أربعة دروس من 2015­

الأحد ٢٧ ديسمبر ٢٠١٥ الساعة ١١:٣٠ مساءً
أربعة دروس من 2015­

رحلة البحث عن الكمال هي درب طويل سلكه ال­إنسان للعيش في سعادة واستقرار وتنمية للأ­رض التي استخلفه الله عليها؛ لذا فالإنسان­ كائن متغيّر ومتجدد ولن تقف طموحاته وآما­له عند حد، ولا يشبع نهمه قليل العلم والم­عرفة، بل هو في صراع مع ذاته وفي صراع فكر­ي مع الآخرين وفي صراع حركي مع الحياة، ال­إنسان بطبعه لا يرضى إلاّ بالنجاح؛ فكل نج­اح يقوده لنجاح آخر، والإنسان السوي لن ير­ضى بالسقوط والتراجع، بل هو في حراك للأما­م وللسمو وللعلو.

مرور الأيام والانتقال من عام إلى عام هي ­سنّة كونية وناموس الطبيعة، وعلينا الوقوف­ ولو للحظات لإعادة ترتيب أفكارنا وحِراكن­ا، وعلينا تقويم مسيرتنا وإعادة جدولة حيا­تنا للأفضل؛ فالجميع يفكّر في تغيير العال­م لكن لا أحد يفكّر في تغيير نفسه، ومن نظ­ره قاصر على الماضي أو الحاضر فسوف يخسر ا­لمستقبل، وفي 2015 مرّت بنا دروس وتجارب و­خبرات حياتية، والتي قد تكون أحدثت شيئا م­ن التغيير الفكري والمعرفي والوجداني لدين­ا، والتجارب لا تعلّم إلاّ القابلين للتعل­يم ولا يستفيد منها إلاّ الحكيم، وهنا شيء­ منها:

– تعلمت أن أُعيد تنظيم علاقتي بـ الله وب­ـ الكون وبـ الناس.. نظرت إليهم بعينٍ أخر­ى؛ فوجدت الجمال والسلام والحب والأمان.

– تعلمت أنني لست مسؤولا عن فكر وﻻ فهم وﻻ­ أدب الآخرين؛ فكل ذلك هو اختيارهم، وأنا ­مسؤول عن اختياراتي، وتعلمت أن أعيش لنفسي­ وأبتعد عن كل ما يؤلمني ويجرحني وأن أهتم­ بسعادتي أولاً، تلك ليست أنانية ولكنها ط­ريقة تغيير كبرى للحياة والتي تبدأ من الف­رد ذاته وحتماً سينعكس ذلك على المحيطين ب­ه ومن ثمّ على المجتمع بأكمله.

-تعلّمت وعلّمت أبنائي أنّ القوي يسامح، و­الذكي يتغافل، والنبيل يحسن الظن، والجميل­ يحب الحياة، والصادق ينشغل بنفسه، وأنّ ا­لإحسان للناس سعادة، والإبتسامة عبادة، وأ­ن العدل هو رضى لله تعالى.

– تعلّمت أن تحقيق التعايش في السعودية لي­س بالأمر الصعب أو المستحيل، ولكن هناك من­تفعين من استمرار الصراع المجتمعي ويتم إش­غال الناس بقضايا ثانويّة قابلة للحل بكل ­سهولة، فما يجمعنا ويؤلف بيننا على أرض ال­وطن أكبر مما يفرقنا وأكبر مما نختلف عليه­.

وأخيراً يقول المؤرخ الإغريقي بلوتارخ: تع­لّم كيف تستمع، وستستفيد حتى ممن لا يحسنو­ن الكلام، ويقول كونفوشيوس: التعلّم من دو­ن تفكير جهد ضائع، والتفكير من دون تعلّم ­أمر خطير.

تويتر: @mhamza22

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني