مواطن يروي لـ”المواطن” قصته مع الوزير والوزارة

الثلاثاء ١٧ نوفمبر ٢٠١٥ الساعة ١٢:٠٠ صباحاً
مواطن يروي لـ”المواطن” قصته مع الوزير والوزارة

ما لمسه المواطن سعيد الغامدي عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن تلك الوزارة التي نالت رضا العديد من المواطنين جراء ما تقدمه لم تكن مقنعة بحد ذاتها لـ”سعيد” الذي خَص قصته عند زيارته لمقر وزارة التجارة بالرياض للصحيفة.
وقال سعيد الغامدي: “هممت ذات يوم بزيارة لوزارة التجارة والصناعة؛ لما سمعت عنها من اختلاف جذري تام، إضافة إلى وزيرها الذي يقال عنه إنه رجل عملي وجاد ومطور.. فما كان مني إلا أن قررت أن أقوم بزيارتها من باب الفضول هل ما سمعت ورأيت بوسائل التواصل الاجتماعية حقيقة أم هو من نسج الخيال”.
وأضاف: “في اليوم الموعود وصلت إلى الرياض، وكان يوم ثلاثاء، ودخلت الوزارة بنفس مقرها السابق الذي عهدته في حي الوزارات طريق الملك عبدالعزيز كوبري المربع تقاطع المعذر، حينها توقعت أن الوزارة قد انتقلت إلى مكان آخر، وأن المبنى الذي دخلته قد استثمرته إحدى الشركات العالمية وفاجأني فريق (الإستاف) جميعهم يرتدون الزي السعودي الرسمي، ولكن فريق عمل مختلف كأنك تشاهد خلية مترابطة لا تفرق بين الرئيس والمرؤوس”.
وأكمل “الغامدي”: “استقبلني أحد الموظفين وسألني كيف نستطيع خدمتكم فنظرت له بنظرة استغراب، فقلت له: لا أريد شيئًا سوى أن أرى ما أنتم عليه، أسهب في الترحيب فقلت له: هل بإمكاني أن أقوم بالتصوير؟ فقال: لا مانع لدينا، فقال لي: هل ترغب بمرافقتك؟ فقلت له: دعني أتأمل، واذهب أنت إن كنت مشغولًا في عمل، قلت له: قبل أن تذهب أين مكتب الوزير؟ فأخبرني بأنه بالدور السادس قلت: أشكرك، ثم أدخلت يدي في جيبي، وأخرجت جوالي لأقوم بالتصوير، وبالفعل بدأت ذلك، كنت منتظرًا أن يمنعني أحد، ولكن كان الأمر طبيعيًّا ولم يسألني أحد وكل كان في عمله”.
واستطرد “الغامدي”: “بعدها هرعت إلى الدور السادس مقر ومكتب الوزير، طبعًا لم أنسَ أن أخبركم أن كامل المبنى من الداخل قد أزيلت جميع جدرانه، واستبدلت بالزجاج (السكريت) ومكاتب مفتوحة بدون أي أبواب تمنع مقابلة الموظف، وصالات الانتظار في كافة أقسام الوزارة، إضافة إلى أن الموظف يأتي إليك في مكان استراحة القسم أيًّا كان وكيل وزارة أو رئيس أو موظف مختص”.
وتابع: “لم يكن الوزير متواجدًا بالوزارة؛ لوجود اجتماع لديه في حينها، وهذا ما أخبرني به مدير عام مكتب الوزير الأخ عبدالله العقيل، وهذا كله في اليوم الأول، وأخبرني المدير إذا كان لديك الرغبة في مقابلة الوزير سوف يكون هنا غدًا وتستطيع ذلك”.
وقال: “قررت أن أزور الوزارة اليوم التالي الساعة التاسعة والنصف صباحًا، المثير للإعجاب أيضًا كرم الضيافة اللامحدود داخل كافة أقسام الوزارة، وأيضًا خدمات الضيافة الذاتية المجانية المنتشرة في كل قسم ودقة مواقع الاستراحات في الأقسام، وروعة الديكورات المثيرة لراحة النفس وامتصاص الغضب”.
وبين: “استُقبلت في مكتب الوزير من قبل العاملين فيه، وقُدّمت لي ضيافتي في الاستراحة، وطُلِب مني الانتظار؛ لأن الوزير لديه عمل تلك اللحظة حينها شربت القهوة العربية، وبدأت أقرأ في المجلات الموضوعة بقاعة الاستراحة، فإذا برجل يجلس في الكنب المجاور ويسلم علي، فرددت عليه السلام ولم أكترث، فقال: كيف نخدمك؟ التفت إليه فقلت: لا شكرًا أريد الوزير، فقال: أنا الوزير.. سكتّ قليلًا ليس خوفًا أو حرجًا بل استغراب، فقال: كيف نخدمك؟ فسردت له ما في خاطري، ودهشت من تلك المقابلة الخالية من البرتوكول الوزاري الذي يحظى به معظم الوزراء”.
وختم “الغامدي” حديثه: “سمعت الكثير، فقلت لابد لي من زيارة كانت الزيارة، وكان ما كان، والله لم أروِ لكم شيئًا سوى ما حدث. وأحببت أن أنقل لكم أن هذه الوزارة بوجود مثل هذا الرجل أننا في خير وإلى خير، وإن هذه القيادة الحكيمة التي اختارته لا تريد إلا الخير بأهل الدار وساكنيه وراحة المواطن بتلبية كل احتياجاته وتذليل العقبات التي تواجهنا”.