صورة السعودي في إيران!

الإثنين ١١ يناير ٢٠١٦ الساعة ٣:٣٩ مساءً
صورة السعودي في إيران!
لقد أدرت بوصلة قلمي لأعرض بعضاً من صور القباحة وصناعة الكراهية، التي تحكي وجهاً عنصرياً مقيتاً ضد العرب وعلى وجه الخصوص نحن السعوديين من الجناح الراديكالي الإيراني.
لقد تحوّل المسرح في إيران إلى مغذٍ للكراهية والعنصرية, ويمكنني الحصول على ذلك من هذه الجملة: “كان وجهاً عَفِناً ومخيفاً جداً يشبه وجوه العرب البدو العفنيين”.. بهذه الجملة يتم إضحاك الفرس؛ وبهذه الجملة تُبَث الأفكار العدائية والعنصرية، وعلى الشاشات الرسمية في إيران يتم بث الكراهية: “طلب هذا السعودي أن يخطب ابنتي الميرا لابنه, وقال لنا: سوف أَزِن ابنتك بالذهب إذا قَبِلت أن تتزوج من ابني, قلت له: إذا وزنت ابنتي بالذهب فلن أزنكم أنتم العرب وأنت وابنك بقاذورات الفرس”.
إن الأمر لم يقف عند هذا الحد؛ بل تجاوزه إلى الأدب والشعر، ويبدو كتاب “الشاهنامة” محرّضاً آخر على الكراهية والعنصرية، وما يحويه من شتم للعرب وانتقاصهم, وقصيدة “رب العرب”، و”اترك الحج” من أبرز القصائد التي تحقّر العرب وتُهينهم.
 
صورة أخرى لمظاهر استفحال العنصرية والكراهية في المجتمع الإيراني في العبارات والشعارات المسيئة التي تمتلئ بها المدرجات في ساحات كرة القدم؛ خصوصاً إذا كان الطرف الآخر سعودياً والتي لا تمتّ بصلة للرياضة.
هذا بعض وليس كلاً من وجه إيران القبيح، وأعتقد أن هناك الكثير والكثير من الأعمال التي تُظهر الفارسي بأنه الرجل الراقي في مقابل العربي المتخلف الهمجي. وكنت أحتاج لمعرفة وقود هذه العنصرية؛ ولكنني لم أحتج وقتاً طويلاً لأعرف الإجابة؛ فبالعودة إلى المناهج الإيرانية تجد كل شيء. ويبدو أن أحد أهداف التعليم في إيران هو الانقلاب على كل ما هو عربي أو إسلامي؛ بل إن دوائر هذه الكراهية تمرّ من خلال الفكر السياسي، أو بمعنى أدق ولاية الفقيه التي تبث أفكارها إلى الفكر التربوي، الذي يبدأ بنشر كل معتقدات النظام الإيراني.
ويبدو أن هذا النظام قد أسر نفسه في عباءة المظلمة التي هي إحدى أركان فاشية هذا النظام، والتي ولّدت لديه ليس تصدير ثورة فقط؛ ولكن تصدير كراهية أيضاً، وأخذ يتاجر بعقول العرب ودمائهم.
مع كل هذه العنصرية لم تُتهم إيران بالعنصرية! ويبدو أن معنى العنصرية لدى الغرب مصطلح مطاطي يتم توظيفه حسب المصالح الغربية.
أشياء غريبة نرى السكوت عنها, وأشياء أخرى نرى الاستهجان عليها؛ بان كي مون شعر بالقشعريرة جراء الأحكام الشرعية والنزيهة للقضاء السعودي, ولم يشعر بالقشعريرة من عمليات الإعدام الإيرانية على الرافعات وبدون محاكمات عادلة.. السفارة السعودية يتم إضرام النيران بها والغرب يقول: “على السعودية ضبط النفس”!
أعادتني هذه الوقائع إلى كلمة الأمير خالد الفيصل في حفل جائزة الملك الفيصل العالمية، التي وضّح فيها أنه لم يعد هناك أمان لحليف أو صديق, وأن الحل يكمن في الاعتماد على الذات ولا غير الذات.
 
ومضة:
لماذا لا يُفتح ملف التحريض العنصري الإيراني الأعمى على النظام الإيراني؟! 
 
للتواصل مع الكاتب “تويتر”
bandar9192@

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني