وسط غياب الرقابة.. مساجد تهامة بلا أئمة وقراءات “مشوَّهة” تُنفر المصلين

الخميس ١٧ مارس ٢٠١٦ الساعة ١:٣٥ مساءً
وسط غياب الرقابة.. مساجد تهامة بلا أئمة وقراءات “مشوَّهة” تُنفر المصلين

حينما تصفّ في أحد الجوامع لتؤدي صلاة الفريضة ظهراً أو عصراً قد لا تفرق بين المؤذن المعين أو الأمام لذلك الجامع؛ لأنها صلاة ليست جهرية، لكن سرعان ما ينكشف غطاء ذلك الستر في صلاتي المغرب والعشاء وتظهر الأحرف المكسرة وحالات الإبدال والتشويه.
هكذا حال الكثير من المساجد بتهامة عسير، أغلب القائمين عليها من جنسيات آسيوية، وسط غياب دور مراقبة المساجد وإن كانت موجودة فهي قليلة جداً وتكاد أن تكون معدومة.
“المواطن” رصدت عدداً من الجوامع والمساجد بمحايل عسير وبارق والمجاردة وخرجت بنتائج تسُوقها في التقرير التالي:
إنابة آسيوية
في أحد مساجد الأحياء الذي يغص بالمصلين ببارق قال الشيخ “ف” الباكستاني إنه تولى إمامة المسجد من قبل الإمام المعين ويتقاضى منه أجراً شهرياً يصل إلى 1000 ريال شهرياً ليصلي الفروض فقط.
وأضاف “هناك الكثير من رفاقي الذين يقومون على الكثير من المساجد هنا مقابل أجور من 1000-1200 ريال”.
وعن نظافة المسجد، قال إنه يستأجر أحد العمالة في المدارس لتنظيفه كل أسبوع مرتين، كما قال أحد العمالة البنجلادشية في محايل عسير والذي يصلي في أحد المساجد القريبة من طريق الحزام إنه يصلي منذ خمس سنوات تقريباً أو أكثر هنا، وبيَّن الآسيوي أنه يتقاضى مرتباً من فاعلي خير أو بالأحرى ممن قاموا ببناء وتشييد المسجد وبعض المحسنين، كاشفاً أنه ينام بحجرة قريبة من المسجد.
أئمة وخطابة
ويرى علي جابر عسيري، أحد المصلين بأحد الجوامع، أن الأمام المسؤول عن الجامع قد يكون متفرغاً من قِبل الوزارة في صلاة الظهر نظراً لارتباطه بعمل، إلا أنه يحرص على التواجد في كل الفروض.
وأضاف: بأن الأئمة الغالبية العظمى في المساجد في وقت الظهيرة أجانب نظراً لانشغال الأئمة المعينين، مطالباً وزارة الأوقاف ممثلة في إدارة المساجد بفتح وظائف للسعوديين وتدريبهم على الإمامة والخطابة.
رقابة ضعيفة
ونظراً لكبر بعض المحافظات وكثرة الجوامع والمساجد فتظل متابعتها من المراقبين ضعيفة جداً.
الشيخ مفرح الخليفي مدير مكتب الأوقاف بمحافظة بارق، اعترف بنفسه بأن الرقابة ضعيفة؛ لتنامي رقعة المحافظة الجغرافية.
وكشف الخليفي بأنه يتبع للمحافظة 700 جامع ومسجد وما يقارب من 45 مسجداً أهلياً، وأغلب المساجد يشيدها فاعلو خير ومحسنون، مشيراً إلى انعدام المشاريع الوزارية لبناء أو هدم لمساجد جديدة في المحافظة.
نفور الأئمة
الشيخ الخليفي كشف أن المكافآت التي يتم صرفها للأئمة والمؤذنين، ضعيفة جداً ولا يمكن أن نجد متفرغاً لهذه الوظائف؛ لأنه لا يمكن الاعتماد عليها كمصدر دخل أو خلافه، ولذلك يتم توظيف الأئمة من موظفي وزارة العدل ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف وكذلك المعلمين.
وفيما يخص رفع التقارير الدورية عن الأئمة والمؤذنين فمثلاً صلاة الظهر والعصر يتم غض النظر عنها وتُرفع التقارير عن صلاة الفجر والمغرب والعشاء.
وبين أن الكثير من الأئمة لديهم نفورٌ من الارتباط بالمساجد والجوامع، ولذلك نمارس معهم “حب الخشوم” لنتمكن من تسليمهم جامعاً أو مسجداً جمعة وجماعة، ونحرص أن يكونوا معلمين أو موظفي الدولة الجامعيين.
زيادة عدد المراقبين
وأما عن عدد المراقبين قال الشيخ ” الخليفي لـ” المواطن” إن محافظة بارق مترامية الأطراف وذات رقعة جغرافية كبيرة ويتبعها ثلاثة مراكز إدارية والتي بها ما يقارب 700 جامع ومسجد ولفت إلى كل مراقب نصابه ما يقارب 20 مسجداً وجامعاً فمثلاً مركز ثلوث المنظر بها ما يقارب 200 إلى 300 مسجد فكيف بمراقب واحد يغطي كل تلك المساجد؟
وطالب الخليفي الأوقاف إلى استحداث وظائف جديدة للمراقبين وممارسة صلاحية أكبر وبذلك يكون مخصص الوظائف أكبر من الموجود.