الدكتور ميسرة: وسائل التواصل الاجتماعي ساعدت على تقليل أخلاقيات الفرد

الأحد ١٧ أبريل ٢٠١٦ الساعة ١:٣٠ صباحاً
الدكتور ميسرة: وسائل التواصل الاجتماعي ساعدت على تقليل أخلاقيات الفرد

أوضح الخبير الأسري والتربوي الدكتور ميسرة طاهر أن كل فرد يعيش وسط مثلث ذي 3 رؤوس، وهي تعبر عن علاقة الفرد مع الخالق، ومع ذاته، ومع الآخرين، وتختلف نسبتها من فرد إلى آخر، فإن تطرقنا للسلام سنجد وجود سلام مع الله ومع ذواتنا والغير، وهذا السلام في بعض الحالات وبعض الأفراد تنقلب إلى عداوة، فنجد هذا الفرد في عداوة مع الله، ومع ذاته، ومع الآخرين، فإما أن نكون في سلام مع الرؤوس الثلاثة أو في عداوة معها.
وبيّن الدكتور ميسرة خلال ورشة عمل ألقاها أمس ضمن فعاليات اليوم الرابع من ملتقى “نرعاك 4” والذي ينظمه مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالخبر “سايتك”، أن كل سلوك يصدر من الإنسان وراءه فكرة، وهذه الفكرة قد تصنع في البدء سلوك أو مشاعر.
قال: “وكما أن للحاسب الآلي برامج عدة أيضاً لدى الإنسان برامج عقلية تتحكم به، بعضها سيء وبعضها جيد، إن فهمناها وغرسناها بشكل صحيح في أبنائنا نتجه نحو وطن آمن”.
وأشار الدكتور ميسرة إلى أن البرامج الأول هو “التبين” فإن نظرنا إلى الثرثرة التي تحدث في وسائل التواصل الاجتماعي الأغلب منها كلام غير صحيح، مبينا أن وسائل التواصل الاجتماعي ساعدت على تقليل أخلاقيات الفرد من حيث النشر دون تبين صحة الخبر من عدمه، بالإضافة إلى فتح حسابات وهمية أصبحت تستخدم كوسيلة لنشر الأكاذيب والفضائح في أعراض الناس، وهذا لا يجوز شرعاً، سواء صح الخبر أو لم يصح لذلك يجب تبين خبر ذلك من عدمه وزرعه في ابنائنا من ضرورة التأكد من صحة الخبر ومصدره فالتبين يساعد على تقليل الشائعات فيما بيننا فكم حق الاجر ان صح الخبر وكم حق الاثم ان نشرت خبر غير صحيح.
وعن البرنامج الثاني قال الدكتورة ميسرة: “إن الأشخاص مقابل الأفكار أي أن الطفل في بداية حياته يكون اهتمامه بالألعاب واكتشاف ما حوله إلى أن ينتقل بعدها إلى عالم الاشخاص في سن الـ 12 من عمره، فنجد الطفل أول شخص يدخل لعالمه هو أمه لذلك يستطيع الطفل تمييز أمه من الأسبوع الأول”.
أما البرنامج الثالث فبين أنه يدور حول إبقاء الآخر مقابل إلغاء الآخر، وهو ما نستطيع ملاحظته في أغلب الأماكن العامة التي تحتاج إلى نظام بين الناس، فالذي نجده أن الفرد أصبح يلغي الآخرين كان يتجاوز طابوراً من الأفراد في السوبرماركت ليكون أول من يضع أغراضه للحساب، على الرغم من وجود من يسبقه، وهذا يدل على عدم وجود اعتبار للغير لديه، وهذه دلالة على عوامل تربوية.. قد يكون سببها أن الأسرة لا تُشعر أبناءها بوجود قيمة لديهم، فمن هنا يتشكل لديه عدم احترام للغير، لذلك نادى الآباء بأخذ رأي أبنائهم والعمل على تقديرهم لتعزيز ثقته بنفسه، فينعكس ذلك على تقديره للغير، وللأسف ما شاع في مجتمعاتنا الآن الاهتمام بالشكليات وعدم احترام الآخرين.
وذكر الدكتور ميسرة عن وجود أسباب للاستقرار الأسري، حيث الأسرة المستقرة هي الأسرة التي تبحث عن “الهدوء” في “التحاور” وكيفية “التفاهم” فيما بينهما، وتشجع على “التعاون” و”الانجاز” ليكونوا أكثر “عطاء”.
وتحدث أيضاً الدكتور ميسرة عن العنف الأسري، ووجود مظاهر للعنف قد يتمثل في الجانب اللفظي كالسخرية والشتم، والجانب الميداني كالضرب. فلذلك عندما يعجز العقل يتحدث الجسد وقصة قابيل وهابيل دليل على ذلك.
وبين أن المسالة تبدأ بحوار بين اثنين بغض النظر عن موقع كل منهما من الآخر، ثم يحاول أحدهما إقناع الآخر فيعجز، ثم يرتفع صوت من شعر بالعجز، وعندها تجد أن من عجز قد يتهم الآخر بأنه كاذب أو غير موضوعي أو ربما مجنون، ثم يهدده، ثم يبدأ يعاقبه إما لفظياً أو بدنياً، هذا إن كان قادراً على توجيه العدوان نحو الخارج.
وأكمل الدكتور ميسرة حديثه عن أهمية الإنصات في استقرار الأسرة، وقال: “إن المرأة عندما تتحدث عن موضوع ما فهي لا تشتكي بل تفضفض، وتفكر بحل للمشكلة بصوت عالٍ، لذلك هي تحتاج لمن ينصت لها وليس لمن يقدم لها حلولاً”.
وشرح الدكتور ميسرة كيفية الإنصات بأن تجعل عينينك على المتحدث، وإظهار الاهتمام بكلام المتحدث عبر إشارات جسدية تعبّر عن تجاوبك وتفاعلك معه، الميل بجسدك نحو جهة المتحدث، استخدم نفس كلمات المتحدث معك، لا تقاطع ولا تبدِ حلولاً إلا في حال سؤالك عن رأيك.
وأوضح أن أروع الزيجات ما يكون مبنياً على الإنصات، فعندما ترغب الزوجة لمن ينصت لها تجد الزوج أول المنصتين. أيضاً وجد أن أكثر فرد محبوب لدى الجميع هو الفرد المنصت.
وذكر عن وجود فرق بين الإنصات والاستماع فالإنصات مهارة يمكن الحصول عليها مع الممارسة، بينما الاستماع فهو مستوى أدنى من الإنصات، حيث يستطيع أي مستمع إعادة كل كلام المتحدث لكن دون إنصات، فإن مارسنا أسلوب الاستماع بدون تطبيق أسس الانصات كأن نستمع لأبنائنا مع انشغالنا جسديا ونظريا بأشياء أخرى غير النظر إليهم، فهنا نعطي الطرف الآخر شعوراً بعدم رغبتنا للإنصات لهم، مما يجعلهم يلجأون لمن ينصت، وهنا تكون المشكلة إن توجهوا للشخص غير المناسب.

دكتور ميسر1 دكتور ميسر2