سجل حافل للدفاع الجوي السعودي في تدمير الصواريخ الباليستية

الإثنين ٨ فبراير ٢٠١٦ الساعة ٦:٢٦ مساءً
سجل حافل للدفاع الجوي السعودي في تدمير الصواريخ الباليستية

سجلت قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي، فجر اليوم، نجاحا جديدا بإسقاطها صاروخا باليستيا أطلق من الأراضي اليمنية باتجاه منطقة عسير.
ويضاف هذا النجاح الجديد إلى سجل قوات الدفاع الجوي الحافل بالنجاحات في التصدي للصواريخ الباليستية منذ انطلاق عمليات عاصفة الحزم وإعادة الأمل، من خلال تعامل بطاريات صواريخ (باتريوت) المضادة للصواريخ البالستية المتمركزة في مناطق جنوب المملكة الثلاث (عسير، وجازان، ونجران) مع الأهداف المعادية وتدميرها قبل بلوغ أهدافها.
وأوضح رئيس هيئة عمليات قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي السابق اللواء ركن متقاعد صالح الصقيري، أن قوات الدفاع الجوي في المملكة أصبحت قوة رابعة مستقلة عن بقية أفرع القوات المسلحة بعد فصلها عن القوات البرية قبل 29 عامًا، وتحديدًا في شهر رمضان من عام 1408هـ، انطلاقًا من حرص حكومة المملكة على إيجاد دفاع جوي قادر على توفير الحماية لكل المرافق والمنشآت الحيوية في المملكة.
وأشار اللواء الصقيري، في تصريح لـ«الإخبارية.نت»، إلى حرص القيادات على جعل الدفاع الجوي قوة مزودة بأحدث الأنظمة القادرة على توفير الحماية الجوية من الطائرات والصواريخ الباليستية، ومن بينها نظام «الباتريوت» الذي يعد من أحدث الأنظمة المضادة للصواريخ الباليستية.
وأكد أن منظومة صواريخ الباتريوت التابعة لقوات الدفاع الجوي الملكي السعودي تغطي وتحمي جميع مناطق المملكة، وتضم رادارات ذات تقنية عالية تساعد في رصد الأهداف المعادية، بحيث تستطيع التعامل مع كل أنواع الصواريخ الباليستية بما فيها صواريخ «سكود» و«القاهر 1»، لافتًا إلى أنه جرى تحديث منظومة الباتريوت وتطويرها إلى نظام «باك 3» الأحدث، لتصبح أكثر فاعلية.
ونوه اللواء الصقيري بأن الأفراد العاملين في وحدات «الباتريوت» تلقوا تدريبًا عاليًا، من خلال التحاقهم بدورات الصيانة والتشغيل اللازمة لتشغيل وصيانة تلك الأنظمة، داخل المملكة وخارجها.
ولفت إلى أنه سبق أن أجرت وحدات «الباتريوت» في عام 2009، تمرينًا حيًّا لاعتراض صواريخ باليستية في الجو، هو الأول من نوعه الذي يجرى خارج الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن هذا التمرين حقق نتائج ممتازة، إذ تم تدمير كل الأهداف التي أطلقت باتجاه الوحدات المشاركة بنجاح تام.
وأكد اللواء الصقيري أن «عاصفة الحزم» أثبتت قدرات الدفاع الجوي في التصدي للصواريخ الباليستية التي أطلقت من الأراضي اليمنية على جازان ونجران وخميس مشيط.
من جانبه، اعتبر الخبير الاستراتيجي العميد ركن متقاعد عمرو العامري، في حديث لـ«الإخبارية.نت»، أن الهجمات الصاروخية التي شنها المتمردون على الشرعية في اليمن في الأيام الأخيرة تأتي في حين تتكبد قواتهم خسائر فادحة وفقدانها السيطرة على كثير من المناطق، وخصوصًا في محافظتي مأرب والجوف، وتقدم قوات الشرعية السريع في جبهات عدة، واقترابها من محيط العاصمة اليمنية صنعاء.
وأكد العامري أن تلك الخسائر التي لحقت بالمتمردين دفعتهم إلى تكثيف هجماتهم الصاروخية في الفترة الأخيرة، في محاولات «يائسة» لاستهداف مواقع داخل الأراضي السعودية وحتى داخل الأراضي اليمنية، كاستهدافهم مناطق إنتاج النفط ومواقع قوات الشرعية في محافظة مأرب التي تمثل قاعدة إسناد خلفية للقوات المتقدمة في محافظة الجوف اليمنية، وكذلك باتجاه العاصمة صنعاء.
وأوضح أن قوات التحالف شنت منذ بداية عمليات عاصفة الحزم ضربات استباقية مكثفة على مواقع ألوية الصواريخ اليمنية، لتدمير مخزون الصواريخ وعربات الإطلاق، ونجحت إلى حد كبير في تقليص قدرة المتمردين على شن هجمات صاروخية على أراضي المملكة.
وامتدح «العامري» كفاءة منظومة الدفاع الجوي السعودي بنجاحها في التصدي حتى الآن لجميع الهجمات الصاروخية على أراضي المملكة، سواءً بصواريخ «سكود» أو صواريخ «القاهر1»، المعدلة عن صواريخ «سام2» الروسية الصنع، عبر بطاريات صواريخ «باتريوت» التي نشرتها المملكة في مناطقها الجنوبية في بداية عمليات عاصفة الحزم.
ولفت إلى أن النجاح الوحيد لهجمات المتمردين الصاروخية تمثل في هجومهم بصاروخ تردد أنه من نوع «توشكا» على أحد معسكرات التحالف في محافظة مأرب قبل أشهر، وأوقع خسائر كبيرة في صفوف قوات التحالف، مشيرًا إلى أن هذا الهدف يقع داخل الأراضي اليمنية، وبطبيعة الحال خارج نطاق مظلة الدفاع المضاد للصواريخ التابعة لقوات الدفاع الجوي السعودي.
وحول مجمل تطورات العمل العسكري في اليمن، رأى «العامري» أن قوات التحالف نجحت في دفع قوات المتمردين إلى التراجع، في الطريق إلى خسارة معركتهم، منذ نجاحها في استعادة العاصمة المؤقتة (عدن)، وأغلب المحافظات الجنوبية، وبالتالي نقل المعركة إلى المحافظات الشمالية وتضييق الخناق على قوات المتمردين بالتقدم في محافظتَي مأرب والجوف إلى والاقتراب من العاصمة صنعاء.
وأشار إلى أن المتمردين بإصرارهم على خرق وقف إطلاق النار، المعلن برعاية الأمم المتحدة لتشجيع الحوار القائم بين الأطراف المعنية في جنيف، يؤكدون حقيقة رفضهم الالتزام بالقرارات الدولية والاعتراف بالسلطة الشرعية المعترف بها دوليًّا، واختيارهم القتال اليائس حتى النهاية.

تهديد الصواريخ الباليستية
يقول اللواء ركن متقاعد صالح الصقيري، إن الصواريخ الباليستية تعد اليوم تهديدًا حقيقيًّا ومتناميًا يتطلب اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة وتوفير الأنظمة القادرة على التعامل معها.
وأشار، في مقال نشرته مجلة «الدفاع الجوي»، إلى أن أحد جوانب التطور في مجال الصواريخ الباليستية يتمثل في تنوع مهماتها، مضيفًا: «سابقًا كان الأمر يقتصر على الصواريخ الباليستية الاستراتيجية التي تمتلكها الدول العظمى فقط، أما اليوم فقد تعددت أنواعها لتشتمل على الصواريخ التكتيكية بمدياتها المختلفة، إضافة إلى الاستراتيجية».
ولفت إلى أن الصواريخ سابقًا كانت تستخدم الوقود السائل والصلب، مع التركيز على الوقود السائل، أما الآن فالاعتماد بات منصبًّا على الوقود الصلب المطور، مما أكسب هذه الصواريخ زيادة أعلى في خفة الحركة، مكنتها من الانتقال من موقع إلى آخر بعد كل رماية، وزمن إطلاق أقل.
وأكد اللواء الصقيري أن الأمر يتطلب مع بروز انتشار الصواريخ الباليستية أنظمة مضادة لهذه الصواريخ، وبناءها ونشرها بشكل نظام مضاد للصواريخ الباليستية متعدد الطبقات، وربط تلك الأنظمة بوسائل إنذار مبكر لتمرير المعلومة إليها في الوقت الصحيح، أو بالأصح في الزمن الحقيقي، خصوصًا أن الصواريخ لا تحتاج إلى وقت طويل للوصول إلى أهدافها، بل إلى دقائق معدودة قد لا تتجاوز في بعض الأحيان عدد أصابع اليد الواحدة.​