نعم الجديد يغنيك!

الإثنين ٢٩ فبراير ٢٠١٦ الساعة ٢:٤٠ مساءً
نعم الجديد يغنيك!

تأتي الدعوات في الحياة العملية والاجتماعية إلى الاستفادة  من أناس أكبر منا سناً ولهم تجربة وخبرة بالحياة أكثر منا، ويطلق عليهم “المستشارون، الأصل” ومسميات عديدة تأتي تحت مظلة التمسك بالأصالة والدعوة إلى الاستفادة منهم.

وهذه الدعوة أعتبرها السلاح ذي الحدين ما لم نشتغل عليه بذكاء حاذق يميز بين الإنصات إلى الاستشارة، وتمحيص جيدها من رديئها، ومعرفة  قدرتها على الابتكار أو العكس؛ حتى لا نقع في ورطة عدم التطوير والتجديد. وهي الشِباك التي يقع فيها الجيل بعدم التفكير خارج الصندوق؛ بل يظلون في الصندوق ينطلقون منه دون وعي وتحت سيطرة الاستفادة من الخبرة؛ فنحن بهذا الجهل نبني حضارة على أساس من أنقاض ربما يكون مصيرها الانهيار السريع؛ فليس شرطاً كما يقول  المثل الشعبي  “قديمك نديمك”، بأن يكون كل قديم نافع.

إن هذا الجهل ينسخنا صوراً متكررة من السابقين بذات الصور والأخطاء التي وقع فيها السابقون حتى طرق العلاج قد تأتي بنفس منهج التفكير السابق.

وهذا ينافي منهج الابتكار والاختراع والتفكير خارج الصندوق، الذي يعني أن تضع كل تجاربك وأفكارك السابقة جانبًا؛ لتأتي بحل جديد لا يعتمد على ما هو داخل الصندوق، وهذه مهارة التفكير خارج السياج وخارج الصندوق؛ حيث تتيح الفرصة للعقل أن يختبر الأفكار الجديدة والإبداع فيها.

البقاء دائماً للشجرة المثمرة؛ فالشجرة التي تَشيخ لم يعد عندها غير أوراقها القديمة، هذه الأوراق التي لم يعد الزمن لها. وقيسوا على ذلك ما يحدث الآن  في مجتمعاتنا؛ فعندما نحصر هذه الطاقة الشبابية في العقل العملي القديم ولا نشرح لهم معنى الأصالة والجدة الحقيقي الذي يدع لهم الحق في صنع أصالتهم هم كذلك؛ بابتكار ما يناسب حياتهم العملية والعلمية.

نحن بهذا الصنع نحدّ من تطورنا، ونبني لنا تخلفاً ومستقبلاً جامداً لا حراك فيه.

 

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • عصام هاني عبد الله الحمصي

    الفرق بين الإنسان والحيوان مستوى الإدراك وإن تم تركيب شريحة بالدماغ للدجاج وإستطاع أن يتكلم فسوف يقاضي كل من إلتهم لحمه ولدرء المسؤلية الجنائية قبل التحويل للقضاء على البشر خلع أسنانهم ومن لا يحترم السلف وخبراتهم لا يستطيع حمل راية الخلف لإستمرار الحياة ، يجب إحرام الكبير منا حتى ولو وصل الى أرزل العمر ، والعلم هو لمن يعمل به وليس لمن يتعلمه وما يجب أن لا يهمل هو التاريخ والأمثال الشعبة وإلا ضاع التاريخ والأصاله الدافعة للنو وصنع الأمجاد :: الكاتبه مقالها رائع وهناك دلالة واضحة لمستوى ثقافي عالي حفظها اله للبلاد والعباد ::.