مسؤول استخبارات يعترف: #أمريكا سبب ظهور #داعش

الثلاثاء ١ ديسمبر ٢٠١٥ الساعة ١٢:٥٩ مساءً
مسؤول استخبارات يعترف: #أمريكا سبب ظهور #داعش

كشف قائد سابق للوحدات الخاصة في وكالة الاستخبارات بوزارة الدفاع الأمريكية، أن بلاده تسبّبت في صعود تنظيم (داعش) الإرهابي، موضحاً أن غزو العراق كان سبباً في ظهور التنظيم، وأن “الأمريكان تصرفوا بغباء كبير بعد هجمات 11 سبتمبر، وارتكبوا خطأً قاتلاً عندما كان أبو بكر البغدادي في قبضتهم”.
وقال رجل الاستخبارات الأمريكي مايكل فلين الذي خدم الجيش الأمريكي لأكثر من 30 عاماً، في حوار مع صحيفة “دير شبيجل” الألمانية: “تلقت الأجهزة الأمنية الغربية تقارير وتحذيرات كثيرة من أن تنظيم داعش يخطط لهجمات على أراضيها، وعناصر التنظيم هددوا بشكل علني بشن هجمات في أماكن بعيدة عن معاقلهم، لكن الناس لم يأخذوها على محمل الجد، وهذه الأجهزة الأمنية تغافلت عن مراقبة خلايا التنظيم، رغم أنها تطورت وانتشرت في عدة دول غربية”.
وذكر فلين الذي قاد مهام أمريكية حساسة في العراق وأفغانستان من بينها ملاحقة أبي مصعب الزرقاوي والنجاح في تحديد موقعه تمهيداً لقتله بغارة جوية في يونيو 2006، أن “أسامة بن لادن تحدث في كتاباته عن ضرورة تفريق المقاتلين، وانتشارهم في أوسع مساحة ممكنة وتحركهم في مجموعات صغيرة، حتى يسهل عليهم تنفيذ الهجمات ويصعب اكتشافهم، وهذه الفكرة طبقها تنظيم داعش، الذين أصبح أنصاره اليوم قادرين على اختيار أهدافهم وتجنيد مساعدين لهم، وتنفيذ هجمات دون الرجوع للقيادة المركزية في سوريا”.
وأشار فلين إلى أسامة بن لادن وأسامة الظواهري كان يظهران في تسجيلات الفيديو جالسين على الأرض وبجانبهما بندقية كلاشينكوف، لأنها يريدان الظهور كمحاربيْن متواضعيْن، لكن البغدادي ظهر فجأة يخطب في الموصل من منبر عالٍ، ليضفي على نفسه هالة دينية كأنه البابا بالنسبة للمسيحيين، وهذا يعتبر تطوراً كبيراً في الاستراتيجية الإعلامية للتنظيم”.
واعتبر قائد الاستخبارات الأمريكي السابق أن قتل البغدادي لن يغير الكثير على الميدان، “بل إنه من الممكن أن يكون قد قُتل في إحدى الغارات، باعتبار أنه لم يظهر مؤخراً. فالفكرة التي كانت سائدة في السابق أن قتل القائد سيؤثر على الأتباع انتهت مع التنظيمات الجهادية، باعتبار أن البغدادي تبيّن أنه أخطر من الزرقاوي، والزرقاوي أخطر من ابن لادن”.
وذكرت “دير شبيجل” الألمانية أن القوات الأمريكية كانت قل قبضت على البغدادي في فبراير 2014، وتم اعتقاله في قاعدة عسكرية، ثم أُطلق سراحه من قبل لجنة عسكرية أمريكية، باعتباره لا يشكِّل خطراً. وأقرّ فلين بأن “هذا القرار كان غبياً جداً، مثله مثل عدة قرارات أخرى، فالولايات المتحدة بدأت تتصرف بطريقة لا عقلانية منذ هجمات 11 سبتمبر، حيث إن الأمريكان قرروا الذهاب سريعاً لقتل مهاجميهم، ولم يتساءلوا عن الأسباب التي جعلتهم مستهدفين، وهكذا سلكت السياسة الأمريكية طريقاً خاطئة منذ البداية”.
وأوضح فلين بقوله: “الولايات المتحدة قررت في البداية الذهاب لأفغانستان؛ لأنها معقل تنظيم القاعدة، ثم قررت غزو العراق لأنها كانت تبحث عن مناطق تمركز الإرهاب، ولم تفكر في أسباب تفشِّي ظاهرة الإرهاب والمشاعر المعادية للغرب، واليوم يجب عليها أن تستفيد من أخطائها وتتعلم الدرس”.
وأضاف المسؤول الاستخباراتي الأمريكي في السياق ذاته: “لولا سقوط بغداد، لما ظهر شيء اسمه تنظيم داعش، لهذا هناك شعور أمريكي بالندم الشديد على قرار غزو العراق؛ لأنه خطأ كبير لا يقل ضرراً عن بقاء صدام حسين”.