كي مون في #قمة_الرياض : التطرف تهديد يتزايد.. والمنطقة العربية دليل على ذلك

الأربعاء ١١ نوفمبر ٢٠١٥ الساعة ١٢:٠٤ صباحاً
كي مون في #قمة_الرياض : التطرف تهديد يتزايد.. والمنطقة العربية دليل على ذلك

ألقى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كلمة في الجلسة الافتتاحية لقمة العرب ودول أمريكا الجنوبية، تطرق فيها إلى ملفات اقتصادية وبيئية وسياسية مثل القضية السورية واليمنية.
وجاء نص كلمة الأمين العام للأمم المتحدة كما يلي:
إنه لشرف عظيم أن أمثّل الأمم المتحدة في هذا الاجتماع المهم، معربًا عن شكره لخادم الحرمين الشريفين على كرم استضافته القمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية، كما شكر الدول الأمريكية الجنوبية الذين اقترحوا منذ أكثر من 10 أعوام بأن يعمقوا علاقاتهم مع الدول العربية، مشيرًا إلى أن العلاقات بين الدول العربية والجنوبية لها تاريخ كبير من خلال التبادلات التجارية، عادًّا العرب المهاجرين في أمريكا الجنوبية أكبر نسبة مهاجرين في العالم وكثير من المواطنين في أمريكا الجنوبية لهم أصول عربية، الأمر الذي يدل على التكامل ويبعث رسالة قوية في وقت يصارع فيه العالم الكثير من الأزمات.
وأشار إلى وجود تعاون إقليمي بين الدول العربية والجنوبية في مجالات التعليم ونشر السلام ودعم حقوق الإنسان وغيرها من القيم، مشيدًا بالتزام رؤساء الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية بالأجندة النوعية بعد 2015م، من خلال التوقيع على اتفاقيات تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة ومكافحة الفقر ومكافحة الفساد، وظاهرة التغير المناخي، وخفض الانبعاثات الحرارية وتحقيق آمال وتطلعات المواطنين في مجتمعاتهم.
ونوّه بان كي مون بالخطوات الإيجابية التي تتخذها دول المنطقة العربية لتنويع المصادر، مشيدًا بما شاهده الأسبوع الماضي في دبي باستخدام غاز الهيدرو كلوروكاربون الذي يُعد أحد الغازات التي يتم خفضها بناء على بروتوكول كيوتو، وهو ما يدل على التزام هذه الدول، مبينًا أن أمريكا الجنوبية لديها التزام قوي في هذه المنطقة لتحقيق السلام، وتعمل بشكل بنّاء مع بعضها البعض ومع الدول في غرب وشمال إفريقيا لمكافحة الاتجار غير الشرعي في المخدرات والتوصل إلى حل لهذا التهديد الذي يحدق بدول أمريكا الجنوبية.
وحث الأمين العام للأمم المتحدة الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية بالانخراط في الحوار حول أفضل الممارسات لحماية الفضاء وحماية مؤسسات المجتمع المدني وبناء قطاعات أمنية قوية تقوم بتحقيق مصالح الشعوب، مشيرًا إلى أن التطرف هو تهديد متنامٍ، وما تشهده المنطقة دليل على ذلك، لافتًا النظر إلى تقديم خطة عمل شاملة للجمعية العامة للأمم المتحدة العام المقبل لمنع التطرف الذي تمارسه الجماعات الإرهابية.
وقال: إن مكافحة الإرهاب ينبغي التواصل فيها تمشيًا مع القانون الإنساني الدولي وقوانين اللاجئين، مؤكدًا أن المجتمع الدولي في وضع سوريا يدفع في اتجاه تسوية سلمية، وهناك شركاء إقليميون وأطراف فاعلة داخل سوريا عليها إيقاف القتال، وهذه الخطوة بالاتجاه الصحيح.
وأضاف: إن المملكة العربية السعودية وإيران وكثيرًا من الدول الأخرى قد جلسوا على طاولة واحدة وانخرطوا في المحادثات في فيينا، وعلينا أن نعمل بشكل كبير لسد الفجوات، وأن نتوصل إلى عملية سياسية تُنهي هذا الكابوس، مشيدًا بجهود تركيا ولبنان والأردن لاستضافتهم اللاجئين السوريين وكذلك البرازيل وغيرها من دول أمريكا الجنوبية التي قبلت أو تعهدت بأن تمنحهم حق اللجوء.
وناشد الأمين العام للأمم المتحدة الدول أن تُظهر مستوى تضامن متشابه وتتبع نفس الأسلوب، مشيدًا بسمو الشيخ صباح الجابر الصباح أمير دولة الكويت لاستضافته ثلاثة مؤتمرات دولية لدعم اللاجئين في سوريا، وكذلك تقديم الدعم للاجئين، مبينًا أن هناك مناشدات لمنح الكثير من السوريين التضامن اللازم، وهناك 75% فقط من الدعم تم تلقيه حتى تنتهي هذه المعاناة العميقة لشعب سوريا.
وتحدث “كي مون” عن الوضع الإنساني في اليمن وسقوط الكثير من الضحايا الأبرياء المدنيين، داعيًا جميع الأطراف أن يبذلوا كل ما في وسعهم كي يخففوا المعاناة الإنسانية للشعب اليمني، مشيدًا بجهود المملكة العربية السعودية الإنسانية، حاثًّا الجميع على أن يسهموا بسخاء في هذه الجهود.
وقال: إن إسماعيل ولد الشيخ أحمد سيعقد مناقشات حول عملية السلام في سويسرا هذا الشهر، وكل الأطراف في اليمن قد تعهدت بالحضور، وأن يقدم الجميع الدعم السياسي، مؤكدًا أنه ما من حل عسكري لهذا الصراع، مفيدًا أن الحل العسكري سيعرض حياة الكثيرين للخطر ويؤثر على المنطقة وعلى أمنها، لافتًا النظر إلى أن الشرق الأوسط قد تعرض لموجة من العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين والثقة تأثرت، وأن المستوطنات تتزايد ودخول الجماعات الدينية في هذا الصراع والعنف أمر يدعو للقلق، مشيرًا إلى أنه في زيارته الأخيرة إلى القدس ورام الله وعمّان شجع كل الأطراف على وقف هذه الاستفزازات، وأن يكون هناك أفق سياسي يؤدي إلى حل يقوم على دولتين بناءً على قرارات مجلس الأمن وعلى خطة الطريق والمبادرة العربية.
ورحّب ” كي مون” بالجهود المبذولة في المنطقة لمعالجة الأسباب الجذرية للفقر وغيرها من الآفات لمستقبل أفضل وتقوية التعاون؛ وفق معالجة جماعية من خلال التعاون بين الدول العربية وبين دول أمريكا الجنوبية، والذي سيجلب الكثير من الفوائد والمصالح للمنطقتين وخارجهما ومنظومة الأمم المتحدة، ومن بينها المفوضيات الإقليمية التي تدعم هذه التحالفات والاتحادات حتى لمستقبل مشرق.