البيان الختامي للقمة الإسلامية يؤكد مركزية القضية الفلسطينية ويدين #إيران

الجمعة ١٥ أبريل ٢٠١٦ الساعة ٤:٥٤ مساءً
البيان الختامي للقمة الإسلامية يؤكد مركزية القضية الفلسطينية ويدين #إيران

أكد “إعلان إسطنبول” الصادر في ختام أعمال الدورة الـ 13 لمؤتمر القمة الإسلامي في مدينة إسطنبول التركية – على مركزية قضية فلسطين والقدس الشريف بالنسبة للأمة الإسلامية ودعمه المبدئي لحق الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه الوطنية، بما فيها حق تقرير المصير وإنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف إلى جانب حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم.
ودعا الإعلان إلى ضرورة عقد مؤتمر دولي للسلام في وقتٍ مبكرٍ لوضع آليات لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 بما فيها القدس الشريف؛ حسب وكالة الأنباء الإماراتية (وام).
وأشاد في هذا الصدد بجهود العاهل المغربي الملك محمد السادس والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، وكذلك باستضافة إندونيسيا القمة الإسلامية الطارئة المعنية بفلسطين في مارس الماضي، إلى جانب ما تقوم به السنغال من عمل دؤوب لخدمة القضية الفلسطينية.
وجدّد “إعلان إسطنبول” دعمه للبنان في تحرير كامل أراضيه من الاحتلال الإسرائيلي بكل الوسائل المشروعة، داعيًا في الوقت ذاته إسرائيل للانسحاب الكامل من الجولان السوري المحتل.
ورحّب بالحوار القائم بين الأطراف السياسية اللبنانية لتجاوز الخلافات، معربًا عن تقديره للجهود التي تبذلها لبنان ومصر والأردن والعراق وتركيا في استضافة اللاجئين السوريين.
وحول النزاع القائم بين أرمينيا وأذربيجان حول “ناغورنو كاراباخ”، شدد “إعلان إسطنبول” على ضرورة سحب أرمينيا قواتها المسلحة فورًا، وبشكل كامل، وغير مشروط من الأراضي الأذربيجانية المحتلة، وتسوية النزاع في إطار سيادة أذربيجان وسلامة أراضيها.
ورحّب الإعلان بجهود السلام والمصالحة التي تقودها أفغانستان في سبيل إحلال السلم والأمن الدائمين في هذا البلد وفي المنطقة.

وشدّد على ضرورة منح الأقليات المسلمة حقوقها في البلدان غير الإسلامية، مجددًا تضامنه مع البوسنة والهرسك لتنفيذ عملية الإصلاح لبناء مستقبل أفضل، ودعا الدول الأعضاء إلى الاعتراف باستقلال كوسوفو.
وحول إيران، أكد “إعلان إسطنبول” أهمية حسن الجوار وعلاقات التعاون مع إيران، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول البحرين واليمن وسوريا والصومال، معربًا عن إدانته للاعتداءات التي تعرضت لها البعثات السعودية في إيران، ورفضه للتصريحات الإيرانية التحريضية فيما يتعلق بتنفيذ الأحكام القضائية الصادرة ضد عددٍ من مرتكبي الجرائم الإرهابية في السعودية.
وأعرب عن الارتياح بالتقدّم المحرز في اتفاقيات السلام والمصالحة في عددٍ من الدول الأفريقية؛ منها مالي وليبيا والصومال وأفريقيا الوسطى والسودان، مؤكدًا تضامنه الكامل مع نيجيريا والنيجر والكاميرون وتشاد في مواجهة إرهاب جماعة “بوكوحرام”.
وفي الشأن الليبي، رحّب بقرار المؤتمر الوطني الليبي تسليم السلطة لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا، مشيدًا بأهمية هذه المبادرة الداعمة لتركيز سلطة شرعية واحدة في دولة ليبيا والمتمثلة في حكومة الوفاق الوطني، ودعا الأطراف السياسية الليبية لتقديم الدعم لحكومة الوفاق الوطني؛ وذلك من أجل استتباب الأمن والاستقرار في ليبيا.
وحول الأوضاع في سوريا، أعرب إعلان إسطنبول عن قلقه العميق إزاء تواصل العنف وسفك الدماء في سوريا، مؤكدًا ضرورة الحفاظ على وحدة واستقلال أراضيه ودعمه لعملية التسوية؛ وفق مقررات جنيف بغية تنفيذ عملية انتقال سياسي تُمكّن من بناء دولة سورية قائمة على التعدد الديمقراطي.
وأشاد بالجهود الصادقة التي بذلتها دولة الكويت لاستضافة ثلاثة مؤتمرات دولية للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا خلال الأعوام 2013 و2014 و2015، ومشاركتها الفاعلة في رئاسة المؤتمر الرابع للمانحين، الذي عُقد بالعاصمة البريطانية لندن في الرابع من فبراير 2016 بالشراكة مع الممكلة المتحدة وألمانيا والنرويج والأمم المتحدة، استجابة للأزمة الإنسانية الخطيرة التي يواجهها الأبرياء من أبناء الشعب السوري.
وهنّأ “إعلان إسطنبول” صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، بمناسبة منحه لقب “قائد للعمل الإنساني” من جانب الأمين العام للأمم المتحدة في سبتمبر 2014 إقرارًا بالدور الهام الذي يضطلع به سموه في المجال الإنساني.
كما أعرب عن تقديره وشكره لدولة الكويت لاستضافتها مؤتمر الأطراف اليمنية في الـ 18 من الشهر الحالي برعاية الأمم المتحدة، مشيدًا بجهود مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وبجهود دولة الكويت في دعم الوضع الإنساني في اليمن، والدفع في تحقيق الأمن والاستقرار في هذا البلد؛ وفقًا للشرعية الدستورية.
ودعم “إعلان إسطنبول” الحكومة العراقية في جهودها للقضاء على تنظيم “داعش”، واستعادة الأراضي التي تحتلها، وأكد دعمه للتحالف العسكري الإسلامي لمكافحة الإرهاب، داعيًا الدول الأعضاء للانضمام إليه، مشيدًا بجهود السعودية وجميع الدول الأعضاء في مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله.
كما أعرب عن ارتياحه لاكتمال برنامج العمل العشري 2005 – 2015، بنجاح ما يتيح للأمة الإسلامية خطة استشرافية لتعزيز العمل الإسلامي المشترك في شتى المجالات، مرحبًا باعتماد خطة التنمية المستدامة لعام 2030 التي تتضمن 17 هدفًا و169 غاية.
وأشاد بالزيادة التي تحققت في مستوى التجارة البينية في إطار المنظمة من نسبة 18.64% في 2013 إلى 19.33% في 2014 من خلال تنفيذ برامج التمويل التجاري ومبادرات لتعزيز التجارة.
ورحّب بإنشاء المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي في كازاخستان، وتنفيذ البرنامج الخاص لتنمية أفريقيا ومشاريع التعليم والصحة، مشيدًا بانعقاد الدورة الأولى لقيادة عقيلات رؤساء الدول المعنية بمكافحة السرطان في الدول الأعضاء.
ودعا جميع الدول الأعضاء إلى مواجهة تصعيد المشاعر المعادية للمسلمين، وتشجيع الدول ومجتمعاتها المدنية على اتخاذ تدابير للتصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا، مؤكدًا على دور القادة الدينيين وقادة المجتمع في الحد من نزعات التطرف والإسلاموفوبيا من خلال تعزيز التسامح والوسطية وتبادل الاحترام والتعايش السلمي.
وأكد أهمية بناء قدرات الشباب وتعزيز دورهم في عملية التنمية الشاملة وتحقيق الأمن والسلم في المجتمعات الإسلامية، داعيًا إلى دعم أنشطة ومشاريع منظمات المجتمع المدني في هذا الشأن.
ودعا جميع الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة إلى دعم الترشيح الأول من نوعه، الذي تتقدم به كازاخستان للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن للفترة 2017 – 2018 وترشيح دولة الكويت للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن للفترة 2018 – 2019، مع الأخذ في الاعتبار مبادئ التمثيل الجغرافي العادل والمنصف في عملية اختيار الأعضاء الجُدد.