أسرار ترفض (الدهاليز) لدى الشيخ #المغامسي تزيد من تأثيره على الناس

الأحد ٧ فبراير ٢٠١٦ الساعة ١٢:١٦ مساءً
أسرار ترفض (الدهاليز) لدى الشيخ #المغامسي تزيد من تأثيره على الناس

يسعد متابعو الداعية الشيخ صالح المغامسي إمام وخطيب مسجد قباء بالمدينة المنورة، عبر دروسه الميدانية المختلفة وبرامجه الإذاعية والتلفزيونية ومقاطعه المنتشرة عبر قناته في “يوتيوب” وتغريدات الواعية في “تويتر”، بما يقدم من بساطة الرؤية في الأمور العامة المرتبطة بشؤون الدين والمجتمع.
في أكثر من مناسبة، يرفض الشيخ المغامسي أن يُقحم نفسه في شؤون السياسة المباشرة، لكنه مع ذلك يدلي بدلوه في أمور تهم الوطن بكل تجرُّد، مقدماً من خلال تعليقاته رؤى مستنيرة، رغم أنه حذر من “دهاليز السياسة” عبر صفحته في موقع “فيسبوك” بتاريخ 25 أكتوبر 2015، حينما كتب: “السياسة دهاليز مظلمة كفانا ولاة أمرنا همّها، وإنما أتحدث من باب الطرق العقائدي وأحاديث أشراط الساعة”. وتابع حينذاك قائلاً: “حال الأمة اليوم مع الروس والأمريكان قريب جداً من قول الشاعر الشعبي: احذر من العقرب واحذر من الداب/السم واحد لا رقا في متونك”، وبشّر بقوله: “ما زلت أقول سيكشف الله بعزته ورحمته هذه الغمة عن الأمة قريباً، فلله سُنن لا تتبدل ولا تتغير”.
أسرار من المنابر المختلفة
هذه هي الأسرار التي قرّبت الشيخ المغامسي من الناس أكثر، ورفعت من درجة تأثيره عليهم، حينما يقرّ كثيراً أن السياسة “دهاليز مظلمة”، لكنه بعيداً عن دهاليزها يخرج أسراره بإبداء آراء مستنيرة في قضايا موضوعية تهم القاصي والداني، من باب “أشراط الساعة”، كما يؤكد ويستند.
ولهذا كان المرصد السعودي للإعلام الاجتماعي محقاً، وهو يؤكد سرعة تنامي شعبية وتأثير الشيخ المغامسي، وهو يحصد المركز الثاني ويقترب زاحفاً صوب المركز الأول الذي يتربّع عليه الشيخ محمد العريفي.
ولا شيء يفسر تلك الأسرار “المغامسية”، سوى بساطته وتلقائيته في إيصال مكنون ما يملك من معارف وعلوم دينية ودنيوية، عبر برامجه الإذاعية والتلفزيونية المتعددة والمختلفة، وعبر صفحاته وحساباته في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وعبر دروسه الميدانية في المساجد والمنابر والمراكز الدعوية وخلافها بالداخل والخارج.
لغز “العجوة”.. وتشجيع مراكز تأهيل المعاقين
عندما خرج أستاذ السنة بجامعة الإمام الدكتور أحمد الباتلي برأي صاخب، أزعج ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي قبل التجار والمزارعين والمسؤولين، قال فيه إن عجوة المدينة ليست هي العجوة التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم، كان للشيخ المغامسي رده البسيط والمقنع.
وعبر آخر خطبه من منبر الجمعة بمسجد قباء، قال: “العجوة هي التي بين أيدي الناس اليوم، هذا الذي أدركنا الناس عليه منذ أن كنّا، وأهل المدينة أعلم الناس بها”. وقال أيضاً: “يتحرر في مسألة التمر، عندي، ما يلي أن التمر خيرٌ كله، في أي مكان كان، تمر المدينة أعظم التمور بركة، وما كان بين لابتيها تتأكد بركته أكثر، وعجوة عالية المدينة أعظم التمور بركة وأجل أثراً؛ لأنه من الجنة، بل قيل هو من غرس النبي عليه السلام”.
وأيضاً لدى حضوره افتتاح مؤتمر المدينة لمستجدات التأهيل الطبي، في 3 نوفمبر الماضي، أيّد وجوب ثقافة الوقف بإقامة مراكز التأهيل الطبي للمرضى والمعاقين، حيث آثرها على سباق المحسنين على بناء المساجد، وقال في ذلك آنذاك: “إن ثقافة التسابق لبناء المساجد من المحسنين خرجت عن الإطار، وأنه في الأصل تكون المساجد قليلة ليجتمع الناس فيها”.
تحققوا مع كم الحكمة وأسرار البساطة في إيصال المعلومة، وهو يحسم جدالاً بشأن عجوة المدينة، ويؤثر بناء مراكز التأهيل الطبي على الإكثار من المساجد.
حكمة “غير سياسية” تجاه المد الإيراني و”عاصفة الحزم”
في آخر مداخلاته غير المقصودة في الآراء السياسية، قال في 21 يناير الماضي مغرداً: “يستعصي ما يجري في الأمة على مفردات لغة المغردين المخلصين؛ لكنه لن يُعجز قدرة رب العالمين”؛ مضيفاً: “إذا كتب الله للأمة أن تتحد وتجتمع، فلن يجد المد الصفوي الحاقد ولا الفكر الضال الجاهل فيها موضع قدم”، وأضاف: “ما يقع في مضايا جرح دامٍ له نظائر، وأعظم نظائره ما في قلوبنا من الجراح والأسى”، واختتم: “ليس من الحكمة في شيء أن نختلق صراعاً مع ولاة أمرنا، فتختلف القلوب وتتفِرَق الكلمة ويفرح العدو”.
إنها نفس الحكمة “غير السياسية”، التي جعلته يقول بعد إطلاق عمليات “عاصفة الحزم”، في 26 مارس 2015 بكل وضوح: “جاءت عاصفة الحزم والأمة أحوج ما تكون إليها. إن الملك سلمان بن عبدالعزيز ارتفع بها عن الخصومات، وأعرض عن أسباب الفرقة والعدوان، وتوكل على الله، ومضى ثابت العزم واثق الخطوة، وأدرك أن ذلك طريق النصر ومعرج الفتوحات”. وأضاف في إيضاح أكثر: “نحن في المملكة العربية السعودية يقع علينا واجب عظيم؛ فالناس على دين ملوكهم، فإذا كان الملك عظيماً جليل العظماء ماضي العزم، وجب على الأمة أن تكون تبعاً لقائدها، وكلنا اليوم سلمان بن عبدالعزيز”، وأبان بقوله: “يقع على العلماء والدعاة والمفكرين والمربين والآباء والمواطنين جميعاً مسؤوليات جسام، وهم أهل لها بإذن الله”.