجها النووي.

وكان وزراء الخارجية الأمريكي والروسي، والسعودي عادل الجبير، والتركي فريدون سينيرلي أوغلو، قد عقدوا جولة محادثات أولى الأسبوع الماضي في فيينا، أبرزت إمكانية إجراء محادثات بين ممثلي الدول ذات المواقف المتباينة حول الملف السوري، وقد التقى الوزراء الأربعة مجدداً مساء الخميس.

عقدة الأسد

وتتعلق العقدة الرئيسة في المفاوضات بمستقبل نظام بشار الأسد؛ فقد أكد “فابيوس” هذا الأسبوع أن واشنطن وباريس وحلفاءهما الغربيين والعرب، يريدون التفاوض حول “جدول زمني محدد” لرحيل رئيس النظام السوري.

وروسيا التي أطلقت في 30 سبتمبر حملة قصف جوي في سوريا معلنة استهداف المجموعات “الإرهابية”، تتهم بقصف الفصائل المعارضة للنظام من أجل تعزيز موقع الأسد؛ فيما تتمسك موسكو وطهران بمنحه دوراً في مرحلة الانتقال السياسي في سوريا.

أما الرياض فتُبدي موقفاً متشدداً بهذا الصدد، عبّر عنه مجدداً وزير خارجيتها؛، إذ أكد –الخميس- لـ”بي بي سي” أن بشار الأسد “سيرحل؛ إما نتيجة عملية سياسية، أو لأنه سيخلع بالقوة”.

وشدد وزير الخارجية الإيراني -قبل رحيله إلى فيينا- على مبدأيْ “عدم التدخل في شؤون سوريا الداخلية”، و”احترام سيادة البلد وحق الشعب السوري في تقرير مصيره”؛ بحسب ما نقلت عنه وكالة “إيرنا” الرسمية.

من ناحية أخرى، قال كريم بيطار، مدير البحوث في معهد العلاقات الدولية الفرنسي: إن “موافقة السعوديين على حضور إيران مهمة في حد ذاتها؛ ولهذا يمكننا أن نتوقع أن هذا الاجتماع لن يُعقد من أجل لا شيء”.

وأضاف أن “السؤال الآن هو معرفة إن كان الروس والإيرانيون سيقترحون فترة انتقالية طويلة جداً تمتد إلى ما لا نهاية. هناك فرق كبير بين الحديث عن فترة ستة أشهر أو فترة سنتين”.