تخطيط لـ”مركز دراسات سعودي” بعد شهرين من رأي #ولي_ولي_العهد

الإثنين ١٥ فبراير ٢٠١٦ الساعة ١١:٣٢ مساءً
تخطيط لـ”مركز دراسات سعودي” بعد شهرين من رأي #ولي_ولي_العهد

أثار كاتب سعودي فكرة إنشاء “مركز دراسات سعودي” بصفة دولية، في أتون الهجمات الشرسة المنمَّطة والممنهجة والحملات الشعواء ضد السعودية، سواء على صعيد الصحافة العالمية أو على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، التي تقودها قوى الظلام والإرهاب.
وبالفعل دعا الكاتب الشاب بسام الفليح، عبر صحيفة “الشرق”، الأحد، إلى تكوين ذلك المركز؛ حتى “يحمل على عاتقه أمورًا عديدة من سياسية واقتصادية وثقافية وعسكرية وأمنية، ناهيك عن القيام بفعاليات أخرى مثل التدريب وإعداد الدراسات وعقد الندوات والمؤتمرات المتخصصة، وترجمة الدراسات والمقالات والكتب ذات الأبعاد التي تهم المملكة أو منطقة الخليج”.
وتساءل الكاتب: “لماذا لا يكون لدينا مركز أو جمعية أو منظمة أو هيئة سعودية، سَمِّها ما شئت، إعلامية ثقافية فكرية متخصصة وقوية وفاعلة، وتشكل فريقًا من الصحافيين والإعلاميين والمثقفين والمفكرين ورجال الدين والعلماء والمحللين السياسيين والعسكريين، تهدف إلى مواجهة تلك الحملات الخارجية التي تتعرض لها المملكة من الإعلام المضاد والدول المضادة، سواء في الصحف أو القنوات التلفزيونية أو في مواقع التواصل الاجتماعي؟”.
ولي ولي العهد ذكّر بأهمية سلاح الإعلام قبل شهرين
قبل شهرين بالضبط، وفي الساعات الأولى من يوم 15 ديسمبر الماضي، وعبر المؤتمر الصحافي الدولي لإعلان تشكيل التحالف العسكري الإسلامي، ذكّر ولي ولي العهد وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، بأهمية السلاح الإعلامي والفكري في محاربة الإرهاب، إلى جانب السلاحين السياسي والعسكري.
لهذا تتضح أهمية التخطيط من أجل إنشاء مركز دراسات سعودي (دولي الصفة)، يكون عميقًا في احتواء العديد من الأهداف التي تخدم التوجُّهات السعودية الراهنة: سياسيًّا، وأمنيًّا، وعسكريًّا، واقتصاديًّا، وثقافيًّا، وفكريًّا، وغيره.
ومن المناسب أن تكون مبادرة تكوين المركز ما بين وزارتي الخارجية والثقافة والإعلام، بحكم التخصص، وقدرة الوزارتين على مخاطبة الرأي العام العالمي بمنطقي الدبلوماسية والإعلام.
تفسير إيضاح “الخارجية” عن خاشقجي وعبيد وعشقي
لعل اهتمام “الخارجية” و”الإعلام” بذلك، يفسِّر ما خرج على لسان وزارة الخارجية وأكدت عليه وزارة الإعلام بعد خمسة أيام فقط من مؤتمر ولي ولي العهد عن تكوين التحالف الإسلامي، حينما أكد مصدر مسؤول في الخارجية بتاريخ 20 ديسمبر الماضي، أنه “ردًّا على بعض ما تتداوله وسائل الإعلام، فإن كلًّا من جمال خاشقجي ونواف عبيد وأنور عشقي ليس لهم علاقة بأي جهة حكومية، ولا يعكسون وجهة نظر حكومة المملكة العربية السعودية، وأن آراءهم تعبر عن وجهات نظرهم الشخصية”.
ولأن المملكة تنشغل الآن بإثبات دورها القيادي على الصعيدين الإقليمي والعالمي، بعد قيادتها لأهم تحالفين تفصل بينهما بضعة أشهر فقط؛ التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن، والتحالف العسكري الإسلامي لمحاربة الإرهاب، فمن الضروري ألا تشوب هذا الحراك السياسي “القيادي” أي شوائب جانبية، خصوصًا في إطار إيصال الصوت السعودي الحقيقي عبر الإعلام؛ استنادًا لما يفرزه وجود مركز دراسات سعودي رسمي، بدلًا من اجتهادات بعض الإعلاميين، كحالة خاشقجي وعبيد وعشقي، التي استدعت تقديم إيضاح رسمي من وزارة الخارجية في حينه.
خاشقجي.. وإعلام “البكش”
حينما جرى توقيع الاتفاق النووي الإيراني قبل نحو ثمانية أشهر، كان لجمال خاشقجي رأي غريب، حينما كتب تغريدة وقتها: “إعلام (البكش) العربي هو الذي يروج لهزيمة إيران في فيينا، إيران كسبت الجولة، هذه حقيقة مؤلمة، فتوقفوا عن ترويج الأوهام وانشروا ثقافة المواجهة”.
لكن في المقابل كان هناك رأي أعمق من ناقد أدبي وليس محللًا سياسيًّا هو الدكتور عبدالله الغذامي، حينما غرّد بقوله: “قراءتي للاتفاق النووي، كتبت إيران على نفسها مذلة مستقبلية ورهنت نفسها للشيطان الأكبر ليكون رقيبًا حتى على أنفاسها”.
دراسة فروقات التغريدتين بشكل عميق، يفي بإيصال ما يمكن إيصاله، عن تأثير بعض الاندفاع الإعلامي غير المحسوب.
نواف عبيد.. لسان يطرب الغرب!
الناشط والمحلل السياسي السعودي نواف عبيد، الذي يعمل أستاذًا مساعدًا في مركز بيلفر للعلوم والعلاقات الدولية بجامعة هارفارد الأمريكية، يبدو أنه يمتلك لسانًا يطرب له الغرب، خصوصًا مع الاعتقاد أنه “مقرّب من دوائر القرار”، وهذا ما يجافي الواقع قبل وبعد توضيح “الخارجية” مؤخرًا.
لهذا كان لدى “عبيد” القدرة على اختلاق الأحداث المسماة باسم السعودية، ولعله كتب ذلك عبر شبكة “سي إن إن” بتاريخ 8 أكتوبر الماضي، حينما قال: “إن من الواضح أن السعوديين سيجبرون على قيادة تحالف من الدول لشن ضربات عسكرية جوية مضادة للقوات السورية وحزب الله والمقاتلين الإيرانيين؛ وذلك لدعم سقوط نظام الأسد ومساعدة دخول القوات المعارضة له إلى دمشق”. وأضاف: “بعد نجاح العمليات العسكرية التي تقودها السعودية لانتزاع عدن وجنوب اليمن من الحوثيين وعلي عبدالله صالح ومقاتلي حزب الله، فإن المملكة تدرك أنه قد يتوجب عليها مجددًا أن تتصرف بنفسها، وعلى الأخص مع الدعم الروسي للنظام السوري، الذي تدخل خشية تحكُّم المتشددين بالبلاد، التي تشكل نقطة مركزية وحيوية في المنطقة”.
لا شك أنها أقوال تصدر باسم ناشط سياسي سعودي يعيش في الغرب، لها ثمنها الذي ستدفعه السعودية من خلال تأثيرها الإعلامي هناك؛ لهذا وجب الإيضاح الرسمي من “الخارجية” السعودية.
أنور عشقي.. و”الحبل” الإسرائيلي الخامس
في مطلع يونيو الماضي، التقى أنور عشقي- بلا صفة واضحة- بالمرشح لإدارة الخارجية الإسرائيلية دوري جولد في واشنطن، وبعد أقل من أسبوع من تلك الواقعة التي تمد “حبلًا” إسرائيليًّا غامضًا لـ”عشقي”، أقرّ كاتب إسرائيلي أن لقاء عشقي وجولد ليس الأول، وإنما الخامس بينهما.
وبالفعل قال الكاتب الإسرائيلي سمدار بيري في حديث مع صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية آنذاك: “قبل ثلاثة أسابيع من المؤتمر الاقتصادي في إِسرائيل، أُجريت مقابلة صحفية مع (عشقي). وكانت هذه أول مقابلة لمسؤول سعودي مع صحيفة إسرائيلية، والحقيقة أنه لم يكن صعبًا إقناعه؛ فقد أصر (عشقي) على أن ينقل رسالة واضحة إلى نتنياهو، مفادها أنه حان الوقت لأن تعترف إسرائيل بمبادرة السلام السعودية، التي بدأت تصدأ منذ 13 سنة، ورؤساء الوزراء في القدس يتجاهلونها أو يفرون منها”.
مثل هذه الآراء الإعلامية تتضارب مع جهود الدبلوماسية السعودية في مسارها الرسمي، وهنا أيضًا تتأكد أهمية مركز الدراسات السعودي تحت مظلة “الخارجية” و”الإعلام”.