#لبنان صارت تحركها #إيران بصوت “حسن زميرة”

الإثنين ٢٥ يناير ٢٠١٦ الساعة ١١:٥٠ صباحاً
#لبنان صارت تحركها #إيران بصوت “حسن زميرة”

اعتبر الكاتب الصحفي أحمد الجميعة أن لبنان “البلد الجميل المناضل من أجل الحرية لم يعد كذلك أو حتى بعضاً منه، بل تحول إلى ساحة من الاستقطاب الطائفي، والمصالح الشخصية، والقتل على الهوية، وأحزابه دكاكين للمال السياسي”.
وأضاف الجميعة في مقاله المنشور بصحيفة “الرياض” اليوم الاثنين: “تحول البلد المضياف لقناعات وتوجهات لمن يدفع أكثر، والأسوأ أن يُختطف من الجميع ليمثّل صوته وعقله (حزب الشيطان) من دون أن يكون هناك هوية، أو احترام للغالبية، أو حتى للتاريخ حين كانت لبنان وحدها صوت العرب الذي يقف مع الحق”.
وأشار الكاتب الصحفي في مقاله قائلاً: إن “لبنان اليوم -غير الأمس- رفضت أن تقف مع المملكة في إدانة الاعتداءات على سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد في مناسبتين للجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وقبل ذلك تخاذلها في التعبير عن الشرعية في اليمن، وتطاول بعض رموزها على المملكة، والدفاع عن مصالح إيران في المنطقة، حتى تشعر أن لبنان هي واحدة من أقاليم إيران الفارسية”.
وأوضح الجميعة قائلاً: “الشواهد في وسائل الإعلام اللبنانية، مدعومة من (حزب الشيطان) أكبر دليل على أن لبنان لم تعد مستقلة في القرار، ولا تتحدث عن شعبها، ومصالحه، وإنما تتلقى التوجيه من طهران، ويكفي أن يكون (حسن زميرة) أحد الأصوات الناعقة باسم مرشد الملالي، والمتحدث الرسمي بالوكالة عن إيران، بل سمعنا منه ما يسيء إلى المملكة أكثر من الإيرانيين أنفسهم”.
ولفت الجميعة النظر إلى مساندات المملكة للبنان في منعطفات تاريخية مهمة وقال “لعل أبرزها اتفاق الطائف الشهير الذي أنهى حرباً أهلية أكلت الأخضر واليابس هناك، وفرّقت الجموع إلى دول المهجر في الغرب والشرق، وأثقلت الشعب بما لا يحتمل من القتل والتدمير التي لا تزال شواهده واضحة للعيان لكل من يزور لبنان اليوم، فضلاً عن دعم المملكة المالي على شكل منح ومساعدات وقروض وودائع وصلت منذ العام 2000 إلى اليوم ما يزيد على 28 مليار ريال، واستقبلت حوالي نصف مليون لبناني على أراضيها للعمل والتجارة تزيد حوالاتهم السنوية على خمسة مليارات دولار”.
واستطرد “هذا إلى جانب وقوف المملكة مع لبنان سياسياً في مواجهة العدو الصهيوني، وآخرها حرب 2006، ودعم الاقتصاد اللبناني، والجيش والقوات الأمنية، كذلك الترحيب بقوى لبنان للتشاور والحوار، والتأكيد على استقلال لبنان أرضاً وإنساناً، وحماية مقدراته من العبث والمغامرة الحزبية، ومنها بيان المملكة في نوفمبر الماضي عن تصنيف 12 قيادياً في (حزب الشيطان) ووضعهم على قائمة الإرهاب، ومن بينهم أذرع استثمارية لأنشطة الحزب.. ومع كل ذلك ترفض لبنان أن تقف مع المملكة في أصعب المواقف، وتتخاذل عن دورها العربي والإسلامي لصالح ما يمليه (حزب الشيطان)، وما تطلبه إيران”.
وتابع “عار على اللبنانيين ألا يسجل لهم التاريخ موقفاً شجاعاً مع الحق الذي أدانه العالم حين تُقتحم سفارة المملكة وقنصليتها، وتنهب ممتلكاتها، ويغادر دبلوماسيها، رغم أن هذا الحق منصوص عليه في الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، ومع ذلك لا يحق لنا السكوت على هذا التخاذل المرير، بل يجب أن يكون لنا موقف يتعالى على المصلحة، ويواجه اللبنانيين المحسوبين على (حزب الشيطان) في المملكة، وإيقاف استثماراتهم، وتسترهم التجاري عن مشروعات مليونية في البلد، وإعادتهم إلى ضاحية (حسن زميرة) في لبنان؛ ليكون الرد من الداخل هناك، حين يكون المال سبيلاً لإسكات الصوت النشاز، ووسيلة ضغط سياسية واقتصادية، وهو حق سيادي مشروع، وسبق أن اتخذته المملكة في أزمة الخليج الثانية مع دولة عربية انحازت إلى صدام في احتلال الكويت”.
واختتم الجميعة مقاله قائلاً: “أنا واثق أن لبنان ستدفع الثمن في موقفها المتخاذل ونحن في عهد الحزم والعزم، ومرحلة لا تقبل أنصاف الحلول”.