زيارة #ولي_العهد إلى فرنسا تقلب ملف #الإرهاب في محور #طهران

الجمعة ٤ مارس ٢٠١٦ الساعة ٢:٣٠ صباحاً
زيارة #ولي_العهد إلى فرنسا تقلب ملف #الإرهاب في محور #طهران

عندما أعلن قصر الإليزيه أن الرئيس فرنسوا هولاند سيستقبل قبيل ظهر اليوم الجمعة ولي العهد وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، تبدأ من هنا مؤشرات الزيارة الأولى لـ”محمد بن نايف” كولي للعهد، حيث سبق أن زار فرنسا كوزير للداخلية في 2013، في إطار التباحث في ملف الإرهاب.

ولعل المصادر الفرنسية الرسمية، ذكرت أن باريس ستستقبل الأمير محمد بن نايف بصفته “ولياً للعهد لبلد صديق تربطه بفرنسا علاقات قوية وشراكة استراتيجية”، كما ستستقبله بصفته وزيراً للداخلية أي «شريكاً في محاربة الإرهاب”، الذي يواجهه البلدان ويتعاونان في محاربته، حيث وُصفت الزيارة بأنها “بالغة الأهمية”، خصوصاً في توقيتها الحالي، قبل إقرار دخول قوات برية في المواجهة ضد تنظيم “داعش” في سوريا.

 

بين السعودية وفرنسا ما يتجاوز قوة “اللجنة المشتركة”

قبل الزيارة الرسمية الأولى لولي العهد، سبقه ولي ولي العهد وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان إلى هناك في زيارة رسمية، كانت قبل أكثر من 8 أشهر، بتاريخ 24 يونيو 2015. وكانت تلك الزيارة تمثل إعداداً لتقوية العلاقات بين البلدين إلى مستويات أعلى، حيث تأكد ذلك من خلال تشكيل اللجنة الثنائية المشتركة بين البلدين برئاسة ولي ولي العهد ووزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت، وذلك خلال زيارة الرئيس الفرنسي هولاند إلى السعودية في مايو الماضي.

لهذا ستعزِّز زيارة ولي العهد حالياً الفرصة للتشاورات الإيجابية، فيما يخص التطورات في منطقة الشرق الأوسط، وخصوصاً فيما يخص ملف الإرهاب، الذي تهتم فرنسا بمعالجته عسكرياً على الأراضي السورية من خلال استهداف عناصر تنظيم “داعش” وما يتبعه من جماعات إرهابية مشابهة. كما ستكون الفرصة ملائمة أيضاً، لمناقشة أولويات الاجتماع الثالث المرتقب للجنة الثنائية المشتركة، المقرر عقده في باريس خلال أبريل المقبل.

ولعل العلاقات بين السعودية وفرنسا لها جذورها التاريخية، وهو ما دعا السفير الفرنسي لدى المملكة برانتون بوزنانسون يصفها بـ”القديمة والمتجذّرة”، وأنها تعود إلى أكثر من 175 عاماً، حيث أكد أن “لقاء الملك فيصل، رحمه الله، والجنرال شارل ديجول عام 1967 عكس أهمية هذه العلاقات”.

دعوة فرنسا لولي العهد ووزير الداخلية.. في عين طهران

لن تكون الدعوة الرسمية من قيادة فرنسا لولي العهد السعودي ووزير الداخلية لهذه الزيارة الراهنة، بعيدة عن عين طهران المترصدة عن كثب.

بخلاف تمثيل الأمير محمد بن نايف لقيادة البلد بوصفه وليا للعهد، يحضر أيضاً بصفته وزيراً للداخلية، لفتح التباحث الدقيق في ملف الإرهاب، الذي يقلق السعودية مثلما يقلق فرنسا التي اكتوت به مؤخراً، من خلال تفجيرات باريس في نوفمبر الماضي.

ولعل إيران لها توجّساتها من القيادة الفرنسية الحالية، خصوصاً من خلال موقفها مما يحدث في سوريا تحديداً. كما أن فرنسا تعني لتاريخ الثورة الإيرانية الكثير، حينما كانت باريس المحطة الأخيرة من منفى الخميني الذي أوقد جذوة الثورة في منفاه، الذي امتد إلى 14 عاماً و3 أشهر تقريباً في الفترة من 1964 إلى 1979، رغم أنه أمضى في فرنسا 4 أشهر فقط، لكنها كانت خلاصة التجربة الثورية التي بدأت بمؤلفات أولية في منفى تركيا (11 شهراً)، ومؤلفات موجَّهة في منفى العراق (13 عاماً)، حيث من باريس بدأ الحراك لإقصاء نظام الشاه محمد رضا بهلوي، حتى عاد الخميني إلى طهران من باريس في الأول من فبراير 1979 لإكمال آخر فصول الثورة.

ولأن باريس تعني الكثير لقائد الثورة الإيرانية، فهي تمتعض كثيراً للتقارب الراهن بين السعودية وفرنسا، والذي وصل إلى مستوى تشكيل لجنة ثنائية مشتركة تجتمع بصفة دورية.

وزير الخارجية الفرنسي السابق فضح عائلة الأسد حليفة إيران

ومن بين الأحداث الموثّقة فيما بعد خروج العمل العسكري العلني لـ”محور طهران” في سوريا من أجل حماية نظام بشار الأسد بعد الثورة الشعبية عليه في فبراير 2011، كشف وزير الخارجية الفرنسي السابق لوران فابيوس أمراً خطيراً في 30 أغسطس 2012، وذلك بسبب ملاسنة مع مندوب سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري، حينما أحرجه بالكشف عن خيانة سليمان الأسد جد الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد والد بشار الأسد، حينما قال له بعد أن تحدث عن الاحتلال الفرنسي لسوريا: “”بما أنك تحدثت عن فترة الاحتلال الفرنسي، فمن واجبي أن أذكرك بأن جد رئيسكم الأسد طالب فرنسا بعدم الرحيل عن سوريا وعدم منحها الاستقلال، وذلك بموجب وثيقة رسمية وقع عليها ومحفوظة في وزارة الخارجية الفرنسية، وإن أحببت أعطيك نسخة عنها”.

وبالفعل خرجت تلك الوثيقة من قبل، حيث نشرتها صحيفة “الأهرام” المصرية قبل 28 عاماً، وكان سليمان الأسد من بين الموقعين من زعماء العلويين، حيث يعود تاريخها إلى تاريخ  15 ويونيو 1936، أي ما يقرب من 80 عاماً.

ولا شك أن النظام السوري لن ينسى ذلك الموقف في الأمم المتحدة، مثلما لا ينساه أيضاً نظام الملالي في إيران، وهذا ما يزيد الحنق على فرنسا المتقاربة كثيراً مع السعودية بعمق استراتيجي.