الجبير : الأمر الأبشع كان تورط إيران في تفجيرات الخبر عام 1996

الخميس ٤ فبراير ٢٠١٦ الساعة ٢:٢٠ صباحاً
الجبير : الأمر الأبشع كان تورط إيران في تفجيرات الخبر عام 1996

قال وزير الخارجية عادل الجبير إن الذين يتهمون المملكة العربية السعودية بدعم التطرف العنيف لا يفشلون فقط في الاعتراف بقيادة المملكة في مجال مكافحة الإرهاب في جميع أنحاء العالم، ولكن أيضا لا يرون أنه من غير المنطقي وغير العقلاني للمملكة أن تكون أي شيء أقل من وجودها في طليعة الدول المكافحة لهذه الآفة .
وبين الجبير في مقال نشره عبر مجلة نيوزويك الأمريكية إن هناك عدد من اللاعبين- كل منهم له دوافعه الخاصة – استهدفوا المملكة،سعيا لزعزعة استقرار البلاد وترويع الشعب السعودي. لذلك فمن مصلحتنا الوطنية هزيمة الإرهاب- كأولوية وطنية.
وفيما ترجمة ” المواطن” للمقال :
سواء تلك الجهات كانت من غير الدول مثل تنظيم القاعدة أو “داعش” أو دولة راعية للإرهاب مثل إيران ووكلائها، فإن المملكة العربية السعودية، كأي دولة أخرى، لديها حافز للأمن القومي لوقف الأشخاص، والمال والفكر الذي يغذي الإرهاب والتطرف العنيف.

إن البعض يسعى للنيل من المملكة العربية السعودية عن طريق الحديث عن أن 15 من الخاطفين في هجمات الحادي عشر من سبتمبر كانوا سعوديين. وينبغي أن يعلموا أن العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر، خالد شيخ محمد، أخبر المحققين الأمريكيين أن الخطة الأولية كانت إحضار 20 من الخاطفين من جنسيات مختلفة، ولكن في وقت لاحق من التخطيط وجهه أسامة بن لادن لاستخدام أكبر عدد ممكن من السعوديين لإعطاء الهجوم وجها سعوديا.

من المرجح أن هذا الأمر تم تصميمه لدق إسفين بين المملكة والولايات المتحدة. إذا كانت هذه هي خطة أسامة بن لادن، فإنها نجحت تقريبا، كما رأينا من موجة الانتقادات التي واجهتها المملكة منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر.

القاعدة

في عام 2003، استهدفت العاصمة السعودية بتفجيرات انتحارية متزامنة في ثلاثة مجمعات سكنية. قتلت هذه التفجيرات أكثر من 30 شخصا، من بينهم سعوديين ولبنانيين وأمريكيين وبريطانيين وأستراليين.

وجاءت هجمات أخرى، سعيا لزعزعة استقرار المملكة وهز ثقة المغتربين لدفعهم إلى مغادرة البلاد. لكنها لم تنجح. فارس الزهراني، أحد كبار إستراتيجيي تنظيم القاعدة الذي نفذ فيه حكم الإعدام مؤخرا، جنبا إلى جنب مع إرهابيين آخرين مدانين ، قام بتدبير هجوم 2004 على القنصلية الامريكية في جدة، مما أسفر عن مقتل أربعة من حراس الأمن وخمسة موظفين بها.

داعش

لقد أعلن قتلة “داعش” علنا أن ​​السيطرة على الدولة السعودية واحدة من أهدافهم.

خلال عام 2015، هاجم مسلحو داعش أربعة مساجد في الدمام والقطيف وأبها ونجران، مما أسفر عن مقتل 38 وإصابة 148. في أغسطس عام 2015، اعتقلت السلطات السعودية 421 من المشتبه بهم من أربع خلايا متطرفة مختلفة على صلة بهذه الجرائم. ألقي القبض أيضا على 15 من المشتبه بهم في التخطيط لعملية انتحارية ضد السفارة الاميركية في الرياض باستخدام شاحنة محملة بالمتفجرات.

ألقي القبض على عناصر من “داعش” في المملكة العربية السعودية كانوا يحاولون تهريب إرهابيين من السجن، وتجنيد الشباب الصغير لقضيتهم ونشر دعاية “داعش”.

إيران

استخدمت ايران الإرهاب كأداة لسياستها الخارجية منذ قيام الثورة عام 1979.

وكانت المملكة العربية السعودية منذ فترة طويلة هدفا للإرهاب الذي يرتكبه وكلاء إيران.
في عام 1987، أشعل “حزب الله الحجاز” الذي ترعاه إيران النار في منشأة نفطية في رأس تنورة شرقي المملكة. في نفس العام، أحبطت السلطات السعودية مؤامرة من قبل حجاج إيرانيين لتهريب متفجرات إلى المملكة. في عام 1988، هاجم “حزب الله الحجاز”منشأة تابعة لشركة بتروكيماويات في الجبيل.

كان الأمر الأبشع  هو تورط إيران في تفجيرات الخبر عام 1996، والتي أسفرت عن مقتل 120 شخصا، بينهم 19 أمريكيا.

في مواجهة مثل هؤلاء الخصوم المتنوعين والخطيرين، لم تدخرالمملكة العربية السعودية جهدا أو نفقة لمكافحة الإرهاب. إن المملكة ملتزمة باجتثاث التطرف من مصدره وتجفيف موارد الجماعات المسلحة.

ألقت المملكة القبض على متطرفين داخل حدودها، وحاكمتهم أمام المحاكم المختصة وفرضت عقوبات في نهاية المطاف على المدانين. كما نفذت المملكة واحدة من أدق أنظمة الرقابة المالية في العالم لمكافحة تمويل الإرهاب.

التبرعات في المساجد والأماكن العامة محظورة، والجمعيات الخيرية السعودية محظور عليها تحويل الأموال خارج البلاد للتأكد من أن الأموال الخيرية لا تجد طريقها إلى المتطرفين العنيفين.

في عام 2005، أطلقت المملكة حملة توعية عامة وطنية لمكافحة التطرف التي لا تزال جارية لمواجهة الفكر المتطرف وتثقيف مواطنينا بمخاطر التطرف العنيف. في عام 2008، أطلقت المملكة حوار أديان عالمي لتعزيز الوئام بين الأديان والثقافات في العالم. وأنشئ مركز عالمي في فيينا لمواصلة هذا الجهد.

بالإضافة إلى الإجراءات، عملت المملكة مع دول أخرى لمكافحة الإرهاب على المستويين الدبلوماسي والعسكري. من خلال منحة بـ110 ملايين دولار ساعدت المملكة في إنشاء مركز “مكافحة الإرهاب” التابع للأمم المتحدة من أجل مكافحة الإرهاب، والتصدي للفكر المتطرف الذي يغذي الإرهاب وبناء قدرات الدول الأعضاء في الامم المتحدة لمكافحة الإرهاب.

وأنشأت المملكة العربية السعودية خلايا حيث يتمكن عبرها موظفو إنفاذ القانون والاستخبارات من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وغيرهما من الشركاء من العمل معا بشكل وثيق للتحقيق ومنع وقوع المؤامرات الإرهاب والمالية.

وكانت طائرات القوات الجوية السعودية واحدة من أول من يخرج بطلعات جوية فوق سوريا كجزء من العمليات العسكرية ضد “داعش”، كما أن المملكة تقود تحالفا من 38 دولة إسلامية لمكافحة الإرهاب والتطرف.

إن الإرهاب آفة عالمية. وكثير من البلدان تعرف الحزن والألم الذي يسببه. إنه من غير المنطقي بالنسبة للسعودية أن تدعم أو تتغاضى عن أولئك الذين من أهدافهم تدمير المملكة . إن هذا الأمر ضد قيمنا وعقيدتنا ووطنيتنا.

وهذا هو السبب وراء رد المملكة بقوة وإصرار وعزيمة. إن اتهام المملكة بالتساهل، أو على الأقل التواطؤ، عندما يتعلق الأمر بمكافحة الإرهاب وتمويله ليس أمرا غير مسؤول فحسب ولكنه ضد الواقع أيضا.