عودة #الجنادرية مع #سلمان_الوفاء بعد عام من رحيل رُبانها #الملك_عبدالله

الأربعاء ٣ فبراير ٢٠١٦ الساعة ٦:٤٠ مساءً
عودة #الجنادرية مع #سلمان_الوفاء بعد عام من رحيل رُبانها #الملك_عبدالله

وسط الأدوار السياسية والعسكرية والاقتصادية المهمة التي تقوم بها قيادة المملكة العربية السعودية في المنطقة والعالم، حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، اليوم الأربعاء، على إعادة الوهج للمهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) في دورته الثلاثين، بعد أن غاب العامَ الماضي حداداً على رحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز (رحمه الله).
ويعود المهرجان في توقيت مهم لقيادة البلاد، وهي تقود حراكاً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً مهماً، منذ نحو عام تقريباً؛ من أجل كسر الشوكة الإيرانية في المنطقة؛ من خلال خوض العمليات العسكرية للتحالف العربي عبر “عاصفة الحزم” في اليمن، والتي تُشارف على كتابة انتصارها على ميليشيات الحوثيين الانقلابية وحلفائها من قوات المخلوع علي عبدالله صالح، إلى جانب الجهود القائمة في سوريا لمنع بسط النفوذ الطائفي الإيراني عبر تنظيمات الإرهاب والتطرف المختلفة وعلى رأسها “داعش”، وغيرها من خطوات؛ للحد من محاولات التغلغل الإيراني المستمرة في عدد من العواصم العربية.
محاولات إيرانية يائسة للتشويش على “الجنادرية”
ووسط تلك الأدوار السعودية المهمة، حاولت أجهزة إعلامية إيرانية؛ على رأسها قناة “العالم”، التشويش على مشاركة ألمانيا كضيف شرف للمهرجان هذا العام، حينما روّجت مؤخراً لأخبار منسوبة لممثلين في الائتلاف الألماني الحاكم والمعارضة، تنتقد قرار وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر بشأن المشاركة في “الجنادرية”، ولم تحظَ تلك المحاولات اليائسة بأي اهتمام على الصعيد الألماني والأوروبي.
لهذا قال نائب سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية في الرياض ميخائيل أونماخت بلغة عربية واضحة، خلال المؤتمر الصحافي مع نائب وزير الحرس الوطني عبدالمحسن التويجري: إن ألمانيا ستعمل على إجراء رحلة من الزمان بين القرون الوسطى للجمهورية وبين الوقت الحالي، وعرض الثقافة والموروث الألماني الذي مرّ بالبلد طيلة تلك الفترة، وأضاف: “سنسعى لتعريف السعوديين بالجمهورية الألمانية وتراثها”.
ولفت “أونماخت” إلى أن ألمانيا لم يسبق لها المشاركة في أي معرض في الدول الخليجية، وأن مشاركتها في مهرجان الجنادرية تُعَدّ تحدياً لكونها تجربة جديدة تخوضها البلاد؛ على أن تعرض ألمانيا معلومات عن الفلاسفة الألمان، والمتحف الإسلامي في برلين ضمن جناحهم في قرية الجنادرية.
عودة المهرجان مع غياب ربانه لأول مرة
ويجسّد الملك سلمان، اليوم، كل معاني الوفاء لشقيقه الراحل الملك عبدالله، الذي يغيب لأول مرة عن مشهد مهرجان الجنادرية، بعد أن ارتبط المهرجان به روحياً وتنظيمياً تحت قيادة الحرس الوطني منذ انطلاقه في عام 1985.
وفي هذا الجانب، استذكر وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله الملك الراحل وغيابه عن هذا المشهد لأول مرة منذ انطلاقته، حينما قال في كلمة لوسائل الإعلام: “إن غياب الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- إذا كان يحُزّ في النفس ويُشعر الجميع بالأسى والحزن؛ لكن فكره وإنجازه حاضر في الذاكرة الوطنية كما هو حاضر في وجدان كل فرد من أبناء هذا الوطن المعطاء الذي يرتبط بقادته ارتباطاً وثيقاً دافعه المحبة والإجلال والإخلاص بين القيادة والشعب في كل العهود والأزمان”.
وأضاف الأمير متعب: “ها هو أخوه سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود يواصل مسيرة الإنجازات والعطاء للوطن وللشعب.. والوفاء لهذا المهرجان ولربانه عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- حيث كان هاجساً ثابتاً ودائماً في فكره وروحه، أن تكون الجنادرية مصدر ثقافة وإشعاع معرفة ووفاء”.
ربيع “الجنادرية” الثقافي يُطل منذ العام 1985
مع فصل الربيع من كل عام، يُطل مهرجان الجنادرية بروحه الثقافية والتراثية، منذ أن انطلق في 24 مارس 1985، تحت إشراف وزارة الحرس الوطني. ومنذ ذلك الوقت، صار المهرجان مناسبة وطنية تاريخية تمثل تواصلاً بين الأجيال والثقافات؛ إذ تمثل مؤشراً عميق الدلالة على اهتمام القيادة السعودية بالتراثية والثقافة والتقاليد.
ولعل حدث “الجنادرية” بات يمثل معياراً أساسياً؛ للتأكيد على هويتنا العربية الإسلامية، والتأصيل لموروثنا الوطني بشتى جوانبه؛ في محاولة جادة جداً للإبقاء عليه مجسداً للأجيال القادمة.
وفي سبيل ذلك، وضعت القيادة السعودية جميع الإمكانيات اللازمة في مختلف القطاعات الحكومية رهن إشارة القائمين على تنظيم هذا المهرجان؛ لتتسابق جميع القطاعات على المشاركة في النشاطات المعتمدة كل عام.
أصل الفكرة نبعت من تطوير سباق الهجن
كان لسباق الهجن السنوي الذي كانت له شهرته ورواجه على المستويين المحلي والإقليمي، دور أساسي في فكرة قيام مهرجان الجنادرية، الذي بدأ بضم قرية متكاملة للتراث والحلى القديمة والأدوات التي كان يستخدمها الإنسان السعودي في بيئته قبل أكثر من 50 عاماً.
وكان من أولويات الجانب التراثي في المهرجان، إبراز أوجه التراث الشعبي المختلفة، متمثلة في الصناعات اليدوية والحرف التقليدية؛ بهدف ربطها بواقع حاضرنا المعاصر والمحافظة عليها كهدف من أهداف المهرجان الأساسية، وإبرازها لما تمثله من إبداع إنساني تراثي عريق لأبناء هذا الوطن على مدار أجيال سابقة، إضافة إلى أنها تعتبر عنصر جذب جماهيري للزائرين.
تطور فعاليات “الجنادرية” مع السنوات
مع مرور السنوات، تطورت فعاليات مهرجان الجنادرية تدريجيا، حيث أضيف البرنامج الثقافي من ندوات ومحاضرات وأمسيات شعرية مع الدورة الثانية، ثم الندوة الثقافية الكبرى التي تهتم بالتراث الشعبي العربي وجناح الصناعات الوطنية مع الدورة الثالثة، ثم فتح المجال لمشاركة الأشقاء من الدول الخليجية بتراثياتهم لأول مرة مع الدورة الرابعة.
واتسعت رقعة العروض الفلكلورية عبر النشاطات المسرحية، من خلال الدورة الثامنة، كما ظهر معرض الكتاب على أرض “الجنادرية” عبر الدورة التاسعة، ثم مسابقة القرآن الكريم وتقديم “أوبريت” آلافتتاح عبر الدورة الحادية عشرة.
وعبر الدورة الثالثة عشرة، حضرت المرأة من خلال المشاركات الثقافية والفنية والتراثية. أما الدورة الرابعة عشرة، فقد كانت استثنائية حينما تزامنت مع الذكرى المئوية لتأسيس المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، حينما أخذت فعاليات المهرجان بعدا تنظيميا وبرامجيا وتجهزياوأنشطةيا مختلفا.
ومع الدورة 25، بدأت مشاركة دول خارجية كـ”ضيف شرف” لأول مرة، وشارك حينذاك فرنسا في ضيافة شرف “الجنادرية”.
فكرة لفتح قرية “الجنادرية” طيلة العام
هناك فكرة تدرسها اللجنة العليا لمهرجان التراث والثقافة، أكدها نائب وزير الحرس الوطني عبدالمحسن التويجري، بشأن إمكانية فتح قرية الجنادرية طيلة العام، أسوة ببعض المهرجانات في بعض الدول الخليجية، مشيراً إلى توسعة مساحة القرية بشكل عام ومداخل قراها الخاصة بإمارات المناطق للقضاء على الزحام.
وأوضح التويجري أيضاً استعداد لجنة المهرجان للتعاون مع وزارة الخارجية؛ لعرض فكرة “الجنادرية” في الممثليات السعودية بالخارج، حال طلب ذلك. وفي الوقت نفسه، استبعد إمكانية تنقل المهرجان بين المدن السعودية؛ لصعوبة نقل مكان القرية الموجودة بالعاصمة الرياض، مع مراعاة لجنة المهرجان لتوزيع البرنامج الثقافي بين المدن ممثلة في أنديتها الأدبية والجامعات؛ بهدف تمكين سكان تلك المدن من حضور تلك الفعاليات.