المفتي يُحذّر الشاب من الانسياق وراء الإشاعات والفِرَق الضالة

الجمعة ١٣ نوفمبر ٢٠١٥ الساعة ٨:٥٩ مساءً
المفتي يُحذّر الشاب من الانسياق وراء الإشاعات والفِرَق الضالة

أوصى سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، بتقوى الله تعالى حق التقوى؛ مبيناً أن الإسلام اهتم بشأن الشباب ودورهم في المجتمع المسلم؛ وذلك بتربيتهم من الصغر حتى اشتد عودهم وصلحوا للفتوة والقوة وتحمل المسؤولية الشرعية.

وأشار المفتي إلى أن الشريعة الإسلامية أوكلت إلى الأبوين تربية الأبناء والبنات، قال الله جل وعلا: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة}، ويقول صلى الله عليه وسلم: (كلكلم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته؛ فالإمام راعٍ ومسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها)”.

وقال المفتي -في خطبة الجمعة التي ألقاها في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض، اليوم الجمعة: إن للأبوين دور فعال في إصلاح أولادهم بتوفيق الله ورحمته؛ ذلك أن الأسرة هي اللبِنَة الأولى التي يتربى فيها الشباب ويتلقون فيها الرعاية والتربية والتوجيه الحسن.

وحث “آل الشيخ” على غرس التوحيد في نفوس الشباب، وتوحيد الله، وتعظيمه، وتعظيم شرائعه؛ لتقر نفوسهم بالإيمان بالله، وأنه رب كل شيء وخالقه؛ بأرضه وسمائه وجباله وسهوله، وأن الخلق كلهم خلقه، لا خالق غيره، قال تعالى: {وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء}.

وأفاد المفتي بأن كل خلق تَعَلّمه الأب؛ فإن أبناءه سيقتدون به؛ فبر الوالدين والعفة عن محارم الله أمانة؛ مؤكداً أن الأبناء إذا رأوا من الوالدين الصدق والقول والمثل الأعلى للأعمال الفاضلة، اقتدوا بهما وعملوا مثلما يعملان؛ لأن الأبناء الصغار يتربون على أخلاق آبائهم؛ لذلك على الجميع أن يكونوا قدوة صالحة لأبنائهم.

وقال سماحته: “أيها الأب أنت قدوة لأبنائك في الخير والشر؛ فاتق الله فيهم، وربّهم على الخير والصلاح؛ فإنك إن كنت قدوة لهم صالحة في الأقوال والأعمال اقتدوا بك، وأن رأوا منك بذاءة في اللسان وسباباً وشتاماً ولم تبعد عن القيل والقال أو انتهاك محارم الله؛ فأنت لهم هنا قدوة سوء”؛ مُحَذّراً من أن يكون أحدنا قدوة سوء، ولتكن قدوة صالحة لأبنائك في الخير وفعل الأعمال الصالحة.

وحذّر “آل شيخ” من النزاع بين الزوجين، وأن يسمع الأبناء والبنات نزاعات الوالدين وخصامهما؛ مشيراً إلى أن هذا يزرع في قلوبهم بغضاً لأحد الأبوين وموقفاً سيئاً من أحد الأبوين؛ موصياً بتقوى الله في ذلك؛ مبيناً أن أي نقاش بين الآباء والأمهات يجب أن يكون سرياً لا يشعر به الأبناء؛ حاثاً على الحرص على ألا يسمع الأولاد كلمات سيئة عن أمهم أو أن يسمعوا من أمهم كلامات سيئة عن أبيهم.

كما حذّر سماحة مفتي عام المملكة فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز آل الشيخ، الشاب من الانسياق وراء الإشاعات والأكاذيب والأراجيف التي لا خير فيها، وتملأ القلوب بالحقد والبغضاء على المجتمع المسلم، والحرص على البعد عن مَن يدعوك إلى الخروج على أولاد عمك أو السعي والخروج مع تلك الفئات المختلة والمناهج السياسية المضطربة التي لا تعلم خيرها من شرها.

وتابع سماحته القول: “فلنتق الله في أنفسنا وديننا، ولنحذر من دعاة السوء، ولنلزم ولاة أمرنا، ولنتعاون معهم على البر والتقوى، وإيانا والانسياق لهذه المبادئ والآراء الضالة؛ فكم دمروا من البلاد وأذاقوا ديارهم أنواع الشر والبلاء من هذه الأفكار السيئة المنحرفة عن مناهج الله”.

واختتم خطبته قائلاً: “فإياكم وإياهم من دعاة السوء، وكما قال صلى الله عليه وسلم: (دعاة على أبواب جهنم من أطاعهم ألقوه فيها)؛ فاتقوا الله يا شباب الإسلام، وإياكم والاقتراب من هذه الفئات السيئة وما تبثه من دعايات مضللة وأفكار سيئة وتغريدات خاطئة؛ ملؤها الكذب والافتراء والقدح بالناس وقتلهم، ونسبتهم إلى ما هم براء منه، وكونوا على ثقة بالله جل وعلا وبهذا الدين القويم”.