ماذا بقي من كرامة المعلم والتعليم؟

الأحد ٢١ فبراير ٢٠١٦ الساعة ١١:٣٣ صباحاً
ماذا بقي من كرامة المعلم والتعليم؟

كنت حذرت هنا في “المواطن” في مقالين منفصلين الأول عن خطورة الابتزاز بالتصوير، من خلال استفزاز الشخص المراد ابتزازه وتصويره في ثورة غضبه ونشر الصور في مواقع التواصل الاجتماعي؛ ليتم التشهير به أولاً ولاستعداء المسؤولين عليه ثانياً، وكان الأمر ينجح في كل مرة، ما جعل الكثيرين إما لجهل أو لضعف الوازع الديني والأخلاقي يلجؤون إلى هذه الوسيلة مع كل من يقع معهم في إشكال معين، متجاوزين بذلك الوسائل النظامية لحل المشاكل. وفي المقال الثاني تكلمت عن هيبة المعلم التي فُقدت بسبب بعض الأنظمة والقرارات الوزارية وسوء تطبيقها من إدارات التعليم، وأثر ذلك الأمر على هيبة الحكومة وأنظمة وقوانين الدولة وقبل ذلك على القيم والأخلاق والسلوك العام.
وما حدث في مدرسة الفيصلية للموهوبين بجدة كارثة حقيقة على القيم والأخلاق ومنظومة القوانين والأنظمة والكيان التنظيمي للحكومة.
ليست الكارثة في قيام طلاب مراهقين بالتخطيط لاستفزاز معلمهم ثم تصويره ونشر التسجيل على مواقع التواصل الاجتماعي، كما ظهر ذلك جلياً في طريقة التصوير، وكما ذكره غير واحد من طلاب المدرسة من زملاء الطلاب أصحاب الحادثة، رغم فداحة الأمر وكارثيته.
الكارثة الحقيقة كانت في ردة فعل المسؤولين عن التعليم بجدة، بدءاً من إدارة المدرسة التي لم تكتف بما حدث للمعلم من إساءة وتشهير فزادت الطين بله بتصويره وهو يعتذر للطالب ويقبل رأسه، ونشر المقطع على مواقع التواصل الاجتماعي، وكأنها تقول هذا جزاء كل معلم لا يصبر على إساءات الطلاب وإهاناتهم له، وتقول للطلاب استمروا ولا تخافوا. ثم أكملت إدارة التعليم بالطامة الكبرى باستقبال الطالب صاحب الحادثة وتكريمه وإجلاسه على كرسي مدير التعليم، وكأنها تقول لكل طالب افعل ما بدا لك داخل المدرسة بحق أو بباطل، ولا تُقم وزناً لأحد فأنت فوق كل قانون ونظام ومحمي حتى وأنت تخطئ وتسيء. ابني في نفس مرحلة الطالب قال معلقاً على استقبال مدير التعليم للطالب ” الله يهنيه صار مشهوراً”.
تعليق ابني يختصر تماماً ما سيحدث مستقبلاً من الطلاب تجاه معلميهم، وهو الآتي: أي معلم لا يعجبك استفزه وصوره وأفضحه، النتيجة: تنتقم من المعلم وتصبح مشهوراً. وهذا امتداد للأحداث السابقة التي لم يُتخذ فيها إجراء مناسب لردع المستفز والمصور والناشر، لكن هذه المرة الحدث وقع في أخطر مكان على الإطلاق وهو التعليم مصنع كل القيم والسلوكيات.
تصرف المعلم غير مقبول ويتنافى مع كل قيم مهنة التربية والتعليم. لكن المعلم يظل إنساناً يستفزه ما يستفز كل إنسان من تصرفات تسيء له، قد يضبط نفسه مرة ومرات لكنه سينفجر أخيراً، وهو ما نفعله مع أبنائنا في البيت. وترك الطلاب يستفزون معلميهم ويشهرون بهم دون محاسبة ولا عقاب، فإننا بذلك نتركهم يدقون المسمار الأخير في نعش التعليم، الذي لن يُدفن وحده بل ستُدفن معه القيم والأخلاق وكل العلاقات النبيلة في المجتمع، بل وسيُدفن معه قانون الدولة وهيكلها التنظيمي.
معالي وزير التعليم، يجب ألا تمر هذه الحادثة دون تصحيح وضع التعليم وأعني هنا هيبة وكرامة المعلم والتعليم قبل تتفاقم الأمر ويحدث ما لا يمكن تداركه أو تصحيحه.
abdulkhalig_ali
[email protected]

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • محمود الساحلي

    صدقت والله ، فكيف بطالب يستفز معلم قاصداّ التشهير للمعلم والوزارة توقف المعلم عن العمل وقد يتم فصله من التعليم ، أرى أن نظام التعليم في هذه المسألة هو نظام فوضى ، لا يوافقه الشرع والذي لا يوافقه الشرع لا يوافقه النظام .

  • ماهم معطين النظام وجه

    يارجل كل المكتوب لصالح المعلم مانظرت لطالب وماهو شعوره وما هو شعور الحاضرين الباقين انت تؤيد الحاصل تماما وتستنكر لماذا الطالب يصور المعلم ولماذا المعلم يعتذر لطالب ولماذا يكرم الطالب. …لو حصل هذا في صالح المعلم ضد الطالب كنت اول المصفقين أليس كذلك. …ماهي الهيبة التي تتحدث السماح بالظرب استفزاز الطلاب معامله الطالب مثل أي شخص في الشارع عند الصواب والخطأ. …ألم ترى خطأ من جهة المعلم الم ترى أن الطالب يستاهل أن المعلم يعتذر له. …المقطع في الأساس ماهو شعور الطالب في المقطع وهو ينظرب بهذا الشكل تحس انه حيوان وليس انسان. …راجع سبب الظرب لكي ترى هل يستاهل مثل هذا المنظر. …لوظهر بعد فتره طالب يظرب المعلم ياترى ماذا ستكتب. ….ولو ظهر مقطع آخر الطالب يعتذر للمعلم ماذا ستكتب. ..الثانيه رح تكون كتابتك هذا لايكفي نبي الهيبة نبي نعطى صلاحيأت بئننا نظرب ونشتم الطلاب هذا مااتوقع منك كتابته. …….تعلم بأن الحياه الاسلاميه حياه وسطيه خاليه من الشده وخالية من الضعف وليس فيها شتم ولاظرب ولاسب وهي أعمال بإحسان لصغير والكبير فكلهما في درجه واحده لايعلو إحداهما على الآخر

  • أبو أيمن

    أحسنت
    أحسن الله إليك
    أنا ولي أمر ولست معلم
    مايحدث للمعلمين داخل أسوار المدرسة وخارجها سيجعل التقاعد المبكر هو السمه العظمى لكل معلم لحفظ ماء الوجه أمام الناس
    وكذلك ستكون نتائجه على المدى البعيد أسوا بعزوف الجيل الحالي عن هذه المهنة.
    على مدى الخمسة عشر الماضية نجد كل سنة أو سنتين تغيير في المناهج أو في طرق التدريس .. شتت أذهان الأسر قبل المنتفعين بالتعليم.
    بختصار ومن وجهة نظر خاصة جداً (التعليم يحتضر)

  • معلم مقهور

    أصبت كبد الحقيقة
    لا فض فوك

  • عصام هاني عبد الله الحمصي

    النظام يطبق على المنحرفين من المعلمين والطلاب في دول العالم دون إستثناء :: 1 ، جاي متأخر 2 ـ الجوال لا ينزل من يده 3 ـ يترك الحصة مبكراً ، 4 ـ لا يحضر الدوس 5 ـ لا يعرف أسماء طلابه 6 ـ يعطي دوس خصوصيه بمنزليه لطلاب فصله 7 ـ مجهد بيته بعيد عن المدرسة 9 ـ عيونه حمراء وبؤبئه واسع 10 ـ متعصب بالإنتماءوالتفرقه بين الطلبه 11 ـ حقو د على الأغنياء ونايذ للفقراء :: ياأيها الكاتب الي ماربوه أهله تربيه الجهات الرسمية :: مأصعب أن ترى دموع اليتيم مكرره كل يوم بعد الدوام بسبب المعلم : : أنت وغيرك مؤتمن ولا تسكن في برج عاجي ومصلحة الطلبه أهم وهم الوحدة الإنتاجية المستقبلية لخدمة البلاد والعباد ، يجب عدم معاكسة الجزاء والعقاب وما وضعته الجهات الرسميه في نظام التأديب وإلا ستجرو أنفسكم للمسائلة التأديبية حسب النظام في حاله معاكسة الأنظمة ، ( المعلم يعمل بحسبان مدوس لدى الجهات الرسمية وصاحب الخلق الكريم لا يتطلب من يدافع عنه ) وشكراً .

  • ولي امر

    الانسان مسؤول عن تصرفاته سواء في حالة غضبه ام سروره , والمعلم قدوة يجب ان يتمالك نفسه ويضبط غضبه ,وان يبتعد عن اسخدام العنف والضرب مهما كانت الاسباب , فالعنف هو حيلة الهمج والحيوانات المفترسه وليس سلوكا للمعلم المربي , والمعلم الذي قتل مجموعة من الاشخاص في الداير لو كان يعرف خلقا او تصرفا غير العنف لما كان فعل هذه الجريمة ..

    ختاما يجب ان يكون هنالك رخصة للمعلمين تجدد كل خمس سنوات وان لايبقى في هذا الميدان الا من تتوفر فيه الصفات العلمية والخلقيه المطلوبة للتعامل مع الاطفال والمراهقين لنبني جيلا متعلما واثقا من نفسه , وان يبعد عن هذا المجال الاشخاص الذين لايجيدون التعامل الا بالعنف والضرب والاهانة .

  • ابو احمد

    لا تعليم ولا تربيه
    التعلم اما يكون رغبه او رهبه
    وهي مفقوده عند اكثر من ٩٥ في الميه من الطلبه
    هناك قصور من بعض المعلمين و تصرفات غير مقبوله
    للاسف المعلم الذي يعصب ويضرب وينفعل غالبا يكون هو المعلم الذي يعمل ( يوجد قله ممن يعملون لا يفعلون ذلك ربما في كل مدينه واحد او اثنين)
    كثير من المعلمين الذين ليس عليهم اي ملاحظه لا يعملون وانما لديهم اوراق يعطوها للمدراء والمشرفين وغالبا ما تعمل هذة الاوراق في وقت الطالب

  • ابو احمد

    تعليقي السابق
    نقاط تحتاج كلا منها لبحث

  • ابو زيزو

    كل واحد يبربر وينقد وهو يتسدح ولا يدري وش اللي حاصل في المدارس الطلاب الان بدون أخلاق إلا من رحم ربك
    والحصص تجاوز 27 مع الانتظار وملزم بحضور الطابور وحتى الفسح اللي هي أقل حق للمعلم يعطونه مراقبه وفي نهاية اليوم الدراسي يمسك مكان حارس المدرسه هذا غير الأعمال المنزلية مثل التحضير والتصحيح ورصد الدرجات في نور وما أدراك ما نور
    بعد هذا الضغط أي حلم وابداع تنتظرونه من المعلم