طالب أزهري حاول أن يخدع العالم.. جائزة وهمية وتكريم تحول إلى فضيحة!

الأربعاء ١٧ فبراير ٢٠١٦ الساعة ٨:٥٢ مساءً
طالب أزهري حاول أن يخدع العالم.. جائزة وهمية وتكريم تحول إلى فضيحة!

امتلأت فجأة مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، وعلى صفحات الجرائد والمواقع الإلكترونية، بصورة شاب مصري يُدعى عبدالرحيم راضي قال: إنه فاز بالمركز الأول في مسابقة القرآن الكريم التي أقيمت في العاصمة الماليزية كوالالمبور، وحصل على لقب أفضل قارئ في العالم.
واحتفى الجميع بالشاب بحماس، واستقبله محافظ بلدته، وسط ترحيب أبناء المحافظة، وإعلان الأزهر الشريف استعداده لتكريمه وإقامة حفل ضخم للاحتفال به، ثم جاءت المفاجأة الصادمة، بالكشف عن كذب وتدليس الطالب في كلية الصيدلة بجامعة الأزهر، بأنه لم يفز في المسابقة؛ لأنها لم تقم من الأساس!
التشكيك في صحة الخبر، بدأ بعد أن طلب أحد البرامج التلفزيونية استضافة الطالب راضي، وتكريمه على الهواء، ثم تظاهر راضي بأنه مريض من عناء السفر، وتحجج بذلك أكثر من مرة، حتى لجأ أحد معدي البرنامج للتأكد من الأمر والتواصل مع منسقي المسابقة، فانكشف أمر الشاب.
السفارة الماليزية في القاهرة أيضًا نفت إجراء أي مسابقة، حيث قال مسؤولون في السفارة: إنه لم يتم تنظيم أي مسابقة للقرآن الكريم هذا العام، وأن ماليزيا تنظم مسابقة عالمية لتكريم حفظة القرآن الكريم بحضور الملك، والذي يقوم بتكريم عدد من الطلاب في شهر شعبان من كل عام، مؤكدة على أن الطالب عبدالرحيم لم يشارك في المسابقة.
وأشار المسؤولون إلى أن ماليزيا ترسل لوزارة الأوقاف المصرية لترشيح الأسماء للدخول في المسابقة، ولم يذكر اسم الطالب في أية قوائم، وكل ما أعلنه للإعلام غير صحيح بالمرة؛ حيث إن المسابقة لم تنظَّم بعدُ، والأسماء فقط هي التي تم ترشيحها.
وبمجرد تأكد مؤسسة الأزهر الشريف من حقيقة “راضي”، ألغت حفل تكريم الطالب المدعي بأنه الفائز بالمركز الأول عالميًّا في مسابقة حفظ القرآن الكريم، وأعلنت التحقيق في الواقعة والتي يمكن أن تؤدي إلى فصل الطالب من كلية الصيدلة ومعاقبته؛ بسبب كذبه وتدليسه.
بدورها، نفت وزارة الأوقاف المصرية صحة ما تردد بشأن ترشيح الطالب الأزهري عبدالرحيم راضي لخوض مسابقة القرآن الكريم بدولة ماليزيا، وقالت: “لم نرشح أي متسابق لخوض مسابقة القرآن في دولة ماليزيا منذ عام 2013- 2014، وآخر متسابق رشحته الأوقاف في مسابقة ماليزيا كان يسمى سيد طنطاوي وذلك عام 2013”.
وكان آخر قارئ مصري فاز بالجائزة يدعى هاني عبدالعزيز أحمد في عام 2010، ولم يتم الاحتفاء به مثلما حدث مع الطالب المدعي الفوز عبدالرحيم راضي.
وتجاهل طالب الأزهر عبدالرحمن راضي، الهجوم عليه، بعد اكتشاف عدم فوزه بالجائزة الأولى في مسابقة القرآن الكريم العالمية بماليزيا، والجدل الذي أثير حوله خلال اليومين الماضيين، على الرغم من الطلبات المتلاحقة من نشطاء التواصل الاجتماعي بالقيام بالكشف عن الحقيقة، لكن “راضي” فضّل الصمت.