“فلاديمير” تعصف بخيم اللاجئين في لبنان

الأحد ٣ يناير ٢٠١٦ الساعة ٨:٥٤ صباحاً
“فلاديمير” تعصف بخيم اللاجئين في لبنان

بدأ موسم العواصف الثلجية في منطقة الشرق الأوسط وبدأت معه معاناة اللاجئين في دول الجوار والنازحين في الداخل السوري. ورغم تعدد التسميات لأول عواصف هذا الموسم لكن النتيجة واحدة، ثلوج وأمطار وحرارة وصلت حد التجمد كان على اللاجئين السوريين تحملها.
العاصفة التي سماها اللبنانيون فلاديمير وسماها آخرون هدى انقشعت عن منطقة الشرق الأوسط لكن آثارها ستبقى للأيام المقبلة، نظرا لنفاد أو شح الإعانات الدولية، حيث يعاني اللاجئون السوريون نقصا في محروقات التدفئة والمساعدات الغذائية.

وكان اللاجئون السوريون في لبنان الأشد تأثرا نظرا للطقس البارد الذي يتميز به لبنان والأماكن التي يتواجد فيها هؤلاء اللاجئون، إضافة الى أقرانهم في الشمال السوري الذين يقضون لياليهم وأيامهم تحت الأشجار وبين الحقول والبساتين وعالقين على الحدود، هربا من معارك ريف حلب وإدلب ومن الغارات الروسية أخيرا.

وعانى أكثر من 100 ألف لاجئ سوري في عرسال اللبنانية من تداعيات العاصفة الأكبر، حيث يعانون نقصا في محروقات التدفئة والمساعدات رغم إعلان الأمم المتحدة وهيئات إغاثية تقديم معونات قبل وصول العاصفة.

وعلاوة على الأضرار التي خلفها «فلاديمير» في مختلف البلدات بسهل عكار في شمال لبنان، حيث ضرب «تنين الهواء» بحسب تعبير المزارعين، الخيم البلاستيكية، وأطاح بمواسم المزروعات، أدت الثلوج المرافقة له الى هدم المئات من خيمهم، وإلى محاصرة مخيماتهم بالثلوج في مناطق البقاع، وخاصة بلدة عرسال المحاذية للحدود السورية، في ظل نقص حاد بمواد التدفئة.

وقالت «الجزيرة» في تقرير لها إن الاستعدادات بمخيمات اللاجئين لهذه العاصفة كانت بسيطة للغاية، وتمثلت في جعل الخيم المصنوعة من القماش أكثر متانة، وأكدت وجود نقص بالأدوية خاصة أدوية الأطفال، وفي المحروقات اللازمة للتدفئة رغم المساعدات الأممية المحدودة.

وذكرت الجزيرة نقلا عن الأمم المتحدة أن 400 ألف لاجئ سوري سيكونون الأكثر تأثرا لأقسى الظروف الجوية بمنطقة البقاع المرتفعة جدا عن سطح البحر.

وكانت الهيئات الإغاثية والحكومات التي تستضيف مئات الآلاف من اللاجئين السوريين، مثل لبنان والأردن، تتأهب لاستقبال العاصفة «هدى».

وقامت منظمات أممية وأخرى عربية ومحلية بتوزيع المحروقات وبعض لوازم الشتاء على مخيمات اللاجئين بلبنان، في محاولة للتخفيف من وقع العاصفة الثلجية عليهم.

وكان هاشتاغ «العاصفة هدى» هو الأبرز على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر».

ورغم الظروف المناخية القاسية فقد خرج الكثير من اللاجئين، المقيمين في خيام وأكواخ في وادي البقاع شرقي لبنان لفترات وجيزة فقط من ملاجئهم أمس الأول لإزالة الثلوج كي لا تنهار الخيام والأكواخ فوق رؤوسهم.

وفي بلدة المرج شرقي البلاد المتاخمة للحدود السورية قال لاجئون إن أكبر مخاوفهم هي تسرب المياه، سواء من الأمطار أو الثلوج، إلى خيامهم.

وقالت امرأة سورية، عرفت نفسها بأم عبدو «لا نعلم متى ستنهار الخيام فوق رؤوسنا. وعندما يكون الطقس عاصفا لا نتمكن من النوم لأننا نخشى أن تطير الخيمة من فوق رؤوسنا».

وقال جبير، وهو لاجئ سوري كشف اسمه الأول فقط خوفا على سلامته «الحياة صعبة داخل الخيمة عندما تسقط الأمطار أو يشتد البرد». وقد حاولت الكثير من المنظمات الخيرية العربية والاسلامية تقديم ما امكن حيث، أكد مندوب ائتلاف الجمعيات الخيرية التابعة لدار الفتوى في لبنان هشام السبسبي ان «الواجب يحتم علينا التضحية على الرغم من تعثر الوصول إلى هذه المناطق، مفيدا بأنهم يقدمون الخبز يوميا إلى ما يقارب 5 آلاف عائلة سورية لاجئة، يعيش القسم الأكبر منها في مناطق وعرة وجردية» بحسب ما نقلت عنه الجزيرة. وقد وجه العشرات منه اللاجئين صرخات استغاثة للجمعيات العاملة في المنطقة.

وأكد مسؤول اتحاد الجمعيات الإغاثية والتنموية في عكار نهاد الكك، «للجزيرة نت» أن الحاجة ماسة لمادة المازوت، فمعظم اللاجئين يقطنون في بيوت غير مجهزة ولا يمكن لهم الاستمرار في هذا الطقس من دون تدفئة، مبينا أن العام الماضي «شهد حالات وفاة ونأمل ألا تتكرر».

بدوره، شكل ائتلاف الجمعيات الخيرية غرفة عمليات وطوارئ. ونقلت «الجزيرة نت» عن رئيس الائتلاف لقمان الخضر «أنه منذ معرفتهم بالعاصفة عمدوا إلى تشكيل لجنة طوارئ تعمل على التنسيق مع مندوبيهم في المناطق التي تكثر فيها تجمعات النازحين السوريين، مؤكدا الاستمرار في تقديم الخبز اليومي حتى في أصعب الظروف».

وأضاف الخضر أن الائتلاف أطلق حملة «دفء الشتاء» التي نوزع فيها البطانيات والفرش والأغطية على كل المناطق الجردية، كما نعمل على تأمين مادة المازوت للتدفئة.

عواصف-ثلجية-بخيم-اللاجئين-بلبنان (2)

عواصف-ثلجية-بخيم-اللاجئين-بلبنان (1)