أفيقوا.. #داعش تقتلكم بأبنائكم

الثلاثاء ١ مارس ٢٠١٦ الساعة ١:٥٤ مساءً
أفيقوا.. #داعش تقتلكم بأبنائكم

ماذا تنتظر الأُسَر لتتنبه لأبنائها ؟؟!!
من أيام القاعدة ووزارة الداخلية تحذر الأُسَر من الخطر المحدق بفلذات أكبادها وأبناء الوطن، لكن يبدو أن الأسَر لم تأخذ تلك التحذيرات على محمل الجد، وتتجاهلها حتى الآن على ما يبدو.
فمن مبررات البعض أنهم يعرفون أبناءهم جيداً وأنهم لا يمكن أن ينجرفوا مع أصحاب الفكر الضال بأي حال، يقولون ذلك وهم في الحقيقية لا يعرفون عن أبنائهم إلا ما يـأكلون وما يلبسون فقط، فلا يعرفون أصدقاءهم ولا أين يذهبون إذا خرجوا من البيت، وماذا يفعلون خارجه ومع من كانوا، ولا ما يحدث لهم في المدرسة وبعد الخروج منها، ولا ما هي وجهة نظرهم تجاه ما يحدث؟ ولا يتحدثون مع أبنائهم عن أي أمر يتعلق بالإرهاب، بحجة عدم تفتيح أذهانهم على أشياء لا يعرفونها!!! أو بجهلهم بخطر ذلك الفكر واعتقادهم أنه بعيد عن أبنائهم. وفوق ذلك كله جهاز الابن الذكي لا يفارق يده، والأسرة لا تدري ما يدور في ذلك العالم المرعب.
أب يسأل ابنه بعد خطبة جمعة عن اختيار الأصدقاء، ماذا فهمت؟ قال الابن: لا شيء. غضب الأب وقال كيف لم تفهم؟ رد الابن لأني لا أعرف أصدقائي الذين يلعبون معي فكيف أختارهم؟ سكت الأب مذهولاً … استمر الابن يشرح: أنا بجانبك في البيت ألعب مع شخص لا أعرفه في الشمال وآخر خارج المملكة وأنت لا تدري عن ذلك، لأنك تتحدث معي عن دروسي فقط ولا تعرف ماذا أفعل. القصة حقيقة.
الأجهزة الذكية واتصالها بالإنترنت خطر حقيقي فقد أصبح ذلك العالم الافتراضي المحرك الأقوى للعالم الواقعي، ويجب على الأسر التنبه له.
ومن الأخطاء عدم تحذير الأبناء من مروجي الفكر الضال ممن تظهر عليهم صفات التدين خوفاً من أن يكره الأبناء الدين، لأنهم لا يستطيعون التفريق بين الدين والمتدين أو من تظهر عليه صفات التدين.
أما الأسوأ فهو غلبة العاطفة الكاذبة على الأسرة إذا عرفت أن ابنها قد انجرف إلى طريق الضلال ولم تبلغ الجهات الأمنية عنه خوفاً عليه، وهي بذلك الفعل تتركه للخطر الحقيقي والضياع الذي لا رجعة منه.
كل الإجراءات الوقائية والعلاجية التي تنفذها الحكومة عن طريق وزارات التعليم والشؤون الإسلامية والداخلية لن تحقق أهدافها بنجاح ما لم تشارك فيها الأسرة بفاعلية حقيقية.
لذلك أرى أن الأسرة تتحمل مسؤولية جنائية إذا وقع من ابن من أبنائها جريمة تتعلق بالإرهاب ولم يُبلغ عنه قبل ذلك للجهات الرسمية بوقت كافٍ، ولم يعد مقبولاً عذر لم ألاحظ على ابني شيئاً، أو أنه كان طبيعياً أو أن رفقاء السوء هم السبب؛ الحقيقية أن إهمالك كأب هو السبب الفعلي لانحراف ابنك وأنت المسؤول عنه.
فكيف يتفق خمسة أشخاص من أسرة واحدة على قتل قريب لهم بتخطيط محكم وبدم بارد ويلوذون بالفرار وربما خارج المملكة، كل ذلك ولا يلحظهم أحد من الأسرة ما لم تكن تلك الأسرة غافلة تماماً عن أبنائها ولا تدري عنهم شيئاً. ولا أريد القول أكثر من ذلك.
رغم أن حوادث قتل الأقارب تقرباً لداعش محدودة وقليلة إلا أنها كارثة بكل معانيها، وتدق ناقوس خطر يجب على الجميع التنبه له والعمل على اجتثاث ذلك الفكر الضال من عقول الشباب قبل أن يسيل الدم داخل غرف نوم الأهل.
أعرف أن هناك جهات كثيرة تتحمل مسؤولية تفخيخ عقول الشباب بأفكار مسمومة تنمو وتكبر حتى تصبح قنبلة تقتل الأقربين، وترعب المجتمع؛ وأعرف أن هناك جهات غير الأسرة مقصرة في القيام بدورها تجاه هذا الأمر الجلل، لكني على يقين أنه متى قامت الأسرة بدورها تجاه أبنائها فإن كل جهود المفسدين ستتحطم على جدار البيت الخارجي وستفشل كل خطط تمزيق كيان الأسرة والمجتمع.

@abdulkhalig_ali
[email protected]

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • عصام هاني عبد الله الحمصي

    ديننا الإسلام هو دين كل زمان ومكان ومن يأخر السبق مع التقدم العالمي يجب النظر بأمره والحزر منه سواء كان داعشي أو علماني والشكر لمن قلبه على المواطن والأجيال القادمة .