#الملك_سلمان يحصر تحديات العالم: الإرهاب واللاجئون والاقتصاد

الإثنين ١٦ نوفمبر ٢٠١٥ الساعة ٤:٢٩ مساءً
#الملك_سلمان يحصر تحديات العالم: الإرهاب واللاجئون والاقتصاد

[dropcap] [/dropcap] قد لا يخطئ أكثر بني الإنسانية بعداً عن الأحداث، أن ما يؤلمه شخصياً أشياء محددة لا تخرج عن ثلاثية “لقمة العيش، والشعور بالأمان، وتوفُّر الاستقرار”.

هذه الثلاثية البسيطة التي يشعر بها أي مواطن في أي مكان في العالم، من أي جنس أو قومية أو ديانة، لم تفُت على خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال كلمته أمام قادة قمة العشرين في أنطاليا التركية، حينما لخّص مرئيات كلمته في خواتيمها بأن العالم أمام ثلاث تحديات رئيسية هي “الإرهاب ومكافحته، واللاجئون ومشكلتهم، والاقتصاد وتعزيزه ونموه”؛ فهي نفس ثلاثية “لقمة العيش، والشعور بالأمان، وتوفُّر الاستقرار”؛ لكن بلغة أهل السياسة والاقتصاد.

وقد كانت رؤية الملك سلمان واضحة في تلك المطالبة الأوضح، حينما قال: “إننا أمامَ فرصةٍ مواتيةٍ للتعاونِ وحشدِ المبادراتِ للتوصلِ إلى حلولٍ عالميةٍ حقيقيةٍ للتحدّياتِ المُلحةِ التي تُواجهنا؛ سواءً في مكافحةِ الإرهابِ أو مشكلةِ اللاجئينَ أو في تعزيزِ الثقةِ في الاقتصادِ العالمي ونُموهِ واستدامتهِ، ونحنُ على ثقةٍ من خلالِ التعاونِ بيننا في أنّنا نستطيعُ تحقيقَ ذلك”.

آلام الإرهاب

وحين بدأ خادم الحرمين متأسفاً على عدم مشاركة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بسبب تفجيرات باريس، كان منطقياً في قرع الجرس عالياً منذ بداية خطابه، بآخر الأحداث التي هزّت العالم؛ حتى يضع النقاط  على الحروف جراء استمرار الإرهاب؛ وذلك بعد عزائه لكل أسر الضحايا ولكل الشعب الفرنسي؛ حتى يعلم الجميع حقيقة آلام الإرهاب.

وقال الملك سلمان في هذا الصدد: “نؤكدُ ضرورةِ مُضاعفةِ المُجتمعِ الدولي لجهودهِ لاجتثاثِ هذه الآفةِ الخطيرةِ ولتخليصِ العالمِ مِن شُرورها التي تُهدِدُ السِلمَ والأمنَ العالمييْنِ وتُعيقُ جهودنا في تعزيزِ النموِ الاقتصادي العالميِ واستدامته؛ فالحربُ على الإرهابِ مسؤوليةُ المجتمعِ الدوليِ بأسرهِ وهوَ داءٌ عالميٌ لا جنسيةَ لهُ ولا دين، وتجِبُ مُحاربتهُ ومُحاربةَ تمويلهِ وتقويةُ التعاونِ الدوليِ في ذلك”.

وكان الملك سلمان حريصاً على توضيح حجم معاناة السعودية حكومةً وشعباً من ويلات الإرهاب، وقال: “لَقدْ عانينا في المملكةِ مِن الإرهابِ، وحرِصنا -ولا زِلنا- على مُحاربتهُ بكُلِ صرامةٍ وحزمٍ، والتصدي لمنطلقاتهِ الفكريةِ؛ خاصةً تلكَ التي تتخذُ مِن تعاليمِ الإسلامِ مبرراً لها، والإسلامُ منها بريءٌ، ولا يخفى على كُلِ مُنصفٍ أنَّ الوسطيةَ والسماحةَ هي منهجُ الإسلام، ونتعاونُ بكلِ قوةٍ معَ المجتمعِ الدولي لمواجهةِ ظاهرةِ الإرهابِ أمنياً وفكرياً وقانونياً”.

كما أشار الملك سلمان  إلى أدوار السعودية المهمة عالمياً في مجال مكافحة الإرهاب من منابعه وجذوره، وقال: “اقترحت المملكةُ إنشاءَ المركزِ الدولي لمُكافحةِ الإرهابِ تحتَ مِظلةِ الأممِ المتحدةِ وتبرعت له بمائةٍ وعشرةِ ملايينِ دولار، وندعو الدولَ الأخرى للإسهامِ فيهِ ودعمِه لجعلهِ مركزاً دولياً لتبادُلِ المعلوماتِ وأبحاثِ الإرهابِ”.

مهدِّدات الاقتصاد

لم يكن الأمر مستعصياً لشرح المشكلة الاقتصادية في مختلف دول العالم، حينما أوجز خادم الحرمين في إيضاح أهم مهدِّدات الاقتصاد العالمي، من خلال عدم الاستقرار السياسي والأمني في مواقع مختلفة في العالم؛ لا سيما المنطقة العربية والشرق أوسطية، التي تتوسط العالم الراهن وحضاراته القديمة والحديثة، ولها الكثير من المغازي السياسية والاقتصادية والثقافية والفكرية.

وقال الملك سلمان بإيجاز في هذا الصدد: “إنَّ عدمَ الاستقرارٍ السياسي والأمني مُعيقٌ لٍجُهودنا في تَعزيزِ النموِ الاقتصادي العالمي وللأسف تُعاني منطقتنا مِن العديدِ مِن الأزماتِ، ومن أبرزها القضيةُ الفلسطينيةِ، والتي يتعين على المُجتمعِ الدولي مواصلةَ جهودهِ لإحلالِ سلامٍ شاملٍ وعادلٍ يضمنُ الحقوقَ المَشروعةَ للشعبِ الفلسطيني الشقيق، بِما في ذلكَ إقامةَ دولَته المستقلةَ وعاصمُتها القدسُ الشريف، ويجبُ أن يكونَ للمجتمعِ الدولي موقفٌ حازمٌ تجاه الاعتداءاتِ الإسرائيليةِ المتكررةِ على الشعبِ الفلسطيني وانتهاك حُرمة المسجد الأقصى”.

أزمات اللاجئين

ثالثة المشاكل العالمية، ترتبط بانهمار اللاجئين من الجنوب إلى الشمال بشكل يومي مستمر، من مواقع مختلفة تشهد المزيد من الصراعات، ولعل من أبرزها تداعيات الأزمة السورية المستمرة.

وعن أوضاع سوريا، قال خادم الحرمين: “بالنِسبةِ للأزمةِ السوريةِ وما نَتجَ عنها مِن تدميرٍ وقتلٍ وتهجيرٍ للشعبِ السوري الشقيق؛ فعلى المجتمعِ الدولي العَمل على إيجادِ حلٍ عاجلِ لها وفقاً لمقررات جنيف (1). وفيما يتعلقُ بمُشكِلةِ اللاجئينَ السوريين فلا يخفى على الجميعِ أنها نتاجٌ لمشكلةٍ إقليميةٍ ودوليةٍ هي الأزمةُ السورية، ونُثمنُ الجهودَ الدوليةَ -وخاصةً جهودَ دولِ الجوارِ والدولَ الأخرى- في تخفيفِ آلامِ المهاجرينِ السوريينِ ومعاناتهم، ومن المؤكدِ أنَّ معالجة المشكلة جذرياً تتطلبُ إيجادَ حلٍ سلمي للأزمةِ السوريةِ والوقوفَ مع حقِ الشعبِ السوري في العيشِ الكريمِ في وطنهِ؛ فمعاناةُ هذا الشعب تتفاقمُ بتراخي المجتمعِ الدولي لإيجادِ هذا الحل”.

وأضاف موضحاً الموقف السعودي من الأشقاء السوريين في الداخل السعودي: “قد أسهمنا في دعمِ الجهودِ الدوليةِ لتخفيفِ معاناةِ الأشقاءِ السوريينَ، كما عاملنا الإخوةَ السوريين في المملكةِ بما يفوقُ ما نصّت عليهِ الأنظمةُ الدوليةُ المتعلقةُ بحقوقِ اللاجئينَ والمهاجرينَ والمغتربينَ”.

ولم ينسَ الملك سلمان تداعيات أزمة اليمن على الصعيدين السياسي والإنساني، وقال: “فيما يتعلقُ بالوضعِ في اليمنِ فإنّ المملكةَ ودول التحالف حريصةٌ على إيجادِ حلِ سياسي وفقَ قرارِ مجلسٍ الأمن رقم (2216)، كما أنها حريصةٌ على توفيرِ جميع المساعداتِ والإغاثةِ الإنسانيةِ للشعبِ اليمني الشقيق”.