عبدالرحيم مراد في لقاء مع “المواطن”: لا يجوز أن نسيء للسعودية

السبت ٢١ نوفمبر ٢٠١٥ الساعة ٧:٠١ مساءً
عبدالرحيم مراد في لقاء مع “المواطن”: لا يجوز أن نسيء للسعودية

– السعودية رأس العالم الإسلامي، وأعوذ بالله من تسييس موضوع الحج.

– ما يحدث في مكة والمدينة من تطوُّر قصة مميزة.
– موقف السعودية من مباراة فلسطين رائع.
– أحيي المملكة جدًّا على القمة العربية- اللاتينية.

فتح الحليف السني الأبرز لحزب الله اللبناني عبدالرحيم مراد، في حوار مع “المواطن”، النارَ على من يسيء للسعودية، واصفًا ما يحدث في مكة المكرمة والمدنية المنورة بـ”قصة مميزة”.

ورفض “مراد” في الوقت نفسه تسييس حادثة التدافع في منى، مشيرًا إلى أن صورة العالم العربي والإسلامي مؤلمة، محييًا في الوقت نفسه موقف السعودية من رفض لعب المنتخب لمباراته في رام الله.

 

وفيما يلي نص الحوار:

– نرحب بكم معالي الأستاذ عبدالرحيم وسؤالنا الأول.. وأنتم الآن للتو قد فرغتم من تأدية العمرة كيف ترى الوضعَ الإسلامي والعربي؟

– طبعاً الواحد سعيد جداً أنه بمكة والمدينة، والحمد لله آتي لتأدية العمرة والحج بشكل دائم، وبالمبدأ الذي شاهدته معالم هذه التوسعة الجديدة العظيمة التي تتم حالياً بمكة قصة مميزة، وأتذكر أن أول مرة بدأت بتأدية العمرة كان في عام 1967، وأقارن بين ذلك الوقت والآن وكمّ التطور الذي حصل في مكة والمدينة والمشاعر.. وهذا شيء يُعتز فيه وأتمنى المزيدَ والمزيد؛ لأن عدد المسلمين في العالم في تزايد.
فيما يتعلق بالوضع العربي بشكل عام: الصورة مؤلمة الحقيقة، هذا المشروع الذي هو مُخطَّط من قبل للأمة العربية، وللأسف الشديد يستهدفون هذه الأمة وبالتالي أوكد أن للأمة العربية عموداً فقرياً وهذا من وجهة نظري دائماً أطرحه في الإعلام.
هذا العمود الذي يتكون من عاصمة الراشدين ومن عاصمة الأمويين ومن عاصمة العباسيين ومن عاصمة الأيوبيين، والذي يعني من المدينة المنورة وهي السعودية ومن دمشق سوريا ومن بغداد العراق ومن القاهرة مصر وأعتبر أن هذا العمود الفقري رأسه العربي بمصر ورأسه الإسلامي موجود في السعودية وقلب الأمة النابض بسوريا والعراق، وعندما يلتقي هذا العمود الفقري أو دولُ هذا العمود الفقري مع بعضها تشكل أملاً لهذه الأمة أن يكون لها مكانٌ تحت شمس الغد، والدول كلها تتجه إلى إقامة الدول القارية مثل الاتحاد الأوروبي دولة قارية، ودول أمريكا اللاتينية المجتمعين في الرياض بينهم منظمة “الماري كسول “، أمريكا وأمريكا الشمالية والوسطى لديهم حلف الناتو مع أوروبا ويوجد دول “لبركس” كما نعلم جميعاً الصين والهند وروسيا والبرازيل وجنوب إفريقيا، فينا نتصور هذا العملاق الكبير الحاصل.. بين العمالقة هل يكون لنا نحن الـ 23 دولة عربية المنسقين بهذا الشكل هل يكون لنا مكان تحت شمس الغد؟
يجب أن نجد صيغةً من الصيغ للتعاون العربي وللتفاهم العربي وللتكتل العربي، التكتل الاقتصادي التكتل السياسي التكتل الأمني بكل المجالات؛ لتكون لنا مكانة.. العالم يستهدفنا لأننا نمتلك ثروات ونمتلك مكانة مميزة في القارة الأوروبية وربما يستهدف ديننا؛ لأنه دين ينتشر.. من هنا نحن نتطلع لهذه الدول -التي سميتها- أن تجد صيغة للتعاون وهي الوحيدة المؤهلة لتنقذ طبعاً مع احترامي لبقية الدول الأخرى الـ 23 كل دولة لها دورها والمفروض يكون لها دورها، لكن أنا أقصد العمود الفقري الذي يجمع هذه الدول وبالتالي يكون له دور للتفاهم مع هذه الدول ومساعدة هذه الدول، وهذا ما نتمناه في المرة القادمة لكي أيضاً ننهي الصراع الموجود على الساحات العربية بشكل عام.

– ما رأيكم بالحملة الإعلامية الأخيرة ضد السعودية. خاصة بعد حادثة منى؟

أنا منذ البداية قلت إنه حرام تسييس ما حدث في الحج وهذا الموضوع (حرام ما بيجوز)، ويمكن أنا خبرتي كبيرة فيما يتعلق بالحج، وأعتقد أن هناك سببين لهذا الذي حصل وهذه ليست أول مرة بالمناسبة، يعني حصلت بالرجم أثناء الرجم من 10 سنين ومرة بالأنفاق.. يعني كذا مرة حدثت، ويعود لأسباب منها جهل إخواننا المسلمين الذين يأتون معهم أطفال صغار ومعهم عجزة ولا يعرفون كيف يتصرفون بالتالي أي إرباك في هذا الضغط العظيم بهذه المناطق يؤدي للأسف الشديد لهذه المشاكل.
أنا أعتقد أن هذه المسألة ليست بعيدة عن مثل هذه الأسباب “مش” أعوذ بالله لا سمح الله أن تكون لها أسباب سياسية فتسييسها غلط الحقيقة كما أعتقد ولا يجوز أبدا أن تصل لهذا الموضوع، وقد تحدثت مع إخواننا المصريين عن رأيهم وقد فقدوا يمكن حوالي 200 حاج وقالوا أبدا هذا حادث عرَضي وممكن يحصل دائماً بأي تجمع.
أعتقد أن السعودية قدمت الكثير- تطوير أماكن مع المزيد من الطُّرقات أكثر من الموجود، مثلاً قصة الرجم قصة حضارية أصبحت بالأسلوب الأول كان فيه لغط كبير بتعرف يتدافعون عندما يخرجون وعندما يدخلون، بينما الآن أصبحت سهلة وسلسة وأُنشئ قطار ونأمل من السعودية أكثر، وتم عمل أوتوستراد ونأمل بالمزيد من الأوتوسترادات وهكذا دواليك، وأعتقد أنه يوجد قطار من مكة إلى المدينة ومن المدينة لجدة، وهذه قصص مهمة بيعملوها إن شاء الله. وأكرر وأقول لا يجوز تسييس الموضوع أبداً، وخطأ كبير أن أحداً يقول القضية مسيسة أو أحداً يسيس الموضوع.

– عُرف عنكم كثيراً تبنيكم للفكر العروبي والقومي كيف ترى الموقف السعودي برفض منتخب السعودية لكرة القدم لعب مباراة في رام الله ضد المنتخب الفلسطيني؟

القضية الفلسطينية أنا أعتبرها القضية العربية الأولى والقضية الإسلامية الأولى والقضية المسيحية الأولى أيضاً ولا يكون عربيًّا صادقاً مَن لا يعتبر هذه القضية قضيته، ولا يكون مسلمًا صادقاً مَن لا يعتبر هذه القضية قضيته، حتى ولا يكون مسيحيًّا صادقاً من لا يعتبر القضية قضيته، هذه الأماكن المقدسة الموجودة هناك “سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام.. ).
أنا أعتقد أنه موقف رائع من المملكة عندما رفضت المشاركة بمثل هذه المباريات، وأتمنى مش بس الذين أقاموا علاقات مباشرة إذا فُرض عليهم في ذلك الوقت ما يكملوا بحماس العلاقات، وأنا سعيد جداً بالشعب المصري على سبيل المثال بذل الكيان الصهيوني مجهوداً لتطبيع الشعب المصري ورفض الشعب المصري التطبيع، وإن شاء الله كل الدول العربية تقف موقف مقاطعة أي شيء يتعلق بالكيان الصهيوني.

– الإساءات المتكررة للسعودية الصادرة من بعض الأشخاص والجهات والاعلام في لبنان أحدثت صدى بالغ السوء في نفسية السعوديين تجاه لبنان.. تعليقكم؟
– نحن في لبنان ليس لنا مصلحة لنسيء للعلاقة مع أي دولة.. مؤتمر الطائف الذي عُقد هنا في السعودية وكان له فضل كبير في تهدئة الحرب الأهلية نص بالدستور على كلام واضح يجب أن تكون علاقات لبنان جيدة مع كل الدول العربية ومميزة مع سوريا، باعتبار التكامل الجغرافي والاجتماعي بين لبنان وسوريا، فالنص الدستوري يقول يجب أن تكون علاقاتنا جيدة ولا يجوز أن نسيء للعلاقة بين لبنان والمملكة.
والمملكة معروف أنها قدمت 30 مليار دولار ثم قدمت ملياراً آخر ولست أعلم فين صارت هذه صفقات الأسلحة ونأمل أن تنفذ قريباً.. المفروض أن تكون كل علاقاتنا جيدة مع كل الدول العربية بما فيها طبعاً وعلى رأسها المملكة مثل ما نقول لأنها قدمت المساعدات الدائمة وليست هذه المرة الوحيدة، ونتمنى أن ينتهي هذا الأسلوب من الهجوم، فهذا الأسلوب أنا لا أحبذه.. أعني هذا الأسلوب من الهجوم والإساءات بين الإخوة بين بعضهم بعضاً.

– ما رأيكم في عقد مؤتمر الدول العربية ودول أمريكا اللاتينية في الرياض ؟

أنا أُحيي المملكة على هذه الخطوة المهمة جداً جدا جداً وأنا ابن الاغتراب، عائلتي عائلة اغترابية وأعرف أهمية الاغتراب وخاصة بدول أمريكا اللاتينية الأرجنتين والبرازيل وفنزويلا وكولمبيا ودول أمريكا اللاتينية التي تضم من اللبنانيين تقريباً ما لا يقل عن 15 مليوناً بين كل دول أمريكا اللاتينية مع المنحدرين فينا، نتصور العرب من كل الدول العربية موجودين في أمريكا الجنوبية كم هو مهم أن احتضنت أبناءنا ويعاملونهم كأنهم منهم، ويوجد منهم النواب في منهم الوزراء وكبار التجار وكبار الصناعيين وكبار رجال الأعمال احتضنوهم بكل محبة وبكل ود، إضافة لدور أمريكا اللاتينية التي كانت تعتبرها الولاياتُ المتحدة الأمريكية أميركا الخلفية لها تمردت على هذه المقولة وأصبحت تتناغم قضايانا وتؤيد قضايانا العربية خاصة القضية الفلسطينية بالمحافل الدولية مؤخراً، ومن حق هذه الدول علينا أن نلتقي بهم وأن نعزز العلاقات من خلال القضايا الاقتصادية المشتركة؛ لذا البرازيل على سبيل المثال لديها المصانع الضخمة الكبرى مصانع السلاح الدبابات الطائرات الحربية الطائرات المدنية مصانع معدات السيارات البرادات.. نستطيع أن نقيم وأن نعزز علاقاتنا الاقتصادية مع هذه الدول بأمريكا اللاتينية وهذا مطلوب لنرد شيئاً من الجميل، إضافة إلى أن هذه الدول بوجود هذا التخريب فيما يتعلق بالعروبة وتشويه العروبة وتشويه الدين الإسلامي عند الرأي العام الغربي والأجنبي.. العالم الغربي والأجنبي مطلوب من كل هؤلاء أن يكونوا دعاة لتصحيح هذه الصورة الغلط التي وصلت عن الإرهاب، العرب ليسوا إرهابيين والإسلام ليس إرهاباً فالمفروض تصحيح هذه الصورة ومواجهة اللوبي الصهيوني، ومن هنا أعتقد أن المملكة بهذه الاجتماعات وبهذا المؤتمر سيكون لها دورٌ إن شاء الله ليس من خلال يومَي المؤتمر وإنما بالمواصلة والتواصل بشكل دائم مع هذه الدول من جهة ومع التجمعات العربية الموجودة في هذه الدول.