رسائل من واشنطن ولندن: السعودية حليف لا يمكن الاستغناء عنه

الأربعاء ٢٧ أبريل ٢٠١٦ الساعة ١١:٠٩ مساءً
رسائل من واشنطن ولندن: السعودية حليف لا يمكن الاستغناء عنه

في الوقت الذي يشن فيه الإعلام الغربي وسياسيون هناك- خاصة بالولايات المتحدة وبريطانيا- هجومًا على السعودية بالتزامن مع انخفاض أسعار النفط وبدء عهد جديد من الحزم السعودي، خرجت أصوات عاقلة تطالب بالتمسك بالمملكة كحليف لا يمكن الاستغناء عنه، ولابد من رد الجميل لها، خاصة أن تعاونها الاستخباري أنقذ أرواح أمريكيين وبريطانيين.
وتحدث “باول ريان” رئيس الكونجرس الأمريكي خلال لقاء أجراه مع شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية أمس عن أنه لم يقرأ بعدُ الـ28 صفحة السرية الصادرة عن لجنة مشتركة للتحقيق في هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001م، لكنه يخطط لقراءتها قريبًا.
وأكد “ريان” الذي عبر عن دعمه للكشف عن فحوى تلك الصفحات على أن محتواها لن يقوض علاقة الولايات المتحدة بالسعودية، وأضاف أنه سيقرأ التقرير الذي اجتمع بشأنه مع مسؤولين أمريكيين في الاستخبارات.
وتحدث عن أنه من الضروري النظر إلى السعودية الآن، وليس السعودية عند كتابة التقرير بشأن هجمات سبتمبر قبل عقد من الزمن.
وذكر أن السعودية الآن تساعد الولايات المتحدة في ملاحقة التمويل الإرهابي، كما أنها تساعد واشنطن من خلال التحالف الجديد الذي يضم 39 دولة إسلامية معتدلة لمحاربة الإرهاب.
وأضاف أنهم بدؤوا يأخذون زمام المبادرة بشأن منع الإرهاب الراديكالي من الانتشار والنمو، وهناك حاجة مستقبلًا للتعاون بشكل أكبر مع السعودية لتحقيق تلك الأهداف.
ونشرت صحيفة “تليجراف” البريطانية مقالًا لـ”سيمون مايال” الضابط السابق في الجيش البريطاني برتبة فريق والمستشار السابق في شؤون الشرق الأوسط بوزارة الدفاع البريطانية، تحدث فيه عن أن حلفاء بريطانيا في الخليج يشعرون بتخلي لندن عنهم.

ريان
وأشار إلى أن الشرق الأوسط يواجه واحدة من أكثر الفترات اضطرابًا في تاريخه مع استمرار الفوضى في العراق وأصداء الربيع العربي والحرب السورية وصعود “داعش”.
وأضاف أن هياكل الدول الإقليمية تمزقت؛ مما تسبب في أزمة لاجئين تمثل حاليًّا ضغطًا على الحدود الأوروبية والمؤسسات وتقاليد التسامح.
وذكر أنه لا عجب في أن دول الخليج تشعر بالتوتر، لكن الغرب لا يساعدها، فالرئيس الأمريكي باراك أوباما أشرف على سياسة خارجية غير مدروسة جيدًا تجاه آسيا قادت إلى فك الارتباط مع منطقة الشرق الأوسط.
وتحدث عن هذا بجانب فشله في التحرك ضد الأعمال الوحشية التي ترتكب في سوريا أدى إلى الاستقبال الفاتر الذي تلقاه خلال زيارته مؤخرًا للرياض.
وأشار إلى أن إيران وعلى الرغم من توقيعها الاتفاق النووي مع القوى العظمى، ما زالت تستغل الوكلاء في العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن، فتدخل طهران في المنطقة لا يهدد فحسب المصالح الغربية لكنه يهدد أيضًا المنطقة الوحيدة المستقرة نسبيًّا في الشرق الأوسط وهي الخليج.
وتحدث عن أن بريطانيا تلعب دورًا قياديًّا في الحرب ضد الإرهاب وجهود تحقيق الاستقرار في المنطقة، ومع ذلك فهي في حاجة إلى أصدقاء في هذا التحرك، وهؤلاء الأصدقاء يريدون معرفة أن لندن حليف موثوق فيه.
وأضاف أن رئيس الوزراء البريطاني تحدث في عدة مناسبات عن أن الاستخبارات السعودية في مجال مكافحة الإرهاب حفظت أرواحًا بريطانيين، مشيرًا إلى أن بريطانيا تحتاج لرد الجميل.
وطالب بريطانيا شعبًا وحكومة وبرلمانًا بالمساهمة في دعم دول الخليج لتحقيق الأمن؛ وبالتالي الإصلاح المطلوب هناك، في ظل الدعوات التي تطالب بوقف بيع الأسلحة للسعودية على خلفية الحرب التي تقودها في اليمن.
وأشار إلى أن بريطانيا لديها تاريخ طويل في الخليج ودول مثل السعودية تُعد من الحلفاء المقربين منذ الحرب العالمية الثانية.
وانتقد بشدة التحقيق البرلماني البريطاني في صادرات الأسلحة للمملكة على خلفية استخدام تلك الأسلحة في الحرب باليمن، معتبرًا أن هذا التحقيق غير مرحب به.
وذكر أن المملكة في ظل مواجهتها عدة مخاوف أمنية والآن مواجهتها هذا التحقيق البريطاني، من حقها أن تشكك هي وحلفاء إقليميون آخرون في التزام بريطانيا بشأن دعمهم في جهودهم من أجل تحقيق المصالح المشتركة المتعلقة بمكافحة الإرهاب.
وانتقد بشدة تحالف جماعات المصالح في بريطانيا الذي يشن هجومه على السعودية، معتبرًا أن تحركاتهم إما أنها معادية للمصالح الوطنية البريطانية أو أنها نتاج جهل أو سذاجة.