عسيري: #رعد_الشمال هدفها ردع كل ما يمس أمن الدول المشاركة ومحاربة الميليشيات بالمنطقة

الإثنين ٧ مارس ٢٠١٦ الساعة ١٠:٣٢ مساءً
عسيري: #رعد_الشمال هدفها ردع كل ما يمس أمن الدول المشاركة ومحاربة الميليشيات بالمنطقة

أوضح المتحدث باسم قوات التحالف المستشار في مكتب وزير الدفاع- العميد ركن أحمد بن حسن عسيري- أن تمرين رعد الشمال الذي يجري حاليًّا في مدينة حفر الباطن بشمال المملكة، يشارك به 20 دولة عربية وإسلامية؛ بهدف تأكيد جاهزية قواتها المسلحة، سواء على المستوى المنفرد أو على مستوى التحالفات العسكرية الدولية.

وأشار “عسيري”، خلال المؤتمر الذي عقده اليوم بمركز قيادة الشمال في قاعدة الملك خالد العسكرية بحفر الباطن، أن القوات العسكرية المشاركة في تمرين رعد الشمال التي تضم دولًا عربية وإسلامية وصديقة، إضافة إلى درع الجزيرة، بقيادة المملكة في ميادين مدينة الملك خالد العسكرية بحفر الباطن، نفّذت تدريبات عسكرية ميدانية تكتيكية واسعة لاختبار جاهزية القوات بتطبيق وتنفيذ التمارين التي بدأت بالمناورات العسكرية.

وقال: “تضمنت التدريبات طلعات جوية لمروحيات وطائرات مقاتلة استهدفت مناطق اشتباك القوات البرية مع العناصر الإرهابية، بالإضافة إلى تخليص عدد من أفراد القوات المشتركة المحاصرين في المناطق المعادية، وتطهير جميع المناطق التي تواجد بها عناصر متفرقة من العدو”.

وأكد على أهمية التدريبات العسكرية لمعرفة مدى جاهزية القوات التي تهدف إلى ردع كل ما يمس أمن الدول المشاركة ومحاربة الميليشيات والعناصر الإرهابية في المنطقة والقضاء عليها في اتساق زمني مرتبط بتدريبات وتمرينات عسكرية سابقة، مبينًا أن المؤتمر يهدف إلى إلقاء صورة واضحة عن التدريبات ومجرياتها وتنظيم التحالف للقوات وإدامتها برغم اختلاف عقائدها العسكرية.

وتحدث العميد عسيري عن التمرين الذي انطلق منذ عدة أيام، بدءًا بوصول القوات المشاركة، واحتلال مواقع معسكراتها، ثم عمليات التدريب الفردي، ثم الانتقال إلى فعاليات التمرين العسكرية، والمراحل الكلية من التمرين.

وأوضح العميد عسيري- خلال المؤتمر الصحفي- عددًا من الأمور الخاصة بالتمرين، المعروف بحرب السلم، والهادف إلى أن تكون القوات المسلحة المشاركة في كامل جاهزيتها، التي يستحيل اختبارها أو رفع كفاءتها، إلا من خلال تمارين من هذا النوع، مبينًا أن التمرين يشمل جوانب مختلفة، على مستوى الأفراد، وعلى مستوى الوحدات، من خلال جملة من المراحل، تتمثل في تمارين مشتركة، فتمارين مختلطة بين الدول المشاركة، ثم تحالفات، كما يأتي في سيناريو التمرين الذي نحن بصدده اليوم.

ولفت الانتباه إلى مراعاة أن تكون أهداف التمارين العسكرية وفقًا لما يجري بالمنطقة اليوم، والتوجهات المستقبلية للقوات المسلحة بالدول العربية والإسلامية، مشيرًا إلى التحالف الدولي العسكري القائم بين دول مجلس التعاون الخليجي ودول عربية شقيقة، لإعادة الشرعية لليمن، بوصفه مثالًا قائمًا للتحالفات التي تتطلب تنظيمًا وإدارة؛ لضمان ديمومتها واستمرارها، والعمل على تجنب جميع ما يؤدي إلى تفكك الدول المنظمة للتحالف أو تراجع بعضها وعدم الوفاء بالتزاماتها.

وأكد المتحدث باسم قوات التحالف أن هذا الأمر لا يمكن ضمانه إلا من خلال تمرينات عسكرية، على غرار تمرين رعد الشمال، وإسهامها في تكوين خبرة وديمومة، واستطاعتها توفير جميع الإمكانات اللازمة في هذا الصدد، مشددًا على أن ذلك هو الهدف الرئيسي والغاية المنشودة، ومطلب جميع الدول المشاركة بقواتها المسلحة، بحيث تقوم بتدريب ثم اختبار قدرتها على العمل ضمن تحالف أو قيادة نوع مماثل لهذا التحالف.

وقال المستشار في مكتب سمو وزير الدفاع العميد ركن أحمد بن حسن عسيري: نعمل على ما نسميه بيئة الحرب غير النظامية، وهي مواجهة التنظيمات الإرهابية أو مواجهة حروب العصابات، وتعد على الجيش النظامي عمليات جديدة أو بُعد آخر في العمليات العسكرية وتحتاج إلى ممارسة؛ كونها تجمع ما بين العمل الأمني والعمل العسكري والقوات المسلحة النظامية لم تدرب وتشكل في الأساس لهذا النوع من العمليات؛ كون مواجهة مثل هذه التهديدات يتطلب أن تكون القوات جاهزة وعندها القدرة على التحول من حالة إلى حالة من العمليات التقليدية إلى العمليات غير النظامية، وخلال تمرين اليوم شاهدتم قوات خاصة تعمل نفس المجال مع الدبابات والعربات المدرعة هذا الخليط ما يسمى الآن العمليات غير النظامية، وعلى القوات المسلحة أن تتكيف لمواجهة مثل هذه التهديدات، فهذا أحد الأهداف الرئيسية للتمرين المتمثل في أن تصبح القوات النظامية قادرة على التحول من حالة الحروب النظامية إلى حروب غير نظامية، ويصبح لديها المرونة، وتعمل كوحدات متكاملة وفرق بسيطة.

وأضاف بأن من المهم اختبار البنية التحتية للقوات المسلحة، ويقصد بها البنية التحتية عندما تستضيف دولة من الدول تمرينًا بهذا الحجم؛ فطبيعي استخدام الموانئ والمطارات والطرق والمنشآت العسكرية والقوات العسكرية، هذه كلها تحتاج إلى اختبار جاهزية، فعندما وصلت القوات إلى مدينة الملك خالد العسكرية عن طريق البر أو الجو كان هذا اختبار للبنية التحتية، فالدول المستضيفة للتمارين تحتاج إلى بنية تحتية ممتازة قادرة على الاستيعاب.

وأفاد العميد عسيري أن المملكة تمثل المسرح الذي تنفذ فيه تمرين رعد الشمال؛ فلدينا دول مختلفة خليجية وعربية وإسلامية، مبينًا أن وصول القوات لمسرح العمليات يحتاج إلى تنظيم الوقت والنقل والموانئ المطارات، ويسمى الحشد، وتحرك هذه الوحدات من مواقع تعسكرها في بلدها إلى أن تصل إلى مسرح العمليات وتنقلها إلى مواقع التعسكر ثم تنفذ العمليات هذا يحتاج إلى تنظيم وترتيب.

وبيّن أن التمرين استخدم ميناء الدمام، وميناء ضباء، وميناء جدة، ومدينة الملك خالد العسكرية، وقاعدة الملك سعود الجوية، ومطار الرياض، وكذلك شبكة الطرق في الانتقال إلى مسرح عمليات التمرين وموقعة قاعدة الملك خالد العسكرية، ويمتد إلى طريف أقصى الشمال، وكذلك منفذ الرقعي، وكل القوات تنفذ تمرين رعد الشمال بالتزامن والتوافق مع الزمان والمكان، مشيرًا إلى أن التمرين يسعى إلى أن تكون هذه العمليات متزامنة ومتوافقة في نقل القوات ثم إعادتها إلى مواقع.

وأفاد المستشار بمكتب سمو وزير الدفاع أن عمليات التمرين والمناورات المنفذة لرعد الشمال نفذت على مساحة شاسعة لإكساب الخبرات للقوات ضمن بيئات مختلطة شملت أربعة قطاعات هي (حفر الباطن، رفحاء، عرعر، طريف)، طبقت فيها أساليب متطورة وغير مسبوقة في التكتيكات الحربية باستخدام أحدث ما توصلت إليه الأسلحة والتجهيزات البرية والبحرية والجوية.

وأشار إلى نجاح العمليات العسكرية المنفذة لجميع القوات المشاركة في التمارين المتواصلة شملت أوقاتًا وأماكن جغرافية مختلفة لرفع جاهزية عناصرها ومعرفة مدى كفاءة آلياتها العسكرية المتنوعة، إلى جانب اختبار مدى صلاحية البنية التحتية للدولة المستضيفة لهذه المناورات والتمارين المشتركة للقوات واستقبالها الإعداد والآليات العسكرية الكبيرة عبر منافذها البرية والجوية وموانئها البحرية.

وبيّن أن التدريبات المنفذة منذ انطلاق المناورات جاءت بأرتال متصاعدة إلى منخفضة للتعود على التصدي وردع الميليشيات والعناصر الإرهابية، والتوصل إلى مرحلتي التوافق والتكامل بين قوات الدول المشاركة من خلال الاحتكاك وتبادل الخبرات العسكرية فيما بينها؛ بهدف الوصول إلى الوحدة والتواجد السريع حال تلبية طلب أي دولة من الدول المشاركة واستدعاء قوات للتدخل لحفظ أمنها وأمن المنطقة.

بعد ذلك أجاب المتحدث باسم قوات التحالف المستشار في مكتب وزير الدفاع العميد ركن أحمد بن حسن عسيري عن أسئلة الصحفيين، مبينًا أن لتمرين رعد الشمال أهدافًا محددة، ويجب ألا تختلط على ما تم إعلانه سابقًا من قبل المملكة العربية السعودية فيما يخص التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب، مؤكدًا أن التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب قد أُعلن من قبل سمو ولي ولي العهد، وتم الإيضاح للإعلام أن هناك خطوات وخارطة طريق لإنشاء التحالف، ونحن نقترب من مؤتمر رؤساء هيئات الأركان ثم مؤتمر وزراء الدفاع ثم يعلن التحالف الإسلامي، وقد ذكرنا الدول المنضمة إليه والدول التي لا تزال تدرس الانضمام، مبينًا أن رعد الشمال لها أهداف تخدم أهداف التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب وجزء كبير من الدول المنظمة اليوم لتمرين رعد الشمال هي أعضاء في التحالف الإسلامي المستقبلي.

وأشار إلى أن ما يخص القوات البرية فالعمل مشترك، وقد لاحظ الجميع وجود القوات الجوية والبرية في العمليات العسكرية، حيث يتم دحر العدو وطرده من المواقع، ولابد من شغل هذه المناطق، لذلك فرضية التمرين شملت اتساع رقعة التمرين بما يخدم وجود أعداد كبيرة من القوات البرية.

وفيما يخص التحالف الإسلامي أكد العميد عسيري أنه سبق تغطية هذا الجزء، لدينا أربعة مناحٍ أساسية، هي: محاربة الإرهاب في المجال الفكري في الإعلامي والمالي والعسكري، ومن السابق لأوانه الآن أن نتحدث عن حالات محددة، ونحن لم نعقد مؤتمرًا لرؤساء الأركان؛ والمؤتمر سوف يناقش المفهوم العملياتي لهذا التحالف وآلية العمل، وكيف يتم التعامل مع التهديدات والمبادرات التي سوف تتقدم بها دول الأعضاء، ثم يتم العمل عليها عبر مركز تنسيق جهود التحالف الإسلامي، ومن السابق لأوانه الحديث عن حالات محددة ونحن لم ننجز بعدُ المفهوم الذي نعمل عليه في مؤتمر رؤساء الأركان.

وأكد المتحدث باسم قوات التحالف أن الجميع يعلم ما هو السلوك السياسي لإيران في المنطقة، وهي أول من ابتدع تنظيم عمل ميليشيات حزب الله والحوثي، اللذين يتبعان لإيران، كما أن الميليشيات في العراق والميليشيات التي تقتل الشعب السوري جميعها تتبع إيران، وهذا النوع من التدخل السافر في الشؤون الداخلية لدول الجوار في دول الخليج، كما أن إيران تُعد دولة جارة، والتعايش معها مطلب للجميع؛ وفق النظام الدولي واحترام الدول.

وأوضح أن هناك فرقًا بين المنظمات والتحالفات، والتحالفات عبارة عن تجمع- في الغالب تجمع عسكري- لإنجاز عمل معين، تكامله مع الأمم المتحدة شيء أساسي، في الغالب هذا النوع من التحالفات تسعى للحصول على الشرعية لعملها العسكري من خلال مجلس الأمن، كما يحصل اليوم في عمليات إعادة الأمل اليمن وفق القرار 2216 تعمل تحت مظلة الدول المنظمة للتحالف الدولي.

وقال: الرسالة الموجهة أن الدول الإسلامية تعمل جنبًا إلى جنب، واليوم لدينا 20 دولة إسلامية تنفذ هذا التمرين، وهناك تصميم وعزم ورغبة أن يكون الأمن والسلامة تسود في المنطقة، ونحققه في جميع الرسائل، من ضمنها الوسائل العسكرية.

وحول التمرين أشار إلى أنه لم يتكلم عن العمل في بيئة التنظيمات الإرهابية، وقد تكون “داعش” على القائمة، ولدينا تنظيمات أخرى وميليشيات بالمنطقة لابد من الاستعداد لها العمل، والميليشيات تُعد خارجة عن القانون، ويجب ألا تُترك لتفرض سيادتها على هيبة الدول.

وأكد العميد عسيري على أن تمرين رعد الشمال يُعد نسخة يتم تقييمها واستخلاص الدروس المستفادة منها، وإذا رأت الدول المشاركة أن هناك حاجة لتكرار النسخة؛ فالمملكة ترحّب بهذا النوع من التمارين، مشيرًا أن أي دولة ترغب في الانضمام للتمرين فعلى الرحب والسعة.

عسيري4 عسيري5 عسيري6 عسيري7

عسيري3 عسيري1 عسيري2